التغير والنجاح

اليوم ها نحن من جديد في يوم 29 جانفي و لكن بعد مرور شهر
شهر الأكيد أنّه غيّر الكثير الكثير في الوسط الجامعي
و لكنّني الآن أتساءل هل نحن تغيّرنا فعلا ..أم أنّ الظّروف التي من حولنا هي الّتي تغيّرت .. و بقينا نحن على ما عليه من أخطاء و عادات سيئة..؟
فيتأمّلْ كلّ واحد منّا نفسه.. و ليقيّمها.. هل أنا فعلا قد تغيّرت؟ ما الّذي تغيّر.. وما الذي لم يتغيّر..؟
إنّ التغيير ليس حظا أو صدفة.. و إنّما هو قـــــــدرة
أبواب التغيير و النّجاح التي ننشد لا تفتح إلا من الدّاخل.. من داخل أنفسنا
نتغيّر عندما نغيّر طريقتنا في... النظر إلى العالم و كلّ ما يحيط بنا.. في التفاعل مع ما حدث و يحدث
التغيير الحقيقيّ لا يحتاج إلى سنة جديدة..
يحتاج فقط لأفكار متجدّدة.. لعقليّات أكثر نضجا.. أكثر نبلا.. أكثر وعيا و إدراكا لحقيقة وجودنا في هذا الكون و الغاية منه..
لم يخلقنا الله عبثا لنحيى و نموت هكذا دون تقديم أيّ شيئ... و الاكتفاء بالمسايرة و التقليد.. خُلقنا لنقدّم الإضافة..لنتغيّر للأفضل.. في كلّ يوم.. بل في كلّ لحظة
إنّ التغيير الفعليّ ليس تغييرا في التوقيت و مرور الأيّام و السّنوات.. فقد مرّت بنا سنوات و سنوات راكدة.. العقول فيها متجمّدة خاضعة.. و النفوس أشبه بالميّتة
و لكنّا أثبتنا أنّه تكفي لحظة واحدة نكتسب فيها و نستشعر سمات الإنسانيّة فينا لنكسر القيود و ننتفض لننطلق محلّقـــين
لحظة واحدة..نيّة صادقة.. إرادة صلبة.... تصنع حتما الفـــــارق و تغيّرمجرى حياتنا و مجرى التاريخ

ماذا لو حاولنا في كلّ يوم و لو لمدّة عشرة دقائق نختارها فقط ، أن نكون ذلك التغيير الذي نريده للعالم في تعاملنا مع ذواتنا و مع الآخرين
عشرة دقائق كل يوم، قد تجعل أحلامنا المنشودة للتغيير تترجّل أرض الواقع
لا تبخل على نفسك بالتغيير.. لا تبخل على وطنك
أطلق لنفسك إشراقها و طموحها .. و سنرى جميعا فجر التغيير يرمقنا من بعيد
"لأنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم"

بوركت و بارك الله أناملك.