المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
الاتجاه التجديدي في الشعر العربي
صفحة 1 من اصل 1
الاتجاه التجديدي في الشعر العربي
إن النظرة إلى الشعر عبر الحقب الزمنية المختلفة لم تكن أبدا مع جمود الشعر على أنماط ثابتة، لذلك لا يبدو الأمر غريبا عندما نسمع شاعراً كبيراً مثل زهير بن ابي سلمى صاحب المعلقة الميمية يطلق الرصاصة الاولى في الدعوة الى ثورة التجديد بقوله:
ما أرانا نقول إلا معاراً *** أو معاداً من لفظنا مكرورا
ووجدت هذه الدعوة كل ترحاب وقبول لدى الشعراء فسارع عنترة العبسي الى تحريك موضوع الحث على الهروب من اسار القصيدة التقليدية فافتتح معلقته بقوله:
هل غادر الشعراء من متردم *** أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟!
و قد نذهب بناء على ذلك مع طه حسين حينما يرى أننا " إذا أردنا أن نتبين تاريخ التجديد في الأدب العربي وجدنا أن عهد الأدب العربي بالتجديد قديم .." لكنه ليس ذلك التجديد الواضح كالذي تواجهه الآن لأنه وليد بيئة بسيطة ، وحياة فكرية واجتماعية بدائية.
ثم جاء الاسلام حاملاً معه قيماً فكرية جديدة فانقلب حسان بن ثابت على مقولة (أعذب الشعر أكذبه) ليعلن ان أحسن الشعر ما جاء مرتدياًَ رداء الصدق فقال:
وإن أحسن بيت أنت قائله *** بيت يقال اذا انشدته صدقا
وقد أثر الإسلام – باعتباره عنصراً حضارياً فذاً ومناخاً ثقافياً عقلياً ووجدانياً جديداً – على الصور الموسيقية بما فيها من ضخامة وصخب فهدهدها وطمأن من حدتها وهذب سورتها، واعتمدت الصور الموسيقية في الأغلب بعد مجيء الإسلام على الإيقاع الهادئ العاقل الرزين ويتضح هذا بجلاء في موسيقا شعر المخضرمين أمثال حسان بن ثابت والخنساء وكعب والحطيئة وغيرهم .
واستمرت مسيرة التجديد في اندفاعاتها الى الامام عندما ففي العصر العباسي نشط الفكر العربي من عقاله نشاطاً رائعاً,وأخذت ثمرة التجديد بالنضج لدى الشعراء، فقد تغيرت صورة الحضارة فتغيرت صورة الشعر في المضمون وفي الشكل . وتقدم إلى زعامة التغيير في البصرة بشار وأبو نواس وهما من أصل غير عربي. وهاهو أبو نواس يعبر عن تغيير في الموضوعات الشعرية فيقول :
صفة الطول بلاغة القدم *** فاجعل صفاتك لابنة الكرم
ويقول:
عاج الشقي على رسم يسائله *** وعجت أسأل عن خمارة البلد
أما أبو تمام الذي اقتحم ميدان التجديد بكل جرأة وحماسة فقد شكا من عدم الاحتفاء بعقوده التي صاغها ولم يجد امامه وسيلة للتنفيس عن همه إلا بالشكوى مخاطبا أحد العاجزين عن فهم كنه لآلئه الشعرية بقوله : لم لا تفهم ما يقال؟
حتى اذا وصلنا الى المتنبي وجدناه يأتي بالصور التي لم يألفها الناس في زمانه كثيرا ، فيقول:
طوى الجزيرة حـتى جاءني خبر *** فزعت فيــه بآمالي إلى الكذب
فلما لم يدع لي صدقه أمــلا *** شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
وعلى مستوى موسيقى الشعر فقد ذكر الصولي أن له أوزانا لا تدخل في أوزان الخليل وللشاعر في ديوانه قصيدة طويلة تسمى ذات الأمثال تدل على نزوع إلى تحدي القوالب الشعرية القديمة وكسر الأطر الموسيقية التقليدية وتحطيم الموروثات الشعرية المتداولة وهي التي فتح بها باب المنظومات التي جاءت مزدوجة تتغير قافيتها بيتا بعد الآخر أي مع كل بيت وهو ما .كما جاءت الموشحات الأندلسية لتكسر النمط المتعارف عليه في القصيدة القديمة بتنويع القوافي و تغيير الشكل البنائي القصيدة.
وفي العصر الحديث، و بالرغم من روح التقليد العامة التي غلبت على شعراء النهضة إلا أن طه حسين مثلا في كتابه " تقليد و تجديد " يرى أن البارودي " أول المجددين في الشعر المصري الحديث." " انهم عبروا عن الحياة الجديدة في مطلع القرن العشرين ،ومارافقها من احداث سياسيه واجتماعيه وثقافيه بروح راغبه في التغيير طامحه الى التجديد مع ان مفهوم التجديد لم يكن واضحا لديهم ،لقد طوروا في الصور الشعريه والاساليب واللغه، بما ينسجم وتطور الحياة والناس والذائقه الادبيه ولكنهم ظلوا محدودين ،ويمثل هذه المدرسه اكثر شعراء مطلع القرن العشرين وعلى رأسهم :أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وأحمد محرم "في مصر " ومعروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد رضا الشبيبي وجميل صدقي الزهاوي "في العراق" .
ولقد ألح حافظ ابراهيم على مسألة التجديد بقصيدته المشهورة في الشعر:
ضعت بين النهى وبين الخيال *** يا كريم النفوس يا ابن المعالي
وفيها يقول:
آن يا شعر ان نفك قيوداً *** قيدتنا بها دعاة المحال
فارفعوا هذه الكمائم عنا *** ودعونا نشم ريح الشمال
وانتقلت العدوى الى الشعر المهجري فانطلق إيليا ابو ماضي هاتفاً:
أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا *** ما لي وللتشبيب بالصهباء؟
لا تسألوني المدح او وصف الدمى *** إني نبذت سفاسف الشعراء
و سرعان ما انتشرت دعوى التجديد عند شعراء الرومنسية و نقادها، فانبرت مدرسة الديوان بزعامة العقاد ، تصب جام غضبها على التقليد ، وتدعو إلى التجديد و الإبداع و التعبير عن الذات و العصر بروح جديدة .و قد نادت بمجموعة من المبادئ التي لا بد منها لراغب التجديد منها :
أ - كون الشعر تعبير عن الوجدان :بمعنى ان الشاعر يكون صادقا في التعبير عن مشاعره ،كما يقول عضو المدرسة عبد الرحمن شكري:
ألا ياطائر الفردوس ان الشعر وجدان
ب - الدعوة الى الوحدة العضويه في القصيدة ،فضلا عن وحدة الموضوع .
ج - اباحة تنويع القوافي في القصيدة الواحدة ،والتلاعب بتفعيلاتها من دون الخروج على عددها التراثي .
د - الدعوة الى التجديد في الصور الشعرية والاساليب واستعمال اللغه الواضحة
و إذا كان العقاد نفسه قد أخفق في أن يجسد التجديد المبدع في شعره كما جسده في نقده ، فإن جماعة أبولو قد أثبتت أنها رائدة التجديد في الشعر العربي الحديث بما استحدثته من أساليب شعرية متميزة على مستويات عدة شكلية و موضوعية .
أما في النصف الثاني من القرن العشرين فقد انطلقت حركة تجديد جوهرية مست على أغلب جوانب القصيدة ، و بشكل جوهري ، عرفت بحركة الشعر الحر التي بدأتها نازك الملائكة بقصيدتها " الكوليرا " عام 1947 ، و عبد الوهاب البياتي في العراق ، ثم سرعان ما انتشرت القصيدة الجديدة في بقاع شتى من الوطن العربي .
ان حركة التجديد في الشعر العربي حركة دائمة دائبة بدأت منذ ولادة الشعر العربي الاصيل وسوف تبقى ما بقيت تلك الاقلام المبدعة مؤمنة ان العرب أمة شاعرة وان الشعر ديوان العرب .
ما أرانا نقول إلا معاراً *** أو معاداً من لفظنا مكرورا
ووجدت هذه الدعوة كل ترحاب وقبول لدى الشعراء فسارع عنترة العبسي الى تحريك موضوع الحث على الهروب من اسار القصيدة التقليدية فافتتح معلقته بقوله:
هل غادر الشعراء من متردم *** أم هل عرفت الدار بعد توهم ؟!
و قد نذهب بناء على ذلك مع طه حسين حينما يرى أننا " إذا أردنا أن نتبين تاريخ التجديد في الأدب العربي وجدنا أن عهد الأدب العربي بالتجديد قديم .." لكنه ليس ذلك التجديد الواضح كالذي تواجهه الآن لأنه وليد بيئة بسيطة ، وحياة فكرية واجتماعية بدائية.
ثم جاء الاسلام حاملاً معه قيماً فكرية جديدة فانقلب حسان بن ثابت على مقولة (أعذب الشعر أكذبه) ليعلن ان أحسن الشعر ما جاء مرتدياًَ رداء الصدق فقال:
وإن أحسن بيت أنت قائله *** بيت يقال اذا انشدته صدقا
وقد أثر الإسلام – باعتباره عنصراً حضارياً فذاً ومناخاً ثقافياً عقلياً ووجدانياً جديداً – على الصور الموسيقية بما فيها من ضخامة وصخب فهدهدها وطمأن من حدتها وهذب سورتها، واعتمدت الصور الموسيقية في الأغلب بعد مجيء الإسلام على الإيقاع الهادئ العاقل الرزين ويتضح هذا بجلاء في موسيقا شعر المخضرمين أمثال حسان بن ثابت والخنساء وكعب والحطيئة وغيرهم .
واستمرت مسيرة التجديد في اندفاعاتها الى الامام عندما ففي العصر العباسي نشط الفكر العربي من عقاله نشاطاً رائعاً,وأخذت ثمرة التجديد بالنضج لدى الشعراء، فقد تغيرت صورة الحضارة فتغيرت صورة الشعر في المضمون وفي الشكل . وتقدم إلى زعامة التغيير في البصرة بشار وأبو نواس وهما من أصل غير عربي. وهاهو أبو نواس يعبر عن تغيير في الموضوعات الشعرية فيقول :
صفة الطول بلاغة القدم *** فاجعل صفاتك لابنة الكرم
ويقول:
عاج الشقي على رسم يسائله *** وعجت أسأل عن خمارة البلد
أما أبو تمام الذي اقتحم ميدان التجديد بكل جرأة وحماسة فقد شكا من عدم الاحتفاء بعقوده التي صاغها ولم يجد امامه وسيلة للتنفيس عن همه إلا بالشكوى مخاطبا أحد العاجزين عن فهم كنه لآلئه الشعرية بقوله : لم لا تفهم ما يقال؟
حتى اذا وصلنا الى المتنبي وجدناه يأتي بالصور التي لم يألفها الناس في زمانه كثيرا ، فيقول:
طوى الجزيرة حـتى جاءني خبر *** فزعت فيــه بآمالي إلى الكذب
فلما لم يدع لي صدقه أمــلا *** شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
وعلى مستوى موسيقى الشعر فقد ذكر الصولي أن له أوزانا لا تدخل في أوزان الخليل وللشاعر في ديوانه قصيدة طويلة تسمى ذات الأمثال تدل على نزوع إلى تحدي القوالب الشعرية القديمة وكسر الأطر الموسيقية التقليدية وتحطيم الموروثات الشعرية المتداولة وهي التي فتح بها باب المنظومات التي جاءت مزدوجة تتغير قافيتها بيتا بعد الآخر أي مع كل بيت وهو ما .كما جاءت الموشحات الأندلسية لتكسر النمط المتعارف عليه في القصيدة القديمة بتنويع القوافي و تغيير الشكل البنائي القصيدة.
وفي العصر الحديث، و بالرغم من روح التقليد العامة التي غلبت على شعراء النهضة إلا أن طه حسين مثلا في كتابه " تقليد و تجديد " يرى أن البارودي " أول المجددين في الشعر المصري الحديث." " انهم عبروا عن الحياة الجديدة في مطلع القرن العشرين ،ومارافقها من احداث سياسيه واجتماعيه وثقافيه بروح راغبه في التغيير طامحه الى التجديد مع ان مفهوم التجديد لم يكن واضحا لديهم ،لقد طوروا في الصور الشعريه والاساليب واللغه، بما ينسجم وتطور الحياة والناس والذائقه الادبيه ولكنهم ظلوا محدودين ،ويمثل هذه المدرسه اكثر شعراء مطلع القرن العشرين وعلى رأسهم :أحمد شوقي وحافظ ابراهيم وأحمد محرم "في مصر " ومعروف الرصافي وعبد المحسن الكاظمي ومحمد رضا الشبيبي وجميل صدقي الزهاوي "في العراق" .
ولقد ألح حافظ ابراهيم على مسألة التجديد بقصيدته المشهورة في الشعر:
ضعت بين النهى وبين الخيال *** يا كريم النفوس يا ابن المعالي
وفيها يقول:
آن يا شعر ان نفك قيوداً *** قيدتنا بها دعاة المحال
فارفعوا هذه الكمائم عنا *** ودعونا نشم ريح الشمال
وانتقلت العدوى الى الشعر المهجري فانطلق إيليا ابو ماضي هاتفاً:
أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا *** ما لي وللتشبيب بالصهباء؟
لا تسألوني المدح او وصف الدمى *** إني نبذت سفاسف الشعراء
و سرعان ما انتشرت دعوى التجديد عند شعراء الرومنسية و نقادها، فانبرت مدرسة الديوان بزعامة العقاد ، تصب جام غضبها على التقليد ، وتدعو إلى التجديد و الإبداع و التعبير عن الذات و العصر بروح جديدة .و قد نادت بمجموعة من المبادئ التي لا بد منها لراغب التجديد منها :
أ - كون الشعر تعبير عن الوجدان :بمعنى ان الشاعر يكون صادقا في التعبير عن مشاعره ،كما يقول عضو المدرسة عبد الرحمن شكري:
ألا ياطائر الفردوس ان الشعر وجدان
ب - الدعوة الى الوحدة العضويه في القصيدة ،فضلا عن وحدة الموضوع .
ج - اباحة تنويع القوافي في القصيدة الواحدة ،والتلاعب بتفعيلاتها من دون الخروج على عددها التراثي .
د - الدعوة الى التجديد في الصور الشعرية والاساليب واستعمال اللغه الواضحة
و إذا كان العقاد نفسه قد أخفق في أن يجسد التجديد المبدع في شعره كما جسده في نقده ، فإن جماعة أبولو قد أثبتت أنها رائدة التجديد في الشعر العربي الحديث بما استحدثته من أساليب شعرية متميزة على مستويات عدة شكلية و موضوعية .
أما في النصف الثاني من القرن العشرين فقد انطلقت حركة تجديد جوهرية مست على أغلب جوانب القصيدة ، و بشكل جوهري ، عرفت بحركة الشعر الحر التي بدأتها نازك الملائكة بقصيدتها " الكوليرا " عام 1947 ، و عبد الوهاب البياتي في العراق ، ثم سرعان ما انتشرت القصيدة الجديدة في بقاع شتى من الوطن العربي .
ان حركة التجديد في الشعر العربي حركة دائمة دائبة بدأت منذ ولادة الشعر العربي الاصيل وسوف تبقى ما بقيت تلك الاقلام المبدعة مؤمنة ان العرب أمة شاعرة وان الشعر ديوان العرب .
مواضيع مماثلة
» بول ريكور ..الشعر والفلسفة
» تحميل كتاب " المدينة في الشعر العربي المعاصر "
» الشعر بين الإبداع والاتباع
» الصدق و الكذب في الشعر ..
» أزمة الشعر المعاصر
» تحميل كتاب " المدينة في الشعر العربي المعاصر "
» الشعر بين الإبداع والاتباع
» الصدق و الكذب في الشعر ..
» أزمة الشعر المعاصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية