في أسر أبي فراس الحمداني

في أسر أبي فراس الحمداني
أو قصيدة السجن
هذه هي قصيدة السجن 1997 يا أستاذ عبد الدايم عبدا لقادر فلا تسألني عن أسلوبها وتراكيبها هكذا نزلت وهكذا كتبت في 14 مارس 1997
أخالك ذو شكوى يضيق بها الصدر أما تدعي وصلا أما ضرك الهجر
وأنت شجي البال يلهبك النوى ألا بثني نجواك لو أمكن الجهر
حنانيك قد زدت الفؤاد صبابة وكلي أشواق يفت لها الصخر
فما أنا إلا عاشق كتم الهوى إذا هالني ليلي يفيض بي الذكر
أبيت مع الشوق القديم مسهد يوسدني صخرا ومضجعه جمر
ولي ذكريات جلهن تعيدني إلى سنوات قد تجاوزها العمر
فهن ربيع العمر قد أدرك المنى من الغانيات السمر لو يذكر الدهر
وفاتنة قادت فؤادي إلى الهوى بقد رشيق بان في سمرته السحر
تضوع منها المسك في كل خطوة خطتها دلالا من طرائفها الشعر
لها من أفانين الحديث لباقة تذيب بها من صانه في الهوى حجر
فأول ما قاد الهوى الرطب بيننا مقاطع شعرا زان ألغازها تبر
فقلت لها داري لماك فقد سبت حشاشة قلبي إن حلو اللمى خمر
فهذا دمي في وجنتيك لمسته فلا تحرميني قبلة خانها الصبر
فماءت بعينيها ترود بحيرة وتصفر خداها حياء و تحمر
فقالت يمين الله إنك ساحري وما أنت إلا شاعر صاغه السحر
تجيد أحاديث الهوى وجنونه فمن أنت قل لي أيها الشاعر الفهر
تساءلني عمن أكون وليتها تساءل قلبي بات في جرحه سر
فقلت لها لما أصرت وعاندت سبيك . في ليل الهوى ما له فجر
فرامت تجافينا بديل وصالها وها كتمت سهما وقد قضى الأمر
عجبت لسعي الدهر بالقرب بيننا ولما انقضى ما بيننا سكن الدهر
لتلك يحن القلب دوما صبابة على سائر الأوقات لو هاله الذكر
فلم تبق إلا الذكريات بحلوها إذا زكى الليل غربتي ملني الصبر
ومن عبث الدنيا تقلب حالها بحال به سيان ذمك والشكر
فلا أنت في حال تجنبت سوءه ولا أنت في حال به أثلج الصدر
فأنت غريب بين أهل زماننا يرونك مجنونا أضر بك السحر
فطوبى لمن أضحى غريبا كغربتي وعن قولهم دوما أحاط بهم وقر
تغربت بين الناس حين مللتهم وصنت فؤادي أن يحيط به العهر
يقولون هذا فكرنا لو تفاخروا على الناس ما في قولهم صدق الذكر
ولو هم خلوا بعض الثواني لبعضهم يقولون سحقا ليته ضمه القبر
وقد كنت في قوم أديبا وشاعرا وما لشقائي من شمائلهم أجر
فما يكرم الموهوب يا رب عندهم يموت فقيرا في حشاشته جمر
فبئس حياة بين قوم ضليلة يعذبها فكر ويجحفها الفقر
فمازلت في الحكم القضاء الذي جرى علي بغور السجن ظلما ولي ذعر
إذا القدر القهار أصدر حكمه فلا الشفع يوما قد يقيك ولا وتر
شجى صاحبي لما رأى السجن دونه وأذرف دمعا من طبائعه الكبر
فقلت له فيما البكاء و قصدنا بريء فإن متنا عليه لنا العذر
أراعك سجاني وظلمة سجننا وأنت معد للخطوب ولا فخر
تعالى وضم صدري لصدرك علنا نحاول دفء ربما ضمنا حر
فهون عليك الآن لا تبك حظنا ولا تخش لوم الكاشحين وهم كثر
تجهم حتى قال خذني بلوعتي أما حفظوا ودا إذا هم بنا بروا
تشجع فلله الأمور ستنتهي وما هي إلا أزمة ساقها الدهر
وعما قليل سوف تمضي وتنجلي وما في قيودي لو تفرستني ضر
بليت ولي أم تفجع قلبها فقلت ألا صبرا فقالت وما الصبر
أتغدو بغور السجن يمضغك الأسى فكيف اصطباري إذ أريد بك الحجر
ألفتك حرا والأمومة حقها سلامة قلب في الجوانح يفتر
حنانيك يا أم السجين تجلدي فإن ليالينا يبددها الفجر
حنانيك يا أم السجين تفاءلي بربك خيرا لو تعوزنا النصر
حنانيك يا أم السجين تقربي بتقواك للباري إذا مسنا الذعر
فما يكشف البلوى سوى المبتلي بها وبر فقالت أينا صانه البر
أيجبر في عرف الزجاجة كسرها وكلي زجاج قد تهدده كسر
تروى بني لا تبك عيناك دمعتي تروى إذا أذرى بنا الواقع المر
لك الله يا أم السجين تجملي فلا بد يوما يعتلي أفقنا بدر
على قدر تأتي النوائب كلها ويمتحن الله الذي بر والدهر
على م بكائي والنفوس صبية وهن للذات الحياة بها وطر
و فيم احتراقي والعقول صغيرة فيأنفها كنه الكتابة والفكر
فسيان في الدنيا جهول و عالم إذا كنت في دنيا القرود لم الحجر
أصارع فكرا تملك أمتي شديدا توخى فلسفات لها سحر
فما أنا إلا النور فكر و مذهب وها في اعتقادي قد وهى بيننا جسر
فلا أنا منهم ولا هم عقيدتي فكم ينعبون الآن حيرى هم الضر
ألا ربما يمضي الغريب لأهله ورد لمجراها مياه الربى النهر

معارضة موفقة لقصيدة أبي فراس .. بوركت أيها الشاعر