المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
تطور الدرس البلاغي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تطور الدرس البلاغي
تطور الدرس البلاغي .
تحتل البلاغة العربية مكانة مرموقة في التاريخ اللغوي والأدبي القديمين ؛ ذلك لأنها تعد وسيلة إقناع يتبارى فيها الخطباء والشعراء في كل نادٍ ، بل كانت تحفظ ماء وجه القبائل أو تريقه ؛ حيث إن كل قبيلة يجب أن يكون لها أديب أو خطيب أو شاعر مفوّه مفلق يذبُّ عنها ويدافع عن شرفها بلسانه . ولا شك أنه لا يتأتّى ذلك إلا لمن ملك ناصيةَ البلاغة حتى لا يوصف بالعَيّ في القول، ولما كان كذلك فقد حفلت البلاغة العربية باهتمام الدارسين على تنوع تخصصاتهم ؛ إذ قدَّم كل من علماء الإعجاز واللغة والتفسير- إضافة إلى النقاد والأدباء- خدمةً جليلة لها ، جعلتها تتطور وتنضج حتى تواكب ركب بقية العلوم الأخرى . ولكن هذا الإسهام الذي قام به هؤلاء العلماء يجعلنا نطرح عدة تساؤلات هي .
كيف نظر علماء الإعجاز وعلماء اللغة والنقاد والأدباء إلى البلاغة ؟ وهل كانت البلاغة العربية متأثرة بالنظرات البلاغية الأرسطية ؟ وهل يُتصوّر أن تقف اليوم كنظرية تزاحم النظريات الغربية الحديثة ؟
تعـــــــــــــــــــرّف البلاغة على أنها مطابقة الكلــام لمقتضى الحــــــــــال وقد عُرّفـــــــت قديما بأنها ﴿ هي أن تقول فلا تخطيء و أن تجيب فلا تبطيء ﴾ .كما أنها تعرف أيضا على أنها إيصال المعنى إلى قلب السامع في أحسن لفظ حيث يفهَمُكَ دون مراجعتك ، وقد ذكر الجاحظ أيضا أن الصمت بلاغة . ومن خلال كل ما ذكر آنفا نستشف أن البلاغة تقوم على أداء المعنى إلى السامع بطريقة حسنة تبلغ المراد ﴿الإقناع﴾. ولقد استرعت هذه القضية اهتمام كل من علماء الإعجاز واللغة والنقاد فكانت لهم نظرتهم في ذلك كما سيأتي::
-علماء الإعجاز:
إذا ما عدنا إلى علماء الإعجاز وخاصة خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين ؛ عند كل من أبي الحسن علي بن سليمان الرماني 386ه في رسالته "النكت في إعجاز القرآن" والخطابي 388ه في رسالته "البيان" وعبد القاهر الجرجاني 471ه في رسالته "الرسالة الشافية" ، فإننا نجدهم رغم اختلاف عقيدتهم ؛ إذ إن الأول معتزلي والثاني سنيّ فقيه والثالث أشعري . قد أثروا الدرس البلاغي لأنهم ربطوه بالقرآن الكريم إذ عدّوه أحد وجوه الإعجاز بل عده الرماني في الطبقة العليا ، ومظهر هذا الإعجاز يتجلى في عدة مسائل بلاغية كالوصل والفصل والاستعارة والتشبيه والحذف والذكر والإضمار .....إلخ مع تبيين النكت البلاغية من ذلك .
-عند علماء اللغة والمفسرين
لقد كان لعلماء اللغة والتفسير حظٌّ من البلاغة العربية ، مثلما نجد ذلك عند أبي الفتح ابن جني 293 ه في كتابه "الخصائص" والجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة" والجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" في مباحث تشمل مسألة الفصاحة والشروط الواجب توافرها في الكلمة حتى تكون سليمة مقبولة غير مستهجنة .... وصولا إلى السكاكي 668ه في" مفتاح العلوم" الذي بوّب لها وصنف ورتب أقسامها في تصنيف لم يسبقه إليه أحد وهو إلى حد الآن موجود . أما علماء التفسير فنجد ذلك عند أبي القاسم جار الله الزمخشري 538ه في "الكشاف " ، حيث يفسر القرآن مبيّنا العلائق الموجودة بين الآيات ومشيرا إلى النكت البلاغية منها .
-عند النقاد والأدباء.
لقد كانت نظرتهم للبلاغة العربية بغرض الوصول إلى جودة الكلام وحسن تأليفه من خلال توافر معايير البلاغة من تقديم وتأخير وحذف وتشبيه ، وما أضفته هذه المباحث على النصوص الأدبية من رونق وجمال ؛ إذ كلما أحسن الشاعر توظيفها كان له الحظُ الأوفرُ من البلاغة . وقد قيل قديما : كي تكون شاعرا يجب أن تكون سيد الاستعارات . ومن جملة النقاد الذين انبروا لذلك لدينا ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر وأبو هلال العسكري في الصناعتين وابن الأثير في المثل السائر .
وبالرغم من جهود علمائنا الأجلاء في خدمة البلاغة على تنوع تخصصاتهم ، إلا أنها تأثرت بالنظرات البلاغية الأرسطية مثلما نجد ذلك في بعض المباحث كالفصل والوصل والإسناد الذي يقابله المحمول والموضوع عند المناطقة ... وغير ذلك خاصة عند العلماء المعتزليين كالرماني والجاحظ والزمخشري إذ غلب عليهم منهج المتكلمين في أثناء عرض المسائل البلاغية .
وفي الأخير تجب الإشارة إلى أنّ البلاغة العربية بلغت مصاف النظريات الغربية الحديثة ؛ لأن ما يعرف بالأسلوبية ما هو إلا البلاغة العربية في ثوب جديد إضافة إلى ما يسمى بلسانيات النص فكلها تشتمل على إشارات في كتب البلاغة القديمة مثلما نجد ذلك عند الجرجاني وابن طباطيا و عبد القاهر الجرجاني وغيرهم حيث نجد هذا الأخير يطبق على نصوص بكاملها باحثا في معانيها المتفقة فيما بينها ومشيرا للقرائن الدالة على ذلك .
إعداد : أ. عمر بوشنة
تحتل البلاغة العربية مكانة مرموقة في التاريخ اللغوي والأدبي القديمين ؛ ذلك لأنها تعد وسيلة إقناع يتبارى فيها الخطباء والشعراء في كل نادٍ ، بل كانت تحفظ ماء وجه القبائل أو تريقه ؛ حيث إن كل قبيلة يجب أن يكون لها أديب أو خطيب أو شاعر مفوّه مفلق يذبُّ عنها ويدافع عن شرفها بلسانه . ولا شك أنه لا يتأتّى ذلك إلا لمن ملك ناصيةَ البلاغة حتى لا يوصف بالعَيّ في القول، ولما كان كذلك فقد حفلت البلاغة العربية باهتمام الدارسين على تنوع تخصصاتهم ؛ إذ قدَّم كل من علماء الإعجاز واللغة والتفسير- إضافة إلى النقاد والأدباء- خدمةً جليلة لها ، جعلتها تتطور وتنضج حتى تواكب ركب بقية العلوم الأخرى . ولكن هذا الإسهام الذي قام به هؤلاء العلماء يجعلنا نطرح عدة تساؤلات هي .
كيف نظر علماء الإعجاز وعلماء اللغة والنقاد والأدباء إلى البلاغة ؟ وهل كانت البلاغة العربية متأثرة بالنظرات البلاغية الأرسطية ؟ وهل يُتصوّر أن تقف اليوم كنظرية تزاحم النظريات الغربية الحديثة ؟
تعـــــــــــــــــــرّف البلاغة على أنها مطابقة الكلــام لمقتضى الحــــــــــال وقد عُرّفـــــــت قديما بأنها ﴿ هي أن تقول فلا تخطيء و أن تجيب فلا تبطيء ﴾ .كما أنها تعرف أيضا على أنها إيصال المعنى إلى قلب السامع في أحسن لفظ حيث يفهَمُكَ دون مراجعتك ، وقد ذكر الجاحظ أيضا أن الصمت بلاغة . ومن خلال كل ما ذكر آنفا نستشف أن البلاغة تقوم على أداء المعنى إلى السامع بطريقة حسنة تبلغ المراد ﴿الإقناع﴾. ولقد استرعت هذه القضية اهتمام كل من علماء الإعجاز واللغة والنقاد فكانت لهم نظرتهم في ذلك كما سيأتي::
-علماء الإعجاز:
إذا ما عدنا إلى علماء الإعجاز وخاصة خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين ؛ عند كل من أبي الحسن علي بن سليمان الرماني 386ه في رسالته "النكت في إعجاز القرآن" والخطابي 388ه في رسالته "البيان" وعبد القاهر الجرجاني 471ه في رسالته "الرسالة الشافية" ، فإننا نجدهم رغم اختلاف عقيدتهم ؛ إذ إن الأول معتزلي والثاني سنيّ فقيه والثالث أشعري . قد أثروا الدرس البلاغي لأنهم ربطوه بالقرآن الكريم إذ عدّوه أحد وجوه الإعجاز بل عده الرماني في الطبقة العليا ، ومظهر هذا الإعجاز يتجلى في عدة مسائل بلاغية كالوصل والفصل والاستعارة والتشبيه والحذف والذكر والإضمار .....إلخ مع تبيين النكت البلاغية من ذلك .
-عند علماء اللغة والمفسرين
لقد كان لعلماء اللغة والتفسير حظٌّ من البلاغة العربية ، مثلما نجد ذلك عند أبي الفتح ابن جني 293 ه في كتابه "الخصائص" والجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة" والجاحظ في كتابه "البيان والتبيين" في مباحث تشمل مسألة الفصاحة والشروط الواجب توافرها في الكلمة حتى تكون سليمة مقبولة غير مستهجنة .... وصولا إلى السكاكي 668ه في" مفتاح العلوم" الذي بوّب لها وصنف ورتب أقسامها في تصنيف لم يسبقه إليه أحد وهو إلى حد الآن موجود . أما علماء التفسير فنجد ذلك عند أبي القاسم جار الله الزمخشري 538ه في "الكشاف " ، حيث يفسر القرآن مبيّنا العلائق الموجودة بين الآيات ومشيرا إلى النكت البلاغية منها .
-عند النقاد والأدباء.
لقد كانت نظرتهم للبلاغة العربية بغرض الوصول إلى جودة الكلام وحسن تأليفه من خلال توافر معايير البلاغة من تقديم وتأخير وحذف وتشبيه ، وما أضفته هذه المباحث على النصوص الأدبية من رونق وجمال ؛ إذ كلما أحسن الشاعر توظيفها كان له الحظُ الأوفرُ من البلاغة . وقد قيل قديما : كي تكون شاعرا يجب أن تكون سيد الاستعارات . ومن جملة النقاد الذين انبروا لذلك لدينا ابن طباطبا في كتابه عيار الشعر وأبو هلال العسكري في الصناعتين وابن الأثير في المثل السائر .
وبالرغم من جهود علمائنا الأجلاء في خدمة البلاغة على تنوع تخصصاتهم ، إلا أنها تأثرت بالنظرات البلاغية الأرسطية مثلما نجد ذلك في بعض المباحث كالفصل والوصل والإسناد الذي يقابله المحمول والموضوع عند المناطقة ... وغير ذلك خاصة عند العلماء المعتزليين كالرماني والجاحظ والزمخشري إذ غلب عليهم منهج المتكلمين في أثناء عرض المسائل البلاغية .
وفي الأخير تجب الإشارة إلى أنّ البلاغة العربية بلغت مصاف النظريات الغربية الحديثة ؛ لأن ما يعرف بالأسلوبية ما هو إلا البلاغة العربية في ثوب جديد إضافة إلى ما يسمى بلسانيات النص فكلها تشتمل على إشارات في كتب البلاغة القديمة مثلما نجد ذلك عند الجرجاني وابن طباطيا و عبد القاهر الجرجاني وغيرهم حيث نجد هذا الأخير يطبق على نصوص بكاملها باحثا في معانيها المتفقة فيما بينها ومشيرا للقرائن الدالة على ذلك .
إعداد : أ. عمر بوشنة
عمر بوشنة- عضو فعال
- عدد المساهمات : 91
نقاط : 4587
تاريخ التسجيل : 11/11/2012
رد: تطور الدرس البلاغي
حياك الله
شكراً على المداخلة الهادفة، والتوضيحات التي جُدت علينا بها في هذا الركن الذي تقوم عليه الكلمة العربية ويقوم عليه الأدب العربي في شتى مجالاته..
المزيد من التألق أستاذ عمر..
ننتظر مداخلات أكثر...
أسير القافية- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 496
نقاط : 5704
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
الموقع : وكن رجـــلاً إن أتــو بعـــــده ** يقــــولـــون مرّ وهــــذا الأثــــر
مواضيع مماثلة
» أسباب الضعف البلاغي عند الطلبة
» أثر الفقه وأصوله في الدرس النحوي العربي
» على الشعوب العربية وقياداتها أن تحفظ الدرس التركي ..
» أثر الفقه وأصوله في الدرس النحوي العربي
» على الشعوب العربية وقياداتها أن تحفظ الدرس التركي ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية