عوامل عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-أما بعد : فإن العوامل في النحو على ما ألفه الشيخ الإمام عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني رحمة الله عليه مائة عامل: لفظية ومعنوية.
فاللفظية منها على ضربين : سماعية وقياسية. فالسماعية منها أحد وتسعون عاملا ، والقياسية منها سبعة عوامل. والمعنوية منها عددان.
وتتنوع السماعية منها ثلثة عشر نوعا.
النوع الأول : حروف تجر الاسم فقط. وهي سبعة عشر حرفا :
الباء للإلصاق نحو به داء ومررت بزيد. وللتعدية نحو ذهبت بزيد. وللاستعانة نحو كتبت بالقلم. وللمصاحبة نحو دخلت عليه بثياب السفر. وللظرفية نحو صليت بالمسجد. وللمقابلة نحو بعت هذا بهذا. وللزيادة نحو قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وكفى بالله شهيدا. وللقسم نحو بالله لافعلن كذا.
ومن لابتداء الغاية نحو سرت من البصرة إلى الكوفة. وللتبعيض نحو اخذت من المال. وللتبيين نحو قوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان. وللزيادة نحو ما جائني من أحد. و إلى لانتهاء الغاية نحو سرت من البصرة إلى الكوفة. بمعنى مع نحو قوله تعالى فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق.
وفي للظرفية نحو المال في الكيس ونظرت في الكتاب. وبمعنى على نحو قوله تعالى ولاصلبنكم في جذوع النخل.
وحتى للانتهاء الغاية نحو اكلت السمكة حتى رئسها.
واللام للتمليك نحو المال لزيد. وللاختصاص نحو الجل للفرس. وللزيادة نحو قوله تعالى ردف لكم بعض الذي تستعجلون ولا ابالكم. وللقسم نحو لله لا يأخر الله اجل. وللتعليل نحو ضربت زيد للتأديب.
ورب للتقليل نحو رب رجل جواد لقيته ورب رجل أبوه كريم لقيته ورب رجل كرم أبوه لقيته.
وعلى للاستعلاء نحو عليه دين وزيد على السطح وقد يكون على فعلا نحو قوله تعالى ان فرعون على في الأرض.
وعن للعبد والمجاوزة نحو رميت السهم عن القوس.
والكاف للتشبيه نحو زيد كالأسد. والذي كزيد أخوك.
ومذ ومنذ للابتداء الغاية في الزمان الماضي نحو ما رأيته مذ يوم الجمعة ومنذ يوم السبت.
والباء للقسم نحو بالله. والتاء نحو تالله. والواو نحو والله لأفعلن كذا.
وحاشا للتنـزيه نحو سأ القوم حاشا زيد.
وعدا وخلا للاستثناء نحو جائني القوم عدا زيد وخلا زيد.
النوع الثاني :حروف تنصب الاسم وترفع الخبر. وهي ستة احرف :
إنّ و أنّ للتحقيق نحو إن زيدا منطلق وبلغني أن زيدا ذهر.
وكأن للتشبيه نحو كأن زيدا الاسد.
ولكنّ للاستدراك نحو جائني القوم لكنّ عمروا لم يجئ.
وليت للتمني نحو ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما فعل المثيب.
ولعلّ للرجى نحو لعلّ زيدا عالم.
النوع الثالث : حرفان ترفعان الاسم وتنصبان الخبر وهما ما و لا المشبهتان بليس فما لنفي الحال نحو ما زيد منطلقا ولا لنفي الاستقبال نحو لا رجل افضل منك.
النوع الرابع : حروف تنصب الاسم فقط. وهي سبعة أحرف :
الواو بمعنى مع نحو استوى الماء والخشبة.
والاّ للاستثناء نحو جائني القوم إلاّ زيداً وما جائني القوم الاّ حمارا.
ويا النداء البعيد نحو يا عبد الله ويا خيرا من زيد ويا رجلا خذ بيدي.
وأيا وهيا لنداء البعيد نحو ايا عبد الله وهيا عبد الله.
واي لنداء القريب نحو أي عبد الله.
والهمزة أيضا لنداء القريب لكنّ الهمزة لنداء الأقرب نحو اعبد الله.
النوع الخامس : حروف تنصب الفعل المضارع وهي أربعة أحرف :
أن للاستقبال نحو أريد أن أخرج.
ولن لتأكيد نفي الاستقبال نحو لن ابرح الارض.
وكي للتعليل نحو جئتك كي تعطيني حقي.
وإذن جواب وجزاء نحو قولك إذن أكرمك في جواب من قال انا آتيك.
النوع السادس : حروف تجزم الفعل المضارع وهي خمسة أحرف :
إن للشرط والجزاء نحو إن تأتني اكرمك.
ولم لنفي الماضي بعد نقله من المستقبل نحو لم يخرج الامير.
ولما لنفي الماضي أيضا وفيه توقع وانتظار نحو لما يخرج الامير.
ولا لنهي نحو لا تفعل.
واللام للامر نحو ليفعل زيد.
النوع السابع : أسماء تجزم الفعل المضارع على معنى ان وهي تسعة اسماء :
من نحو من تضرب اضرب.
وأي نحو أي تضرب اضرب.
وما نحو ما تصنع اصنع.
ومتى نحو متى تأتني اكرمك.
ومهما نحو مهما تاتني اكرمك.
وأين نحو أين تكن اكن.
وحيثما نحو حيثما تجلس أجلس.
واذما نحو اذما تاتني اكرمك.
وأنى نحو أنى نفعل افعل.
النوع الثامن : أسماء تنصب أسماء نكرات على التميز وهي أربعة أسماء. الأول عشرة اذا ركبت مع أحد أو اثنين أو ثلثة أو أربعة إلى تسعة وأيضا عشرون وثلثون إلى تسعون نحو عندي أحد عشر رجلا. والثاني كم للاستفهام نحو كم رجلا عندك. والثالث كأي نحو كأي رجلا لقيته. والرابع كذا وهي كناية عن العدد نحو عندي كذا ردهما.
النوع التاسع : كلمات تسمى أسماء الأفعال بعضها ترفع وبعضها تنصب وهي تسعة كلمات الناصبات منها ستة. رويد نحو رويد زيدا أي إمهله. وبله نحو بله زيدا. أدعه ودونك نحو دونك زيدا أي خذ حيهل نحو حيهل السريد أي إتيها وعليك نحو عليك زيدا أي البزمه وهاء نحو هاء زيدا أي خذ والرافعة منها ثلثة كلمات هيهات نحو هيهات زيد أي بعد وسرعان نحو سرعان ذا إهالة أي سرع وشتان نحو شتان زيد وعمرو أي إفترقا.
النوع العاشر : الأفعال الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي ثلثة عشر فعلا. كان نحو كان زيد قائما وتكون تامة نحو كان زيد أي وجد وثبت وزائدة نحو أن من أفضلهم كان زيدا ومضمرا فيها ضمير الشأن نحو كان زيد قائم وصار للانتقال نحو صار زيد غنيا وتكون تامة بمعنى ذهب نحو صار زيد إلى عمرو أي ذهب اليه وأصبح نحو أصبح زيد غنيا وتكون تامة نحو أصبح زيد أي دخل في وقت الصبح وبمعنى صار نحو أصبح زيد فقيرا أي صار زيد فقيرا وأمسي مثل أصبح نحو أمسي زيد فقيرا وأضحى مثل أصبح أيضا نحو أضحى زيد فقيرا وظل نحو ظل زيد قائما وتكون بمعنى صار نحو ظل زيد فقيرا أي صار زيد فقيرا وبات نحو بات زيد فقيرا وتكون تامة نحو بات زيد وبمعنى صار نحو بات زيد فقيرا أي صار زيد فقيرا ومازال نحو مازال زيد كريما وما برح نحو ما برح زيد حاكما وما فتئ نحو ما فتئ زيد حاكما وما أنفك نحو ما أنفك زيد حاكما وما دام نحو إجلس ما دام زيد جالسا وليس لنفي الحال نحو ليس زيد قائما.
النوع الحادي عشر : أفعال تسمى أفعال المقاربة ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي سبعة أفعال : عسى نحو عسى زيد أن يخرج وتكون تامة نحو عسى أن يخرج زيد وعسى زيد يخرج وكاد نحو كاد زيد يخرج وكاد زيد أن يخرج وطفق نحو طفق زيد يفعل وجعل نحو جعل زيد يخرج وكرب نحو كرب زيد يخرج وأوشك نحو أوشك زيد أن يخرج وأخذ نحو أخذ زيد يقوم.
النوع الثاني عشر : أفعال المدح والذم ترفع الاسم الجنس المعرف بالألف واللام وهي أربعة أفعال : نعم نحو نعم الرجل زيد فالرجل فاعل نعم وزيد مخصوص بالمدح وكذا بئس نحو بئس الرجل زيد وحبّذا نحو حبّذا الرجل زيد وساء نحو ساء الرجل زيد.
النوع الثالث عشر : أفعال الشك واليقين تدخل على إسمين ثانيهما عبارة عن الأول وتنصبهما جميعا على المفعولية وهي سبعة أفعال : ظننت نحو ظننت زيدا قائما واذا كان بمعنى إتهمت لم يقتضي المفعول الثاني نحو ظننت زيدا وحسبت نحو حسبت أخاك كريما وخلت نحو خلت زيدا عاقلا وعلمت نحو علمت زيدا فاضلا واذا كان بمعنى عرفت لم يقتضي المفعول الثاني نحو علمت زيدا ورئيت نحو رئيت زيدا قائما واذا كان بمعنى أبصرت لم يقتضي المفعول الثاني نحو رئيت زيدا ووجدت نحو وجدت زيدا جوادا واذا كان بمعنى صادفت لم يقتضي المفعول الثاني نحو وجدت الضالة أي صادفتها وزعمت نحو زعمت زيدا ظريفا واذا كان بمعنى قلت لم يقتضي المفعول الثاني نحو قوله تعالى زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثنّ.
والقياسية منها سبعة عوامل : الفعل على الإطلاق نحو قام زيد والمصدر نحو أعجبني ضرب زيد عمروا واسم الفاعل نحو زيد ضارب غلامه عمرا واسم المفعول نحو زيد معطي غلامه درهما والصفة المشبهة نحو جائني رجل حسن وجهه وكل اسم أضيف إلى اسم آخر نحو غلام زيد وخاتم فضة وضرب اليوم وكل اسم أستغني عن الاضافة نحو عندي راقود خلا ومنوان سمنا وقفيزان برا وعشرون درهما وملؤه عسلا.
والمعنوية منها عددان : العامل في المبتدأ و الخبر وهو كونه مبتدأ وخبرا نحو زيد منطلق والعامل في الفعل المضارع وهو وقوعه موقع الاسم نحو زيد يضرب ويضرب زيد في موقع زيد ضارب
[img][/img]