المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
نصر حامد أبو زيد
.. ويبدو أننا لا نعرفُ الفرق بين الاثنين، بين أن يكون المثقف حارساً للقيم وبين أن يكون كلبَ حراسة، وبعد أن تسللت الأيديولوجيات والمذاهب
العقائدية والسياسية والقومية إلى تخوم الأدب، وتحول النص الأدبي إلى «مطية» أو «بوق» للترويج لهذا المعتقد أو التبشير بتلك العقيدة، تولدت ردة
فعلٍ عكسية تطالب بضرورة المحافظة على «أدبية الأدب»، وراجت أديان ثقافية
جديدة عقيدتها «الفن للفن»، وأصبح النص الأدبي أقل فاعلية في حضوره الثقافي
والمعرفي، لأننا نتعاطى معه كما لو كان تلك «المزهرية» الكرستالية البديعة
المصممة لأجل أن نتأملها لدقائق ثم نمضي في طريقنا.. ولما وجهت إلينا أنصال الأسئلة: ما سبب نخبوية المثقف؟ ما سبب هامشية الأدب؟ ما سبب انحسار
القراءة؟ ما سبب تراجع الكتاب؟ ما سبب سطحية الثقافة؟ ببساطة شديدة دارينا حقيقتنا وعارنا وقلة حيلتنا وقلنا إن الأدب لم يعد هامشيا، ولكنه ببساطة يقوم «بدوره الجمالي» ويتصرف مثل «مزهرية كرستالية» مهذبة موضوعة على الرف،
بعد أن تخفف من دوره السياسي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي.
نعم، أنا أتفق مع القول بأن ما راج من لافتات الستينات والسبعينات من أدبيات قومية ومؤدلجة ومسخرة لخدمة العقائد والمذاهب والأحزاب ليس أدباً في
جوهره، ولكنني أيضاً أختلف مع القول بأن الأدب هو كائن جمالي محض يقوم بدوره كقطعة «ديكور» مضافة إلى منضدة عالمٍ قبيح.
الأدب ليس هذا ولا ذاك، الأدب ليس أداة في يد السياسة والدين، ولكنه أيضاً لا يخلو من المعالجة السياسية والمحتوى الديني، لا يدشن النص الأدبي لكي
يخوض حرباً سياسية أو اجتماعية أو عقائدية، ولكن هذا لا يعني بأن الأدب في صلبه ليس أحد ظهورات الثقافة، وأن الثقافة ظهور معرفي تتكشف من خلاله -شئناأم أبينا- أوجه سياسية واجتماعية ودينية وأخلاقية وقيمية.
ما حدث لنا ببساطة، وبعد أن سادت تلك التوجهات النقدية التي بشرت بفكرة الفن للفن، هو أننا نسينا بأن فنية الفن وأدبية الأدب لا تجرد النص من
محتواه المعرفي ولا من طبيعته الثقافية، وببساطة شديدة لم نعد نتطرق إلى القيمة، لا نقدياً ولا حتى كتابياً، وصرنا نخافُ أن نكون مع أو ضد أي قيمة
أو معنى أو مضمون أو محتوى لكي لا نتهم بالتخلف وعدم المواكبة للموضة الحداثية الرائجة، صرنا فارغين وجبناء، خائفين من أن نستجيب إلى حقيقتنا
وأن نأخذ موقفاً إيجابياً من مبادئنا، فقدنا إيماننا بكل ما آمنا به، وشيئاً فشيئاً رأينا القصائد تجرد من المعنى، وتتعرى من المضمون، وتفتقر
إلى المحتوى، ورأينا شعراءنا يتباهون بكونهم لا يفهمون ما يكتبونه، ورأينا أناساً يهذون على الورق ويسمون شطحات لاوعيهم إبداعاً، ورأينا روايات ازدحمت بالأبطال الممسوخين الذين يعيشون حياة عشوائية، ورأينا أشخاصاً
يتهمون بالتخلف لأنهم يطالبون بنقد ثقافي ويسائلون مضامين تلك النصوص، ورأينا قراءً يتهمون بقلة الثقافة والاطلاع لأنهم لا يفهمون قصيدة الغزالة
التي تتحول إلى قلم وأشياء أخرى غريبة، رأينا كتاباً يكتبون عن زنا المحارم ويوصفون بالشجاعة لكسر «التابوهات!» ورأينا كاتبات يكتبن عن الخيانة الزوجية بصفتها الغرام .. إفرازات ثقافتنا الراهنة، الثقافة عديمة القيمة
وعديمة الضمير .. ثقافة ديوثة وجبانة، هل نحن سعداء بها حقا؟
خفنا أن نكون كلاب حراسة، فتقاعسنا عن حراسة القيم، خلعنا على القيم صبغة سياسية وإيديولوجية، ولم نعد نرحب بها في أدبياتنا، نسيناأن النزاهة،
والكرامة الإنسانية، واحترام الذات، والحياء، والأمانة، والوفاء والحوار واحترام الآخر .. هي ما يصنع إنسانيتنا أو ينفيها، وإذا كان الأدب مرآة
للإنسان، بقدر ما هو الإنسان مرآة للكون، فالأحرى بنا أن نتذكر من نحن، ما الذي يعلي منا وما الذي يحط منا، ما الذي يصب في وجودنا وما الذي يمسخه،
وقبل أن نمعن في تشويه نتاجنا الأدبي أكثر، خليقٌ بنا أن نتذكر حقيقة الأدب، الذي هو ليس مطية للإيديولوجيا وليس قطعة ديكور، خليقٌ بنا أن نتذكر
بأن الأدب هو ذلك العالم الفادح الذي يجعلنا على صلةٍ بوجودنا وعلى تماسٍ
من حقيقتنا، فهل قدرناه حق قدره؟.
* صحيفة أوان الكويتية، العدد (858) بتاريخ 5 أبريل 2010
.. ويبدو أننا لا نعرفُ الفرق بين الاثنين، بين أن يكون المثقف حارساً للقيم وبين أن يكون كلبَ حراسة، وبعد أن تسللت الأيديولوجيات والمذاهب
العقائدية والسياسية والقومية إلى تخوم الأدب، وتحول النص الأدبي إلى «مطية» أو «بوق» للترويج لهذا المعتقد أو التبشير بتلك العقيدة، تولدت ردة
فعلٍ عكسية تطالب بضرورة المحافظة على «أدبية الأدب»، وراجت أديان ثقافية
جديدة عقيدتها «الفن للفن»، وأصبح النص الأدبي أقل فاعلية في حضوره الثقافي
والمعرفي، لأننا نتعاطى معه كما لو كان تلك «المزهرية» الكرستالية البديعة
المصممة لأجل أن نتأملها لدقائق ثم نمضي في طريقنا.. ولما وجهت إلينا أنصال الأسئلة: ما سبب نخبوية المثقف؟ ما سبب هامشية الأدب؟ ما سبب انحسار
القراءة؟ ما سبب تراجع الكتاب؟ ما سبب سطحية الثقافة؟ ببساطة شديدة دارينا حقيقتنا وعارنا وقلة حيلتنا وقلنا إن الأدب لم يعد هامشيا، ولكنه ببساطة يقوم «بدوره الجمالي» ويتصرف مثل «مزهرية كرستالية» مهذبة موضوعة على الرف،
بعد أن تخفف من دوره السياسي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي.
نعم، أنا أتفق مع القول بأن ما راج من لافتات الستينات والسبعينات من أدبيات قومية ومؤدلجة ومسخرة لخدمة العقائد والمذاهب والأحزاب ليس أدباً في
جوهره، ولكنني أيضاً أختلف مع القول بأن الأدب هو كائن جمالي محض يقوم بدوره كقطعة «ديكور» مضافة إلى منضدة عالمٍ قبيح.
الأدب ليس هذا ولا ذاك، الأدب ليس أداة في يد السياسة والدين، ولكنه أيضاً لا يخلو من المعالجة السياسية والمحتوى الديني، لا يدشن النص الأدبي لكي
يخوض حرباً سياسية أو اجتماعية أو عقائدية، ولكن هذا لا يعني بأن الأدب في صلبه ليس أحد ظهورات الثقافة، وأن الثقافة ظهور معرفي تتكشف من خلاله -شئناأم أبينا- أوجه سياسية واجتماعية ودينية وأخلاقية وقيمية.
ما حدث لنا ببساطة، وبعد أن سادت تلك التوجهات النقدية التي بشرت بفكرة الفن للفن، هو أننا نسينا بأن فنية الفن وأدبية الأدب لا تجرد النص من
محتواه المعرفي ولا من طبيعته الثقافية، وببساطة شديدة لم نعد نتطرق إلى القيمة، لا نقدياً ولا حتى كتابياً، وصرنا نخافُ أن نكون مع أو ضد أي قيمة
أو معنى أو مضمون أو محتوى لكي لا نتهم بالتخلف وعدم المواكبة للموضة الحداثية الرائجة، صرنا فارغين وجبناء، خائفين من أن نستجيب إلى حقيقتنا
وأن نأخذ موقفاً إيجابياً من مبادئنا، فقدنا إيماننا بكل ما آمنا به، وشيئاً فشيئاً رأينا القصائد تجرد من المعنى، وتتعرى من المضمون، وتفتقر
إلى المحتوى، ورأينا شعراءنا يتباهون بكونهم لا يفهمون ما يكتبونه، ورأينا أناساً يهذون على الورق ويسمون شطحات لاوعيهم إبداعاً، ورأينا روايات ازدحمت بالأبطال الممسوخين الذين يعيشون حياة عشوائية، ورأينا أشخاصاً
يتهمون بالتخلف لأنهم يطالبون بنقد ثقافي ويسائلون مضامين تلك النصوص، ورأينا قراءً يتهمون بقلة الثقافة والاطلاع لأنهم لا يفهمون قصيدة الغزالة
التي تتحول إلى قلم وأشياء أخرى غريبة، رأينا كتاباً يكتبون عن زنا المحارم ويوصفون بالشجاعة لكسر «التابوهات!» ورأينا كاتبات يكتبن عن الخيانة الزوجية بصفتها الغرام .. إفرازات ثقافتنا الراهنة، الثقافة عديمة القيمة
وعديمة الضمير .. ثقافة ديوثة وجبانة، هل نحن سعداء بها حقا؟
خفنا أن نكون كلاب حراسة، فتقاعسنا عن حراسة القيم، خلعنا على القيم صبغة سياسية وإيديولوجية، ولم نعد نرحب بها في أدبياتنا، نسيناأن النزاهة،
والكرامة الإنسانية، واحترام الذات، والحياء، والأمانة، والوفاء والحوار واحترام الآخر .. هي ما يصنع إنسانيتنا أو ينفيها، وإذا كان الأدب مرآة
للإنسان، بقدر ما هو الإنسان مرآة للكون، فالأحرى بنا أن نتذكر من نحن، ما الذي يعلي منا وما الذي يحط منا، ما الذي يصب في وجودنا وما الذي يمسخه،
وقبل أن نمعن في تشويه نتاجنا الأدبي أكثر، خليقٌ بنا أن نتذكر حقيقة الأدب، الذي هو ليس مطية للإيديولوجيا وليس قطعة ديكور، خليقٌ بنا أن نتذكر
بأن الأدب هو ذلك العالم الفادح الذي يجعلنا على صلةٍ بوجودنا وعلى تماسٍ
من حقيقتنا، فهل قدرناه حق قدره؟.
* صحيفة أوان الكويتية، العدد (858) بتاريخ 5 أبريل 2010
رد: واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
وقبل أن نمعن في تشويه نتاجنا الأدبي أكثر،
وبارك فيكم أيها الأستاذ القدير على هذه الالتفاتة الطيبة
وزادكم من العلم درجات...
وبارك فيكم أيها الأستاذ القدير على هذه الالتفاتة الطيبة
وزادكم من العلم درجات...
ونشريس- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 393
نقاط : 4995
تاريخ التسجيل : 20/09/2012
رد: واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
وقبل أن نمعن في تشويه نتاجنا الأدبي أكثر، خليقٌ بنا أن نتذكر حقيقة الأدب، الذي هو ليس مطية للإيديولوجيا وليس قطعة ديكور، خليقٌ بنا أن نتذكر
بأن الأدب هو ذلك العالم الفادح الذي يجعلنا على صلةٍ بوجودنا وعلى تماسٍ
من حقيقتنا، فهل قدرناه حق قدره؟.
وبارك فيكم أيها الأستاذ القدير على هذه الالتفاتة الطيبة
وزادكم من العلم درجات...
بأن الأدب هو ذلك العالم الفادح الذي يجعلنا على صلةٍ بوجودنا وعلى تماسٍ
من حقيقتنا، فهل قدرناه حق قدره؟.
وبارك فيكم أيها الأستاذ القدير على هذه الالتفاتة الطيبة
وزادكم من العلم درجات...
ونشريس- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 393
نقاط : 4995
تاريخ التسجيل : 20/09/2012
رد: واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
الادب مثل النبات ..ينمو من تلقاء نفسه ما علينا سوى سقايته وعدم دوسه
ماء الادب هو العلم والعمل والوفاء للحقيقة فقط
عدم دوسه يتجلى بمقاومة كل استبداد(استبداد خارجي _(((ثقافي وفكري))) _ سياسي _ طائفي ......... ) فلا أدب ولا حضارة ولا إبداع بدون حرية فكرية وفعلية ومحافظة بتشبث .
وأن نفهم بأن التطور لا يأتي من السماء بل من العقل + العمل ولا يوجد أي طريقة ثانية للتطور الا بالرجوع الى الاصل والمحافظة على مقوماتنا الادبية
فطوبى لمجتمع محافظ ملتزم حارس لأدبه
جزيل الشكر للأستاذ القدير السيد مدير المنتدى على الوقفة المميزة والقيمة
احتراماتي سيدي
ماء الادب هو العلم والعمل والوفاء للحقيقة فقط
عدم دوسه يتجلى بمقاومة كل استبداد(استبداد خارجي _(((ثقافي وفكري))) _ سياسي _ طائفي ......... ) فلا أدب ولا حضارة ولا إبداع بدون حرية فكرية وفعلية ومحافظة بتشبث .
وأن نفهم بأن التطور لا يأتي من السماء بل من العقل + العمل ولا يوجد أي طريقة ثانية للتطور الا بالرجوع الى الاصل والمحافظة على مقوماتنا الادبية
فطوبى لمجتمع محافظ ملتزم حارس لأدبه
جزيل الشكر للأستاذ القدير السيد مدير المنتدى على الوقفة المميزة والقيمة
احتراماتي سيدي
هويدا- عضو متألق
- عدد المساهمات : 166
نقاط : 4613
تاريخ التسجيل : 06/12/2012
رد: واجب المثقف أن يكون حارساً للقيم لا كلب حراسة
نحتاج في العالم العربي إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم والرؤى التي كبلتنا سنين عديدة ..
تلك التي انبثقت عن ظروف معينة تغيرت، أو تلك التي ثبتها العرف لظرف معين ، أو تلك التي أسأنا فهمها فانحرفنا بها عن مسارها ..
ولا يتنافي شيء من ذلك مع تمسكنا بهويتنا وقيمنا وأصالتنا ..
مواضيع مماثلة
» نهاية المثقف
» المشروع الثقافي للألفية الجديدة يبحث عن المثقف الشريك للسلطة..
» لماذا المثقف الجزائري المعرب كسول (موضوع جدير القراءة والإثراء)
» $$ العبرة : في بعض الأحيان افتراض الحل الأسهل واجب.$$
» المشروع الثقافي للألفية الجديدة يبحث عن المثقف الشريك للسلطة..
» لماذا المثقف الجزائري المعرب كسول (موضوع جدير القراءة والإثراء)
» $$ العبرة : في بعض الأحيان افتراض الحل الأسهل واجب.$$
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية