مخلفات عصر النهضة العربية

منذ فجر النهضة العربية ، انقسم أدباؤنا إلى قسمين من حيث الفكر ، والنظر إلى العمل الأدبي و النقدي . الأول فريق يغوص في الأصالة ،ويرى في الفكر العربي الإسلامي نبعا لا ينضب ، ومنه يستقي مادته ، وفريق آخر يرى ضرورة انفتاح الأديب و الناقد العربي على الثقافة الأجنبية ، والاستفادة منها ، وا؛يانا الاعتماد عليها في بناء مستقبل الأدب .
وكان من نتائج هذه الازدواجية ، صراع فكري وأدبي جسدته الخصومات الفكرية مثل تلك التي دارت بين الرافعي وطه حسين مثلا ، أو في الندوات التي كان مسرحها بعض أعرق الجامعات العربية في مصر و لبنان خاصة .
وقد لعب الفكر الاستشراقي دورا كبيرا في هذا الصراع الفكري ، الذي كان يرجو منه أن يصل إلى تهميش الفكر العربي ،واعتناق الأفكار الغربية بوصفها حاملة الحضارة و التقدم ..
وما زال أثر ذلك باقيا إلى الآن ، وإن بدرجة أقل . لكن كلمة حق تقال ، هي أن الأدب العربي لا يمكنه أن يبقى بمعزل عن الآداب الأجنبية ، كما أن الآداب الأجنبية لا تنكر استقاءها لكثير من عناصر قوتها من أدب الشرق عامة و أدب العرب خاصة . كما أن التأثر بأدب الغرب لا يعني الذوبان فيه ، بقدر ما يعني محاولة الاستفادة من إيجابيات الطرق و النظريات الغربية ، وإهمال غير ذلك .
فالأدب الحي لا يذوب في غيره ولا يندثر ، رغم ما يمر عليه أحيانا من فترات ضعف أو ركود .

إن الأدب الحي لا يذوب في غيره ولا يندثر ، رغم ما يمر عليه أحيانا من فترات ضعف أو ركود
[u]
مخلفات عصر النهضة العربية 116920

مخلفات عصر النهضة العربية

مخلفات عصر النهضة العربية

رد: مخلفات عصر النهضة العربية