المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
جامعات أبي جهل
صفحة 1 من اصل 1
جامعات أبي جهل
بقلم: عبد العزيز كوكاس
تحيل كلمة جامعة في اللغة العربية إلى الجمع والاجتماع والجامع كفضاء يجتمع فيه الناس للعلم ولتدارس شؤون الحياة الدنيا والآخرة أيضا.. كلما فكرت في موضوع الجامعات المغربية ومآلها وواقعها الحالي إلا وعدت إلى كتاب "الجامعة الأمريكية العظيمة" لمؤلفه "جوناثان كول" الذي يعتبر فتحا استثنائيا في التأريخ لأكبر جامعة في العالم.
يورد "كول" تعريفات متعددة للجامعة بدءا من "أبراهام فليكسنر" إلى "كلارك كير"، حيث أن الأول أكد أن الجامعة مرتبطة بالنسيج الاجتماعي لمجتمع ما في حقبة تاريخية معينة ويذهب إلى أن الجامعة مؤسسة إنسانية مثلها مثل المسجد أو الكنيسة أو الحكومة، هي تعبير عن العصر وعامل مؤثر في الحاضر والمستقبل، فيما يؤكد الثاني أن الجامعة مؤسسة فريدة لا خاصة تماما ولا عامة حقا، إنها ليست تابعة للعالم ولكنها غير مرفقة بالعالم، وهو ما يجعل الجامعة في صراع مستمر مع نفسها من أجل التجديد ومن أجل أن تفهم العالم وتؤثر في سياق تطوره.. هذا الفهم للجامعة كفضاء مؤسساتي للتعليم والتعلم يجعل من الجامعة فضاء للحوار، للعلم، للتقدم، للمعرفة، للتجديد والتحديث لخدمة المجتمع، هل جامعاتنا تقع في إطار هذا الفهم التاريخي العلمي لمفهوم الجامعة كما نظر له "جوناثان كول" وهو يسرد تفاصيل تميز الجامعة الأمريكية التي سمى بها كتابه وأضاف إليها "العظيمة" ليس كنوع من التعصب الوطني وإنما أيضا لما قدمته هذه الجامعة من خدمات جليلة للعلم ولتطور البحث العلمي للإنسانية جمعاء.
للأسف لدينا أقدم جامعة كما تقول كتب التاريخ وهي جامعة القرويين، حتى وإن كان الإغريق والفرس والهنود والفراعنة قد عرفوا شكلا للتنظيم العلمي وللتدريس العالي الذي يعتبر نواة للجامعة.. لكن بمفهوم عصر اليوم فإن أولى جامعات العالم هي جامعة القرويين بفاس التي أسست في القرن الثاني الهجري التاسع ميلادي، ومع ذلك فإننا نفتقد في الترتيب العالمي لجامعات عربية أو مغربية مؤثرة، إذ ترتب جامعاتنا في وضع غير مشرف يعكس مستوى الاندحار الذي تعرفه المنظومة التعليمية بشكل عام، فنحن لدينا أقدم جامعة لكن لدينا أيضا أكبر تخلف علمي في جامعات اليوم وهذه مفارقة، أما المفارقة الثانية فهي أن أولى الجامعات التي عرفتها أوربا ارتبطت بالحضارة المسيحية، وخاصة بالكنيسة الكاثوليكية التي بدأت كمدرسة وأصبحت عبارة عن جامعات كبرى منها جامعة "أوكسفورد" و"كمبريدج" و"سيينا" وجامعة "بولونيا" التي تعتبر أقدم جامعة في تاريخ الإنسانية بالمفهوم الحداثي للتعليم العالي، التي كانت تدرس فيها مواضيع كثيرة مثل اللاهوت، الفلسفة، القانون، الطب والعلوم الطبيعية... وكانت تشرف عليها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث عشر تحت النفوذ المباشر للبابا، لكن فيما بعد ستعرف الجامعة الأوربية نقلة نوعية ارتبطت بالتنافس الكبير بين الاتجاه البروتستانتي والاتجاه الكاثوليكي، الذي ساهم في الرفع من مستوى التكوين والتدريس في الجامعات الأوربية..
مفارقتنا نحن أن الاختلاف الديني يؤدي إلى التضليل والتجهيل وإلى انحدار مستوى النقاش الفكري ومستوى البحث العلمي إلى أبعاد متدنية عوض أن يكون فضاؤه هو البحث العلمي في الجامعات، إذ رموزه وطقوسه هي وحدها التي تظهر دون عمق فكري أو اختلاف إيديولوجي عميق يستند إلى الاحتجاج والمناظرة وإلى الاستدلال المنطقي، فلذلك أحلم مرارا بجامعة مغربية تكون بالفعل جامعة في علومها وفنونها حتى في أقصى درجات تخصص فروعها، جامعة للعلوم والفنون، جامعة للآداب الإنسانية وللعلوم الإنسانية، وأن تكون فضاء للتعليم والثقافة والفكر ولزرع قيم جديدة في المجتمع، أحلم بجامعة حين يلجها الطالب يحس كأنه لم يقرأ في حياته حرفا قبلها أبدا، وأنه لفي جهالة عظمى وأمامه طريق شاق وطويل لمحاربة الجهل، وليتسلح أيضا بكل مجالات العلوم وبأصناف متعددة لمختلف التخصصات الإنسانية المرتبطة بعصره أساسا والتي تمكنه ليس فقط لكي يجد مكانا له في العالم..أقصد كما عند العامة منصبا للشغل، بل أن يجد له موقعا في الوجود يعطيه الإحساس بكينونته البشرية وبأنه مفيد لمجتمعه بالضرورة وأنه قادر على أن يفيد مجتمعه، وأن يساهم في التقدم الحضاري للإنسانية جمعاء بغض النظر عن لونه أو جنسه أو وضعه الاجتماعي، إذ في الجامعة نعلو على كل هذه الصغائر.. أحلم بجامعة مانعة تعلي من شأن العقل دون أن تبخس الروح وجودها وكينونتها، جامعة مانعة لكل الفنون تمد الطالب الذي يلجها بأدوات مساءلة العالم تشعره بكينونته البشرية وأنه قادر أن يساهم في تغيير وضع مهما بدا معقدا، وأن يكون ذلك هو رأسماله الرمزي الكبير الذي يفتخر به، وليس أن يلهف البحوث المقترحة وليس أن يبحث عن السفريات وأن يزور الشواهد والوثائق وأن ينقل بحوثا من جامعات أخرى أو من لغات أخرى، ويقول هذه بضاعتي وهي منتحلة في الأصل، وألا يكون مجال التنافس كم نشرت من كتاب أو مقال، بل ما قيمة ما تنشره وما تأثيره في سياق التحول المجتمعي وفي نوعية القيم الإنسانية التي يدافع عنها ليحميها ويناصرها..
أحلم بجامعة هي واسطة العقد بين الطالب والمجتمع الذي يعيش فيه، بين ماضيه ومستقبله، بين بعده الوطني النرجسي وبين كينونته البشرية المنفتحة التي تجعله ينتسب للعالم المتقدم الحداثي، مهما كان الاختلاف في الأديان والوطنيات والإيديولوجيات والجغرافيات والإرث التاريخي والثقافي.. وليخرج هذا الطالب غير مخبول وغير مختل اجتماعيا ونفسيا ومعرفيا، وأن يكون في مستوى الاستحقاق الإنساني لمجابهة العالم ليس من أجل السيطرة عليه كما كان الأمر في القرن 19، بل من أجل أن نسعد الإنسانية.. أحلم بجامعة تتكاثف فيها العلوم والآداب والتخصص الديني والتخصص العلمي والتقني وأن تتقارب النظريات حتى وإن اختلفت وأن تكون مجالا للمناظرات ذات الطابع العقلاني لا الغريزي مبنية على الحس النقدي لا على الإقصاء، وعلى حب الوصول إلى الحقيقة فقط، تلك جامعتي مانحتي شاملتي التي أحلم بها كمعشوق، ولكم ما شئتم من تسميات الجامعات وتخصصاتها، هذه جامعاتي ولكم جامعاتكم....
منقول للفائدة
يورد "كول" تعريفات متعددة للجامعة بدءا من "أبراهام فليكسنر" إلى "كلارك كير"، حيث أن الأول أكد أن الجامعة مرتبطة بالنسيج الاجتماعي لمجتمع ما في حقبة تاريخية معينة ويذهب إلى أن الجامعة مؤسسة إنسانية مثلها مثل المسجد أو الكنيسة أو الحكومة، هي تعبير عن العصر وعامل مؤثر في الحاضر والمستقبل، فيما يؤكد الثاني أن الجامعة مؤسسة فريدة لا خاصة تماما ولا عامة حقا، إنها ليست تابعة للعالم ولكنها غير مرفقة بالعالم، وهو ما يجعل الجامعة في صراع مستمر مع نفسها من أجل التجديد ومن أجل أن تفهم العالم وتؤثر في سياق تطوره.. هذا الفهم للجامعة كفضاء مؤسساتي للتعليم والتعلم يجعل من الجامعة فضاء للحوار، للعلم، للتقدم، للمعرفة، للتجديد والتحديث لخدمة المجتمع، هل جامعاتنا تقع في إطار هذا الفهم التاريخي العلمي لمفهوم الجامعة كما نظر له "جوناثان كول" وهو يسرد تفاصيل تميز الجامعة الأمريكية التي سمى بها كتابه وأضاف إليها "العظيمة" ليس كنوع من التعصب الوطني وإنما أيضا لما قدمته هذه الجامعة من خدمات جليلة للعلم ولتطور البحث العلمي للإنسانية جمعاء.
للأسف لدينا أقدم جامعة كما تقول كتب التاريخ وهي جامعة القرويين، حتى وإن كان الإغريق والفرس والهنود والفراعنة قد عرفوا شكلا للتنظيم العلمي وللتدريس العالي الذي يعتبر نواة للجامعة.. لكن بمفهوم عصر اليوم فإن أولى جامعات العالم هي جامعة القرويين بفاس التي أسست في القرن الثاني الهجري التاسع ميلادي، ومع ذلك فإننا نفتقد في الترتيب العالمي لجامعات عربية أو مغربية مؤثرة، إذ ترتب جامعاتنا في وضع غير مشرف يعكس مستوى الاندحار الذي تعرفه المنظومة التعليمية بشكل عام، فنحن لدينا أقدم جامعة لكن لدينا أيضا أكبر تخلف علمي في جامعات اليوم وهذه مفارقة، أما المفارقة الثانية فهي أن أولى الجامعات التي عرفتها أوربا ارتبطت بالحضارة المسيحية، وخاصة بالكنيسة الكاثوليكية التي بدأت كمدرسة وأصبحت عبارة عن جامعات كبرى منها جامعة "أوكسفورد" و"كمبريدج" و"سيينا" وجامعة "بولونيا" التي تعتبر أقدم جامعة في تاريخ الإنسانية بالمفهوم الحداثي للتعليم العالي، التي كانت تدرس فيها مواضيع كثيرة مثل اللاهوت، الفلسفة، القانون، الطب والعلوم الطبيعية... وكانت تشرف عليها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث عشر تحت النفوذ المباشر للبابا، لكن فيما بعد ستعرف الجامعة الأوربية نقلة نوعية ارتبطت بالتنافس الكبير بين الاتجاه البروتستانتي والاتجاه الكاثوليكي، الذي ساهم في الرفع من مستوى التكوين والتدريس في الجامعات الأوربية..
مفارقتنا نحن أن الاختلاف الديني يؤدي إلى التضليل والتجهيل وإلى انحدار مستوى النقاش الفكري ومستوى البحث العلمي إلى أبعاد متدنية عوض أن يكون فضاؤه هو البحث العلمي في الجامعات، إذ رموزه وطقوسه هي وحدها التي تظهر دون عمق فكري أو اختلاف إيديولوجي عميق يستند إلى الاحتجاج والمناظرة وإلى الاستدلال المنطقي، فلذلك أحلم مرارا بجامعة مغربية تكون بالفعل جامعة في علومها وفنونها حتى في أقصى درجات تخصص فروعها، جامعة للعلوم والفنون، جامعة للآداب الإنسانية وللعلوم الإنسانية، وأن تكون فضاء للتعليم والثقافة والفكر ولزرع قيم جديدة في المجتمع، أحلم بجامعة حين يلجها الطالب يحس كأنه لم يقرأ في حياته حرفا قبلها أبدا، وأنه لفي جهالة عظمى وأمامه طريق شاق وطويل لمحاربة الجهل، وليتسلح أيضا بكل مجالات العلوم وبأصناف متعددة لمختلف التخصصات الإنسانية المرتبطة بعصره أساسا والتي تمكنه ليس فقط لكي يجد مكانا له في العالم..أقصد كما عند العامة منصبا للشغل، بل أن يجد له موقعا في الوجود يعطيه الإحساس بكينونته البشرية وبأنه مفيد لمجتمعه بالضرورة وأنه قادر على أن يفيد مجتمعه، وأن يساهم في التقدم الحضاري للإنسانية جمعاء بغض النظر عن لونه أو جنسه أو وضعه الاجتماعي، إذ في الجامعة نعلو على كل هذه الصغائر.. أحلم بجامعة مانعة تعلي من شأن العقل دون أن تبخس الروح وجودها وكينونتها، جامعة مانعة لكل الفنون تمد الطالب الذي يلجها بأدوات مساءلة العالم تشعره بكينونته البشرية وأنه قادر أن يساهم في تغيير وضع مهما بدا معقدا، وأن يكون ذلك هو رأسماله الرمزي الكبير الذي يفتخر به، وليس أن يلهف البحوث المقترحة وليس أن يبحث عن السفريات وأن يزور الشواهد والوثائق وأن ينقل بحوثا من جامعات أخرى أو من لغات أخرى، ويقول هذه بضاعتي وهي منتحلة في الأصل، وألا يكون مجال التنافس كم نشرت من كتاب أو مقال، بل ما قيمة ما تنشره وما تأثيره في سياق التحول المجتمعي وفي نوعية القيم الإنسانية التي يدافع عنها ليحميها ويناصرها..
أحلم بجامعة هي واسطة العقد بين الطالب والمجتمع الذي يعيش فيه، بين ماضيه ومستقبله، بين بعده الوطني النرجسي وبين كينونته البشرية المنفتحة التي تجعله ينتسب للعالم المتقدم الحداثي، مهما كان الاختلاف في الأديان والوطنيات والإيديولوجيات والجغرافيات والإرث التاريخي والثقافي.. وليخرج هذا الطالب غير مخبول وغير مختل اجتماعيا ونفسيا ومعرفيا، وأن يكون في مستوى الاستحقاق الإنساني لمجابهة العالم ليس من أجل السيطرة عليه كما كان الأمر في القرن 19، بل من أجل أن نسعد الإنسانية.. أحلم بجامعة تتكاثف فيها العلوم والآداب والتخصص الديني والتخصص العلمي والتقني وأن تتقارب النظريات حتى وإن اختلفت وأن تكون مجالا للمناظرات ذات الطابع العقلاني لا الغريزي مبنية على الحس النقدي لا على الإقصاء، وعلى حب الوصول إلى الحقيقة فقط، تلك جامعتي مانحتي شاملتي التي أحلم بها كمعشوق، ولكم ما شئتم من تسميات الجامعات وتخصصاتها، هذه جامعاتي ولكم جامعاتكم....
منقول للفائدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية