المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
استراتيجية النص و تفعيل القراءة -1-
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
استراتيجية النص و تفعيل القراءة -1-
تقديم : أهمية القراءة في تحقيق النص .
إن النص في مفهوم الكتابة المعاصرة يعتبر بمثابة تمثيلية دينامية تعتمد التحولات الداخلية من أجل إنتاج المعنى , و من المعلوم أن الكتابة الأدبية تحمل فائضا دلاليا بحكم تدخل إجراءات زائدة فيها , مثل الانزياحات و الوجوه البلاغية و الأسلوبية و الإيقاع و غيرها ... و بذلك يمكن القول بأن كتابة نص أدبي تمثل موضوعا كثيفا أو تكثيفيا لم يكن ليُخترق من أجل النفاذ إلى المقصدية المتجلية في العلامات , و لكن ليوقف الأنظار و الأفهام عند مميزاته و اشتغالاته الخاصة . و هذه الكتابة النص أو النص الكتابة هي التي تحتاج إلى عملية مكملة و ضرورية لا تتم إلا بها , و لم تخلق إلا من أجلها , و هي عملية القراءة أو المشاركة في التحقيق و الإنتاجية .
يقول " ج ب سارتر " : " إن الفعل الإبداعي لحظة غير مكتملة في العمل الأدبي , لأن عملية الكتابة تفترض عملية القراءة كتلازم جدلي . و هذان الفعلان المترابطان يتطلبان فاعليْن مختلفيْن هما المؤلف و القارئ 1 " .
إن القراءة إذن عديلة الكتابة في إنتاج النص و تفعيله , و ربما زادت عليها في استشفاف مراميه و تحقيق أبعاده عبر الأزمنة المتعاقبة و الثقافات المتباينة لأنها تشرك معرفة القارئ بمعرفة الكاتب , و تسقط خبرات الأول على تجارب الثاني فتُحَصّل تحقيقا ديناميكيا لإنتاجية جديدة و متجددة . و عليه فالقراءة لـيـسـت هـي مـا يجود به المكتوب فقط , و إنما هي توسعة له و انزياح عن حرفيته و ملاحقة لما يندس تحت ثناياه و عبر فضاءاته .
1- J P sartre : qu’est ce que la littérature ? cité par W . ISER : l’acte de lecture p 199
و في القراءة يتقابل النص المكتوب مع القارئ الذي هو بدوره نص كبير – كما يعرفه رولان بارت – فتقع الاستجابات و التجاوبات و تتم التدخلات و التداخلات , فينبثق الفهم و ينبثق التأويل , و إذا كانت قوة النص تكمن في قدرته على إغراء القارئ و إغوائه و جره إلى عالمه كي يحقق هويته و يبرز معانيه ؛ فإن قوة القارئ تتمثل في إغناء النص و إثرائه بتشغيل مدخراته و الاستعانة بمخزوناته الثقافية و المعرفية المباشرة و غير المباشرة .
و لذلك فقد ازداد اهتمام النظريات النقدية الحديثة بالقارئ و المتلقي الذي أصبح دوره معتبرا في تحقيق النص و في تحقيق عملية التواصل المرجوة منه . و قد ساعد على ذلك انتشار مفاهيم الظاهراتية التي تفسر الوعي بأنه دائما وعي بشيء ما و أن العلاقة بين الذات و الموضوع هي علاقة مقصدية تتجه بسهم الوعي نحو الموضوع الذي هو قطب الاهتمام و لذلك فالتفكير و موضوعه مترابطان داخليا و متوقفان على بعضهما 1 . و من ثم طرحت فكرة اشتغال النص (الأدبي) من خلال قراءته أو قرائه ؛ و هي الفكرة التي تُحَيّن دور القارئ و تعيد له اعتباره في العملية الإنتاجية و التواصلية التي تنقل النص من الوجود بالقوة على الوجود بالفعل .
و ينقسم الدور الذي يسند للقارئ بحسب نظرية التلقي إلى ما يتعلق بتوقع القارئ و ما ينتظره من النص و هو الطرح الذي يقدمه " ياوس H.R.Yausse " و يدافع عنه , و بمقتضاه يجعل من مفهوم " أفق الانتظار "و إعادة تشكيله أطروحة مركزية في تفاعل القارئ أو القراء مع النص و تحديد قيمه المختلفة ؛ عن طريق منطق السؤال و الجواب الذي يدفع بالمتلقي إلى استدعاء خبرات متعددة لإقامة فهم جديـد , و إلـى تـنـشـيـط الـحـوار بين كل ما هو ماض معروف و حاضر موصوف و مستقبل مرتقب .2 و كلما نجح النص في خلق مسافة توتر بينه و بين آفاق الانتظار السائدة , كان تحفيزه للقارئ أكبر و كانت مساهمته في تطوير فن الكتابة و فن الفهم و التأويل أقوى و أرقى . و لذلك يقترح " ياوس " أن يكون هناك تمييز بين أفق الانتظار الأدبي الذي يقتضيه العمل الجديد , و بين أفق الانتظار الجماعي الذي يقرر معيار القراءة التقليدية و يُكيف عملية التلقي . 3 و يتمثل تفعيل القراءة بحسب هذا الطرح في تلك الجدلية القائمة بين الأجوبة السابقة و الأسئلة اللاحقة التي تدفع بالمتلقي إلى محاولة فك المعضلة و البحث عن إدراك
1 – تيري إنجلتون " الظاهراتية و الهيرمينوطيقا و نظرية التلقي " بحث ترجمه محمد خطابي – مجلة علامات ع 3 سنة 1/1995 .
2- H.R. Jausse : pour une esthétique de la réception . P 113-114
3-Ibid , p 258
مناسب لبنية العمل الجديد , بما يحقق جماليته و يؤكد إنتاجيته ...
أما القسم الثاني فيتعلق بوقع النص على القارئ و ما يحدثه فيه و هو ما يجعل من تفاعل القارئ مع النص مشاركة فعالة و إيجابية في تحقيق إنتاجية النص و إقامة دلالاته .
و هذه التجربة أو الشق الثاني من النظرية هي التي تجعل من النص شيئا حافزا للقارئ كما تنشط القراءة و تفعلها بواسطة الميكانزمات البنائية . لكن ذلك يقتضي ضرورة التسليم أولا بوجود القارئ الذي سيجسد الاستعدادات التي يهيئها النص و الذي سيستجيب لاستراتيجيته المرسومة . و هو العنصر الإبداعي المحايث أو الطرف الذي يسميه " إيزر W.G.ISER " بالقارئ الضمني .و هو قارئ تجريدي تؤسس خصائصه من قبل بعيدا عن الوجود الحقيقي . يقول " إيزرISER " : " ينبغي أن نفهم ( من القارئ الضمني ) تلك البنية المسجلة في النص ... إن القارئ الضمني لا وجود له بالفعل , و إنما تجسده مجموع التوجهات القبلية التي يقترحها النص التخيلي على قرائه الممكنين و التي هي شروط تلقية و أشراطه ...إنه متجذر في بنية النصوص ذاتها " 1 .
و عليه فالنص يستبطن قارئه و يتهيأ له , كما يتوخى منه أن يحرك جميع معطياته لتحقيق أقصى قدر من إنتاجيته . إن فعل القراءة يبدأ في الحقيقة – كما يقول " ريفاتير Riffaterre " مع بداية المعالجة اللغوية و الأسلوبية للمقروء و محاولة تجاوز إكراهاته البنائية و فك سننه و معرفة سياقاته بحل تناقضاته المتتالية " 2
بيد أن القارئ الذي يناط به كل هذا الدور و ينتظر منه كل هذا الفعل ليس مغفلا أو متروكا لاجتهاداته الخاصة فحسب , و إنما حسابه في ذهن الكاتب أصلا , و ربما اتخذ منه نوعا من الذريعة لبناء استراتيجية نصية خاصة يتوقع منه أن يستفيد منها أو يتعامل معها أو يستجيب لها . و لعل ذلك ما دعا " أمبرطو إيكو U.Eco " الى أن يقول : " أنا بحاجة إلى قارئ يكون قد مر بنفس التجارب التي مررت بها في القراءة أو تقريبا " 3 و معنى هذا أن القارئ الفعال مشابه للكاتب الفعال في معرفة دقائق النص و إدراك مراميه , وهو الذي يحس بالحجر من تحت النعل كما يقال. و إذن فهناك نوع من التعاون الضمني أو المساندة المتبادلة بين الكاتب و محققه ؛ و بنِية تفعيل القراءة يقوم الكاتب ببناء استراتيجية النص التي يسميها" إيزر W.ISER"" البنية النصية
1-W.G. ISER : L’acte de lecture – Mardaga – Bruxelles 1985 – P 60 .
2-Michael Riffaterre : essais de stylistique structurale - Paris . Flammarion 1971.p46
3-Umberto Eco : Lector in fabula … Paris 1985 – P 1
ونشريس- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 393
نقاط : 4991
تاريخ التسجيل : 20/09/2012
رد: استراتيجية النص و تفعيل القراءة -1-
وربما من هنا كانت نظرية القراءة، التي تكشف خبايا النص..
أسير القافية- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 496
نقاط : 5704
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
الموقع : وكن رجـــلاً إن أتــو بعـــــده ** يقــــولـــون مرّ وهــــذا الأثــــر
مواضيع مماثلة
» استراتيجية النص و تفعيل القراءة -2-
» نحو منهجية لدراسة النص الأدبي
» قصة تستحق القراءة
» نظام التفجية وحوارية القراءة
» وصايا ام حكيمة لإبنها تستحق القراءة
» نحو منهجية لدراسة النص الأدبي
» قصة تستحق القراءة
» نظام التفجية وحوارية القراءة
» وصايا ام حكيمة لإبنها تستحق القراءة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية