المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
لا بد من علو الهمم لرفعة الأمم...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لا بد من علو الهمم لرفعة الأمم...
لابد من علو الهمم لرفعة الأمم..
اصحاب الهمم العالية هم الذين يغيرون وجه الدنيا ، وكل فكرة علمية أو مشروع بنائي أو اصلاح لامة وشعب ، انما يكون وراءه رجل عظيم .. مؤمن بفكرته .. عامل عليها.. حتى يصل إلى هدفه أو يموت دونه ..
قدوتنا في ذلك نبينا محمد عندما طلب منه عمه ابو طالب، بتحريض من زعامة قريش، بان لا يحمله ما لا يطيق.. قال له رسول الله : " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن اترك هذا الامر ما تركته ، حتى يظهره الله أو اهلك دونه".
وكيف يهون أو يضعف من علت همته .. واتصلت بالحق سبحانه وتعالى غايته .. ؟
واذا كان ذلك في مقام النبوة .. فان مقام الاصحاب رضوان الله عليهم كان عاليا سامقا كذلك.والنهج الذي لا ينبت بجالا عظماء عالي الهمة يجب اعادة النظر فيه.
فهذا بلال بن رباح الحبشي، كانت إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه امية بن خلف في الرمضاء على وجهه وظهره، ثم يامر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول : لا والله، لا تزال كذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد .. فلا يزيد بلال عن قوله : أحد … أحد !.
وال ياسر كانوا يعذبونهم بحر الرمضاء .. فمات ياسر في العذاب .. وتبعته زوجه سمية .. ولم يحزن عمار الا عندما اضطر تحت ارهاق التعذيب أن يذكر محمدا بسوء .
• هؤلاء العظماء الذين خرجتهم مدرسة النبوة ، ابتلاهم الله فصبروا وفرغت نفوسهم من حظ نفوسهم .. كانوا لا ينتظرون جزاء فى هذه الارض - كائنا ما كان هذا الجزاء - لم يبق فى نفوسهم اعتزاز بقوم او ارض او عشيرة او بيت . عندها فقط اصبحوا امناء على هذه الدعوة العظيمة .
• عندما تولى ابو بكر رضي الله عنه الخلافة .. وارتد العرب .. قال : والله لاقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة ، والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه . وبمن يقاتل .. ؟ باصحاب الهمم العالية .
• من يقلب صفحات التاريخ الاسلامي او غيره .. سيجد أن كل فكرة علمية ، او مشروع بنائي او اصلاح لامة وشعب ، انما كان وراءه رجل عظيم عالي الهمة .
• فى التاريخ الاسلامي اعلام ومفكرون ، ودعاة وائمة هداة مهديون ، وخلفاء وقواد ومجاهدون ،وعلماء ابدعوا فى العلوم والفنون ، بحثوا ونقبوا واوقفوا حياتهم على خدمة امتهم .. فبنوا حضارة متكاملة كانت النموذج الارفع بين الحضارات.
• فالمؤمن الصادق وحده من بين هؤلاء يجب أن تكون همته مرتبطة بإيمانه .. فعالى الهمة من اتصلت همته بالحق سبحانه وتعالى طلبا ومقصدا .. ولنستمع الى ابن القيم يتحدث يتحدث عن هذا الموضوع فى مدارجه ومقصدا حيث يقول : ( علو الهمة الا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشئ سواه ، ولا ترضي بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله ، وقربه والانس به والفرح والسرور والابتهاج به بشئ من الحظوظ الفانية ، فالهمة العالية على سائر الهمم كالطائر العالي على بقية الطيور .
• فى عصرنا الحديث ، وبعد سقوط الخلافة الاسلامية ، وسيطرة الجيوش الغربية الغازية على معظم بلاد المسلمين ، وإحلال القوانين العلمانية الغربية محل الشريعة الاسلامية ، والتشكيك فى صلاحية الدين فى قيادة الحياة ، وقيام مفكرين يدعون الى التغريب ونبذ الاسلام.
فى هذه الاجواء العصيبة ظهر الداعية حسن البنا ( رحمه الله ) .. يحاول اعادة بناء الامة على اسس الاسلام .. يحدثنا عن محاولته فيقول : ( ليس يعلم احد الا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستغرض حال الامة ، وما وصلت اليه فى مختلف مظاهر حياتها ، ونحلل العلل والادواء ونفكر فى العلاج وحسم الداء . وكم كنا نعجب اذ نرى انفسنا فى مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليون هاجعون يتسكعون على المقاهي ويترددون على اندية الفساد .. فاذا سالت احدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة قال لك : اقتل الوقت ، وما درى هذا المسكين أن من يقتل وقته انما يقتل نفسه ، فانما الوقت هو الحياة .. .
وكم من زعامات ووجاهات قتلت نفسها وقتلت امتها .. أما المؤمن الصادق حسن البنا فقد أحيا نفسه واخوانه .. وها هي دعوته يتردد صداها فى انحاء الدنيا ،تنعش الامال وتجدد العزائم .. وتعين الشباب المسلم على اعادة بناء الامة المسلمة.
• عبد الحميد بن باديس ( رحمه الله )العالم الجزائري المرموق .. ذهب الى الحج فالتقى بزميله وصديقه البشير الابراهيمي وكان قرر الاعتكاف فى المدينة المنورة ، قسم وقتا بين العبادة فى المسجد النبوي وبين القراءة والكتابة . فسأله ومن يحرر الجزائر إذا فعلت أنا وأنت ذلك ؟ وعاد الاثنان وحرر الجزائر كيف حرراها .. بالايمان العميق والفهم الدقيق ، والعمل المتواصل .
رجال عظماء … نفوسهم وهممهم عالية .. واهدافهم كبيرة .. يصح فيهم قول الشاعر:
واذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا
• بعض الرجال تعلو هممهم فى طلب العلم .. والفضائل كلها تبدأ بالعلم قال تعالى : ( فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك ) [محمد :19].
وفى تاريخنا المجيد آثار لا تحصى لرجال علت هممهم فضربوا اكباد الإبل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد .. يقال بأن أعلى همة هي همة طلب علوم الكتاب والسنة .. ونقول : بل وعلوم الدنيا التى لا تصلح الحياة إلا بها هي من علوم الكتاب والسنة أيضا .
ولولا هذا الفهم لما نبغ عند المسلمين علماء .. ولما كانوا سادة الدنيا فى العلوم والفنون ، ولما كانت جامعاتهم هي الارقى فى العالم .
• ومن علو الهمة .. أن يقرن المؤمن الصادق العلم والعمل معا .. فما قيمة علم لا يصدقه العمل ..؟
فاذا رايت مؤمنا لا وقت عنده لمزيد من القراءة والتاليف .. ورايته يحسن صناعة الرجال بقوله وفعله وحركته ومدرسته فاعلم .. انه من اصحاب الهمم العالية.. أما إذا رأيت مؤمنا يحسن القول.. ولا يحسن العمل.. يعلو صوته في المحافل.. ولا تجده ي ميدان الجد، فاعلم أن هذا دعي وليس بمؤمن صادق الإيمان . ورحم الله من قال : ( ما بلغ الحسن البصري ما بلغ الا لكونه اذا امر الناس بشئ يكون اسبقهم اليه واذا نهاهم عن شئ يكون ابعدهم عنه ).
ومن علو الهمة : ترك الانسان ما لا يعنيه فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. واتقاؤه الشبهات .. فمن اتقاها فقد استبرأ لدينه وعرضه .. فالترخص الزائد ينافي الهمم العالية .. والصبر على مشاق االسير نحو الله .. مهما بلغت المشاق .. ومهما كانت النتائج .
عجبت لهم قالوا : تماديت فى المنى وفى المثل العليا وفى المرتقى الصعب
فاقصر ولا تجهد يراعك انما ستبذر حبا فى ثرى ليس بالخصب
فقلت لهم : مهلا فما اليأس شيمتي سابذر حبي والثمار من الرب
اذا انا ابلغت الرسالة جاهدا ولم اجد السمع المجيب فما ذنبي ؟
• ومن علو الهمة الاعتزام بالدعوة وقيم الاسلام .. فالداعية يستشعر مسئوليته .. وانه يحمل الامانة الكبرى التى عرضت على السموات والارض والجبال فابين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان المؤمن الصادق السائر نحو المعالي .
• ومن علو الهمة أن تكون شجاعا .. والشجاعة ليست هي قوة البدن فقط وانما هي قوة القلب وثباته . فالشجاعة إنما هي الإقدام الصادر عن رؤية وحكمه ، وان اشد الناس حماسة واندفاعا وتهورا قد يكونون هم اشد الناس جزعا وانهيارا وهزيمة ، عندما يجد الجد ، وتقع الواقعة .. بل أن هذه قد تكون القاعدة ، ذلك أن الاندفاع والتهور والحماسة الفائقة ، غالبا ما تكون منبعثه عن عدم التقدير لحقيقة التكاليف .
• ورحم الله الامام الشهيد حسن البنا الذى أوصانا فقال :
( الجموا نزوات العواطف بنظرات العقول ، وانيروا اشعة العقول بلهب العواطف ، والزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع ، واكتشفوا الحقائق فى اضواء الخيال الزاهية البراقة ، ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ، ولا تصادموا نواميس الكون فانها غلابة ، ولكن غابوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض ، وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد ….
• ومن علو الهمة أن تكون انسانا تنفيذيا .. اذا اقتنعت بأمر حولته على الفور إلى واقع .. أما أن تبقى الفكرة مضغة فى الفم نتحدث عنها كلما وجدنا محفلا للكلام .. فهذا امر لا يليق باصحاب الإيمان الصادق النافذ إلى تلابيب الكون ..
• ومن علو الهمة أن تحترم الوقت وتقدر قيمة الزمن .. فالزمن هو الاساس فى تقدم الامم والجماعات والانسان .
• والزمن ينقضي ولا ينتظر ، ويمضي ولا يعود .. فما من يوم ينشق فجره الا وينادي : يا ابن ادم ، انا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود منى فاني اذا مضيت لا اعود الى يوم القيامة .
فاذا رايت انسانا لا يحترم الوقت ولا قيمة عنده للزمن فاعلم انه من سقط المتاع .. مهما ارغى وازبد واشعرك انه داعية .
اخى المؤمن الصادق السائر في درب المعالي
الظروف التى تعيشها امتنا فى غاية الصعوبة .. ولن ينقذها مما هي فيه الا أنت عندما تسمو بنفسك وترتفع بهدفك وترتبط امورك كلها بربك .. انه من الواجب أن تكون فى قلبك نار متقدة فى ضرامها مثل النار التى تتقد فى قلب احدنا عندما يجد ابنا له مريضا ولا يتركه حتى ياخذه الى الطبيب ، او عندما لا تجد فى بيتك شيئا تسد به رمقك ورمق فتقلق وتضطر الى بذل اقصى الجهد من اجلهم .
انه من الواجب أن تكون فى صدورنا عاطفة صادقة تشغلنا فى كل حين بالسعي فى سبيل غايتنا . هذه العاطفة ما لم تكن راسخة فى قلوبنا ، ملتحمة مع ارواحنا ودمائنا ، آخذة علينا عقولنا وافكارنا .. لن نستطيع أن نفعل الكثير.
أخي المؤمن الصادق السالك سبيل المتوجين بتاج المحسنين ..
إذا أردت أن تكون واحدا من جيل التغيير فلابد أن تكون صاحب همة عالية .. فان الهمة العالية مقدمة الاشياء فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الاعمال.
وليس الامر بالتمني .. ولكن بالمجاهدة .. يقول الله عز وجل : "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ " [ العنكبوت : 69],.
ومما يعينك على ذلك : ذكر دائم ، واهتمام بقراءة سير سلف الأمة أهل الجد والاجتهاد الذين صان الله بهم الدين .
يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
" اعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدئ ، ولا صاحب ورع فيستفيد منه المتزهد فالله الله ، وعليكم بملاحظة سير القوم اصحاب الهمم العالية، ومطالعة تصانيفهم واخبارهم ، فالاستكثار من سير مطالعة كتبهم رؤية لهم .
ومصاحبة اصحاب الهمم العالية فكل قرين بالمقارن يقتدي والتفكير فى احوال المسلمين فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم والحكمة ضالة المؤمن فحيثما وجدها فهو أحق بها .
محب العلماء
اصحاب الهمم العالية هم الذين يغيرون وجه الدنيا ، وكل فكرة علمية أو مشروع بنائي أو اصلاح لامة وشعب ، انما يكون وراءه رجل عظيم .. مؤمن بفكرته .. عامل عليها.. حتى يصل إلى هدفه أو يموت دونه ..
قدوتنا في ذلك نبينا محمد عندما طلب منه عمه ابو طالب، بتحريض من زعامة قريش، بان لا يحمله ما لا يطيق.. قال له رسول الله : " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن اترك هذا الامر ما تركته ، حتى يظهره الله أو اهلك دونه".
وكيف يهون أو يضعف من علت همته .. واتصلت بالحق سبحانه وتعالى غايته .. ؟
واذا كان ذلك في مقام النبوة .. فان مقام الاصحاب رضوان الله عليهم كان عاليا سامقا كذلك.والنهج الذي لا ينبت بجالا عظماء عالي الهمة يجب اعادة النظر فيه.
فهذا بلال بن رباح الحبشي، كانت إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه امية بن خلف في الرمضاء على وجهه وظهره، ثم يامر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول : لا والله، لا تزال كذلك حتى تموت أو تكفر بمحمد .. فلا يزيد بلال عن قوله : أحد … أحد !.
وال ياسر كانوا يعذبونهم بحر الرمضاء .. فمات ياسر في العذاب .. وتبعته زوجه سمية .. ولم يحزن عمار الا عندما اضطر تحت ارهاق التعذيب أن يذكر محمدا بسوء .
• هؤلاء العظماء الذين خرجتهم مدرسة النبوة ، ابتلاهم الله فصبروا وفرغت نفوسهم من حظ نفوسهم .. كانوا لا ينتظرون جزاء فى هذه الارض - كائنا ما كان هذا الجزاء - لم يبق فى نفوسهم اعتزاز بقوم او ارض او عشيرة او بيت . عندها فقط اصبحوا امناء على هذه الدعوة العظيمة .
• عندما تولى ابو بكر رضي الله عنه الخلافة .. وارتد العرب .. قال : والله لاقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة ، والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه . وبمن يقاتل .. ؟ باصحاب الهمم العالية .
• من يقلب صفحات التاريخ الاسلامي او غيره .. سيجد أن كل فكرة علمية ، او مشروع بنائي او اصلاح لامة وشعب ، انما كان وراءه رجل عظيم عالي الهمة .
• فى التاريخ الاسلامي اعلام ومفكرون ، ودعاة وائمة هداة مهديون ، وخلفاء وقواد ومجاهدون ،وعلماء ابدعوا فى العلوم والفنون ، بحثوا ونقبوا واوقفوا حياتهم على خدمة امتهم .. فبنوا حضارة متكاملة كانت النموذج الارفع بين الحضارات.
• فالمؤمن الصادق وحده من بين هؤلاء يجب أن تكون همته مرتبطة بإيمانه .. فعالى الهمة من اتصلت همته بالحق سبحانه وتعالى طلبا ومقصدا .. ولنستمع الى ابن القيم يتحدث يتحدث عن هذا الموضوع فى مدارجه ومقصدا حيث يقول : ( علو الهمة الا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشئ سواه ، ولا ترضي بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله ، وقربه والانس به والفرح والسرور والابتهاج به بشئ من الحظوظ الفانية ، فالهمة العالية على سائر الهمم كالطائر العالي على بقية الطيور .
• فى عصرنا الحديث ، وبعد سقوط الخلافة الاسلامية ، وسيطرة الجيوش الغربية الغازية على معظم بلاد المسلمين ، وإحلال القوانين العلمانية الغربية محل الشريعة الاسلامية ، والتشكيك فى صلاحية الدين فى قيادة الحياة ، وقيام مفكرين يدعون الى التغريب ونبذ الاسلام.
فى هذه الاجواء العصيبة ظهر الداعية حسن البنا ( رحمه الله ) .. يحاول اعادة بناء الامة على اسس الاسلام .. يحدثنا عن محاولته فيقول : ( ليس يعلم احد الا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستغرض حال الامة ، وما وصلت اليه فى مختلف مظاهر حياتها ، ونحلل العلل والادواء ونفكر فى العلاج وحسم الداء . وكم كنا نعجب اذ نرى انفسنا فى مثل هذه المشغلة النفسانية العنيفة والخليون هاجعون يتسكعون على المقاهي ويترددون على اندية الفساد .. فاذا سالت احدهم عما يحمله على هذه الجلسة الفارغة المملة قال لك : اقتل الوقت ، وما درى هذا المسكين أن من يقتل وقته انما يقتل نفسه ، فانما الوقت هو الحياة .. .
وكم من زعامات ووجاهات قتلت نفسها وقتلت امتها .. أما المؤمن الصادق حسن البنا فقد أحيا نفسه واخوانه .. وها هي دعوته يتردد صداها فى انحاء الدنيا ،تنعش الامال وتجدد العزائم .. وتعين الشباب المسلم على اعادة بناء الامة المسلمة.
• عبد الحميد بن باديس ( رحمه الله )العالم الجزائري المرموق .. ذهب الى الحج فالتقى بزميله وصديقه البشير الابراهيمي وكان قرر الاعتكاف فى المدينة المنورة ، قسم وقتا بين العبادة فى المسجد النبوي وبين القراءة والكتابة . فسأله ومن يحرر الجزائر إذا فعلت أنا وأنت ذلك ؟ وعاد الاثنان وحرر الجزائر كيف حرراها .. بالايمان العميق والفهم الدقيق ، والعمل المتواصل .
رجال عظماء … نفوسهم وهممهم عالية .. واهدافهم كبيرة .. يصح فيهم قول الشاعر:
واذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا
• بعض الرجال تعلو هممهم فى طلب العلم .. والفضائل كلها تبدأ بالعلم قال تعالى : ( فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك ) [محمد :19].
وفى تاريخنا المجيد آثار لا تحصى لرجال علت هممهم فضربوا اكباد الإبل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد .. يقال بأن أعلى همة هي همة طلب علوم الكتاب والسنة .. ونقول : بل وعلوم الدنيا التى لا تصلح الحياة إلا بها هي من علوم الكتاب والسنة أيضا .
ولولا هذا الفهم لما نبغ عند المسلمين علماء .. ولما كانوا سادة الدنيا فى العلوم والفنون ، ولما كانت جامعاتهم هي الارقى فى العالم .
• ومن علو الهمة .. أن يقرن المؤمن الصادق العلم والعمل معا .. فما قيمة علم لا يصدقه العمل ..؟
فاذا رايت مؤمنا لا وقت عنده لمزيد من القراءة والتاليف .. ورايته يحسن صناعة الرجال بقوله وفعله وحركته ومدرسته فاعلم .. انه من اصحاب الهمم العالية.. أما إذا رأيت مؤمنا يحسن القول.. ولا يحسن العمل.. يعلو صوته في المحافل.. ولا تجده ي ميدان الجد، فاعلم أن هذا دعي وليس بمؤمن صادق الإيمان . ورحم الله من قال : ( ما بلغ الحسن البصري ما بلغ الا لكونه اذا امر الناس بشئ يكون اسبقهم اليه واذا نهاهم عن شئ يكون ابعدهم عنه ).
ومن علو الهمة : ترك الانسان ما لا يعنيه فمن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه .. واتقاؤه الشبهات .. فمن اتقاها فقد استبرأ لدينه وعرضه .. فالترخص الزائد ينافي الهمم العالية .. والصبر على مشاق االسير نحو الله .. مهما بلغت المشاق .. ومهما كانت النتائج .
عجبت لهم قالوا : تماديت فى المنى وفى المثل العليا وفى المرتقى الصعب
فاقصر ولا تجهد يراعك انما ستبذر حبا فى ثرى ليس بالخصب
فقلت لهم : مهلا فما اليأس شيمتي سابذر حبي والثمار من الرب
اذا انا ابلغت الرسالة جاهدا ولم اجد السمع المجيب فما ذنبي ؟
• ومن علو الهمة الاعتزام بالدعوة وقيم الاسلام .. فالداعية يستشعر مسئوليته .. وانه يحمل الامانة الكبرى التى عرضت على السموات والارض والجبال فابين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان المؤمن الصادق السائر نحو المعالي .
• ومن علو الهمة أن تكون شجاعا .. والشجاعة ليست هي قوة البدن فقط وانما هي قوة القلب وثباته . فالشجاعة إنما هي الإقدام الصادر عن رؤية وحكمه ، وان اشد الناس حماسة واندفاعا وتهورا قد يكونون هم اشد الناس جزعا وانهيارا وهزيمة ، عندما يجد الجد ، وتقع الواقعة .. بل أن هذه قد تكون القاعدة ، ذلك أن الاندفاع والتهور والحماسة الفائقة ، غالبا ما تكون منبعثه عن عدم التقدير لحقيقة التكاليف .
• ورحم الله الامام الشهيد حسن البنا الذى أوصانا فقال :
( الجموا نزوات العواطف بنظرات العقول ، وانيروا اشعة العقول بلهب العواطف ، والزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع ، واكتشفوا الحقائق فى اضواء الخيال الزاهية البراقة ، ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ، ولا تصادموا نواميس الكون فانها غلابة ، ولكن غابوها واستخدموها وحولوا تيارها واستعينوا ببعضها على بعض ، وترقبوا ساعة النصر وما هي منكم ببعيد ….
• ومن علو الهمة أن تكون انسانا تنفيذيا .. اذا اقتنعت بأمر حولته على الفور إلى واقع .. أما أن تبقى الفكرة مضغة فى الفم نتحدث عنها كلما وجدنا محفلا للكلام .. فهذا امر لا يليق باصحاب الإيمان الصادق النافذ إلى تلابيب الكون ..
• ومن علو الهمة أن تحترم الوقت وتقدر قيمة الزمن .. فالزمن هو الاساس فى تقدم الامم والجماعات والانسان .
• والزمن ينقضي ولا ينتظر ، ويمضي ولا يعود .. فما من يوم ينشق فجره الا وينادي : يا ابن ادم ، انا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود منى فاني اذا مضيت لا اعود الى يوم القيامة .
فاذا رايت انسانا لا يحترم الوقت ولا قيمة عنده للزمن فاعلم انه من سقط المتاع .. مهما ارغى وازبد واشعرك انه داعية .
اخى المؤمن الصادق السائر في درب المعالي
الظروف التى تعيشها امتنا فى غاية الصعوبة .. ولن ينقذها مما هي فيه الا أنت عندما تسمو بنفسك وترتفع بهدفك وترتبط امورك كلها بربك .. انه من الواجب أن تكون فى قلبك نار متقدة فى ضرامها مثل النار التى تتقد فى قلب احدنا عندما يجد ابنا له مريضا ولا يتركه حتى ياخذه الى الطبيب ، او عندما لا تجد فى بيتك شيئا تسد به رمقك ورمق فتقلق وتضطر الى بذل اقصى الجهد من اجلهم .
انه من الواجب أن تكون فى صدورنا عاطفة صادقة تشغلنا فى كل حين بالسعي فى سبيل غايتنا . هذه العاطفة ما لم تكن راسخة فى قلوبنا ، ملتحمة مع ارواحنا ودمائنا ، آخذة علينا عقولنا وافكارنا .. لن نستطيع أن نفعل الكثير.
أخي المؤمن الصادق السالك سبيل المتوجين بتاج المحسنين ..
إذا أردت أن تكون واحدا من جيل التغيير فلابد أن تكون صاحب همة عالية .. فان الهمة العالية مقدمة الاشياء فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الاعمال.
وليس الامر بالتمني .. ولكن بالمجاهدة .. يقول الله عز وجل : "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ " [ العنكبوت : 69],.
ومما يعينك على ذلك : ذكر دائم ، واهتمام بقراءة سير سلف الأمة أهل الجد والاجتهاد الذين صان الله بهم الدين .
يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
" اعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدئ ، ولا صاحب ورع فيستفيد منه المتزهد فالله الله ، وعليكم بملاحظة سير القوم اصحاب الهمم العالية، ومطالعة تصانيفهم واخبارهم ، فالاستكثار من سير مطالعة كتبهم رؤية لهم .
ومصاحبة اصحاب الهمم العالية فكل قرين بالمقارن يقتدي والتفكير فى احوال المسلمين فمن لم يهتم بامر المسلمين فليس منهم والحكمة ضالة المؤمن فحيثما وجدها فهو أحق بها .
محب العلماء
محب العلماء- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 226
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
علو الهمة في النجاح
علو الهمه في النجاح
هل سمعتم بقصة الشاب الصيني الذي ذهب لرجل كبير في السن سائلا إياه مفتاح النجاح فأحضر الرجل العجوز إناء به
ماء فاستغرب الشاب وقال له العجوز أنظر إلى الإناء ماذا ترى؟ فنظر الشاب إلى الإناء وإذا بالعجوز يمسك برأس الشاب
ويغمره في الماء فحاول الشاب المقاومة فأقبض الرجل العجوز بقوه أكبر ولكن الشاب قاوم بشده واخرج رأسه من الماء
فأستغرب الشاب من تصرف هذا العجوز فقال له العجوز هل رأيت مدى حاجتك للهواء فقال الشاب: نعم قال العجوز :
هكذا النجاح لا بد أن تطلبه كطلبك للهواء.
إذا وصلت رغبتك في الحصول إلى الحكمة درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على
الحكمة .
((كيف تحكم أن هذا الشيء غير ممكن ؟ الجواب: جرب))
" لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " . (أثر ) .
لقد فشل أديسون مئات المرات قبل أن يكتشف ضوء المصباح الكهربائي
وهنري فورد أصيب بالإفلاس خمس مرات قبل أن ينجح في اختراع سيارته
ولقد تم رفض كولونيل ساندروس من قبل أكثر من ألف مطعم قبل أن يزدهر بوجبة كنتاكي الشهيرة
ولقد سطر لنا التاريخ بأحرف من ذهب نماذج مشرقه لصنّاع النجاح وروّاده:
فها هو عمر بن عبد العزيز يبنى دولة إسلامية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً،فأمن الناس على أنفسهم وأهليهم
وأعراضهم وأموالهم ، وعزوا فلم يجرؤ أحد على إذلالهم، وفاض المال حتى لم يجدوا من يأخذه وكل ذلك في سنتين لا
غير!!
وقد فر عبدالرحمن الداخل ليشيد ملكا في قعر بلاد النصارى فكانت الدولة الاموية في الاندلس ، واقام حضارة إسلامية
دامت قرونا طويلة، أخرج الله بها الغرب من ظلمات جهلهم إلى علم سادوا اليوم به الدنيا.
وها هو صلاح الدين الأيوب يدخل بيت المقدس، فيكسر الصليب، ويرفع راية التوحيد، ويحدث نجاحا عجز أكثر من ألف
مليون مسلم أن يحدثوه اليوم!!
وليكن نشيدك في ذلك نشيد المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجــــوم
فطعم الموت في أمر صغير *** كطعم الموت في أمر عــــظيم
هل سمعتم بقصة الشاب الصيني الذي ذهب لرجل كبير في السن سائلا إياه مفتاح النجاح فأحضر الرجل العجوز إناء به
ماء فاستغرب الشاب وقال له العجوز أنظر إلى الإناء ماذا ترى؟ فنظر الشاب إلى الإناء وإذا بالعجوز يمسك برأس الشاب
ويغمره في الماء فحاول الشاب المقاومة فأقبض الرجل العجوز بقوه أكبر ولكن الشاب قاوم بشده واخرج رأسه من الماء
فأستغرب الشاب من تصرف هذا العجوز فقال له العجوز هل رأيت مدى حاجتك للهواء فقال الشاب: نعم قال العجوز :
هكذا النجاح لا بد أن تطلبه كطلبك للهواء.
إذا وصلت رغبتك في الحصول إلى الحكمة درجة رغبتك في الحصول على الحياة في لحظة الغرق ستحصل على
الحكمة .
((كيف تحكم أن هذا الشيء غير ممكن ؟ الجواب: جرب))
" لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " . (أثر ) .
لقد فشل أديسون مئات المرات قبل أن يكتشف ضوء المصباح الكهربائي
وهنري فورد أصيب بالإفلاس خمس مرات قبل أن ينجح في اختراع سيارته
ولقد تم رفض كولونيل ساندروس من قبل أكثر من ألف مطعم قبل أن يزدهر بوجبة كنتاكي الشهيرة
ولقد سطر لنا التاريخ بأحرف من ذهب نماذج مشرقه لصنّاع النجاح وروّاده:
فها هو عمر بن عبد العزيز يبنى دولة إسلامية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً،فأمن الناس على أنفسهم وأهليهم
وأعراضهم وأموالهم ، وعزوا فلم يجرؤ أحد على إذلالهم، وفاض المال حتى لم يجدوا من يأخذه وكل ذلك في سنتين لا
غير!!
وقد فر عبدالرحمن الداخل ليشيد ملكا في قعر بلاد النصارى فكانت الدولة الاموية في الاندلس ، واقام حضارة إسلامية
دامت قرونا طويلة، أخرج الله بها الغرب من ظلمات جهلهم إلى علم سادوا اليوم به الدنيا.
وها هو صلاح الدين الأيوب يدخل بيت المقدس، فيكسر الصليب، ويرفع راية التوحيد، ويحدث نجاحا عجز أكثر من ألف
مليون مسلم أن يحدثوه اليوم!!
وليكن نشيدك في ذلك نشيد المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجــــوم
فطعم الموت في أمر صغير *** كطعم الموت في أمر عــــظيم
نور اليقين- عضو نشط
- عدد المساهمات : 70
نقاط : 5447
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
الموقع : ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية