المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
أحب الناس إلى الله ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أحب الناس إلى الله ..
أحب الناس إلى الله
لقد جاء في الحديث القدسي "أنَّ أكرم أولياء الله عز وجل عند الله مؤمن ذو حظٍّ من صلاة، أحسنَ عبادة ربه في السر، وكان غامضًا في الناس لا يُشار إليه بالبنان، وكان رزقه كفافًا، وصبر على ذلك" ثم نقر- صلى الله عليه وسلم- بيده وقال "عُجِّلت منيته، قلَّ تراثه، قلَّت بواكيه".
الحديث القدسي هذا يضع لنا الأوصافَ والعلامات المميزة لأكرم الناس عند الله، ولأحب الناس إلى الله عزَّ وجل، وأولياء الله ليسوا هم الذين في الأضرحة ولا المقابر، أولياء الله حدَّدهم المولى تبارك وتعالى لنا فقال: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾ (يونس) فكل مؤمن تقي طائع لله عزَّ وجل هو ولي لله تبارك وتعالى.
هذه الأوصاف وهذه الصورة كيف يحققها المسلم؟! كيف نصل إلى هذه الدرجة؟! كيف يتحول المسلم إلى إنسانٍ ذي حظ من صلاة، ليس مصليًّا فقط، ولا مؤديًّا لها، لا.. وإنما يستفيدُ منها، يقتطف ثمرتها، ويَجني من أدائها، خرج من صلاته وقد تزيَّن بزينة الإيمان ولباس التقوى وتخلَّق بخلق الإسلام، وتأدَّب بأدبه العام الكريم، فصارت أخلاقه حسنةً صار متواضعًا، صار مألوفًا، صار سهلاً محببًا، صار يُرغَب في جواره، ذو حظ من صلاة، استفاد من هذه العبادة من هذه الشعيرة العظيمة التي فرضها المولى تبارك وتعالى، استفاد منها، خرج منها بحظٍ كبير، ذو حظ ذو نصيب من الصلاة، فرقٌ كبيرٌ بين إنسانٍ يؤدي الصلاة مجرَّد أداءٍ وبين آخر يدخل في الصلاة فإذا به القريب من الله عز وجل، إذا به الحيي بين يدي الله، إذا به كثيرُ الدعاء كثيرُ الإنابة، كثيرُ الإقبال على المولى تبارك وتعالى.
كيف نصل إلى هذه الدرجة؟! ما الوسائل التي توصلنا أن نأخذ هذه الثمار من الصلاة؟! هذه واحدة.. الأمر الثاني في الحديث أحسن عبادة ربه في السر.. كيف يصل المؤمن إلى درجةٍ أنه يهمه ويشغله ما يُرضي الله، ما يُقربه من الله، لا يهمه أن يمدحه الناس أو أن يذمه الناسُ، هذه قضيةٌ سهلةٌ هينةٌ، رضا الناس أو غضب الناس هذا أمرٌ سهلٌ، إنما الذي يهم المؤمن رِضَا الله والذي يخشاه هو غضب الله، إذا رضي الله عنه فما قيمة سخط الناس، وإذا غضِب الله عليه ما قيمة رضا الناس، هذه مسألةٌ ينبغي للمسلم أن يقطع فيها؛ لذلك لا يقطع فيها إلا الإنسان صاحب البصيرة الذي يزن الأمور بموازينها الصحيحة.
ولذلك إذا رأيت إنسانًا يجوِّد أعماله في السر ويحسِّنها، ويتعمَّد دائمًا أن تكون جميع أعماله بينه وبين الله لا يحب الحديث عنها، ولا يحب أن يمدحه الناس فاعلم أنَّ هذا إنسانٌ وصل ما بينه وبين خالقه، وإذا رأيت إنسانًا آخر لا يتصدق إلا من أجل المظهر ولا يُصلي إلا من أجل المظهر.. فاعلم أن هذا إنسانٌ سطحيٌّ لم تخالط الإيمان بشاشةَ قلبه، وما زال بعيدًا عن هذه القضية وعن هذه الحقيقة، فالمسلم الحقيقي كما وصفه الحديث القدسي أحسن عبادةَ ربه في السر.
إذا قيل إنَّ فلانًا سيمرُّ في هذا الشارع يُنَظَّف الشارع، وتُغَطَّى الحفر التي فيه وتُبيَّض جوانبه، يا ناس.. أليس اللهُ أقربَ إليكم من فلانٍ ومن علاَّن وهو الذي يحاسب؟!
لكنها السطحية والبُعد، كثيرٌ من الناس من يُحسِّن عمله ويجوِّده، إذا كان ناظر المدرسة يراه أو سيمرُّ عليه المفتش أو في وظيفة، فإذا قيل إنَّ في هذا الأسبوع لا يوجد تفتيش ولا مرور فلا يهتم كأنََّه غافل عن صلته أو عن مراقبة الله عزَّ وجل له؛ ولذلك جاء في الأثر: "مَن عصاني وهو يعتقد أني أراه فقد جعلني أقل الناظرين إليه" (حديث قدسي)؛ لأنه إذا كان واحدٌ يسرق فرأى طفلاً فسيمتنع عن السرقة ويستحي..!!
إذا كان واحد على أي معصية وأحسَّ أنَّ عينًا ترقُبه امتنع عن هذه المعصية ورجع عنها، أفلا يعتقد هذا أنَّ عين الله تراه؟! ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)﴾ (ق)؛ ولذلك فالفتاة التي قالت لها أمها: قومي- الفجر بدأ يطلع- اخلطي اللبن بالماء، قالت لها: إنَّ أمير المؤمنين قد أمر بعدم غش اللبن.. قالت لها: وأين أمير المؤمنين نحن في ظلمات الليل؟! قالت لها: إذا كان أمير المؤمنين لا يرانا فربُّ أمير المؤمنين يرانا، فكان عمر خارج البيت وسمع، وكان من نسل هذه الفتاة عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه وأرضاه.
الغلام أيضًا الذي مرَّ عليه عمر يختبره، غلامٌ صغير عبدٌ يرعَى غنمًا لسيده، قال له: اعطنا شاةً من هذه.. قال له: ليست لي، لا أملكها.. أنا حارسٌ عليها، قال له: قل لسيدك إنَّ الذئب قد أكلها، قال له إذا كان سيدي تجوز عليه هذه الحيلة وأقول له هذا الأمر فماذا أقول لله؟ إنَّ الله يراني ويطلع عليَّ أكثر من سيدي!! فاشتراه عمر وأعتقته وقال له: "هذه الكلمة أعتقتْك في الدنيا وأرجو أن تعتقك في الآخرة بين يدي الله عز وجل".
"أحسن عبادة ربه في السر".. تُجوِّد الصلاة في الوقت الذي لا يراك فيه أحدٌ أكثر من تجويدها في الوقت الذي تكون فيه بين الناس؛ ولذلك كان أسلافنا- رضوان الله عليهم- الذين طبقوا هذا الأمر وعاشوه يتصدقون في السر، وجاء في الحديث "صدقة السر تُطفئ غضب الرب"، فكان الواحد فيهم يخرج بالزكاة أو بالصدقة يبحث عن فقيرٍ لا يعرفه، فكان يأتي إلى المسجدِ فيجد الفقيرَ نائمًا فيضعها تحت رأسه ثم ينصرف؛ لأنه فهم معنى إحسان العبادة مع الله عز وجل في السر بينه وبين الله.
قد ثبت في الحديث أنَّ الإنسان يعمل العمل فيُقبل عند الله؛ يعني العمل بينه وبين الله فيُقبل، ثم ما يزال الشيطان به حتى يتحدث عنه فيتحوَّل العمل ويُرَدُّ إلى صاحبه؛ لأنه تحوَّل إلى نوعٍ من الرياء ونوعٍ من المباهاه ونوعٍ من كذا وكذا.
"أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضًا في الناس" بعض الناس يحب أن يُرى في مجلسه وأن يُسمع له.. إلخ، ليست هذه طبيعة المؤمن، طبيعة المؤمن كما وصفه صلى الله عليه وسلم في وصف المؤمنين "إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا"، ويصف- صلى الله عليه وسلم- هذا الصنف "أولئك مصابيح الدجى" ينيرون في وقت الظلمة وفي وقت الشدة، أما موضوع أن يراك الناس وأن يسمعك الناس، وأن ينزل على رأيك الناس فلا، "كان غامضًا في الناس لا يُشار إليه بالبنان" لا يقال هذا فلان، إذا حضر لا يُعرف، هذه صفة أيضًا من الصفات التي إذا وُجِدت في إنسانٍ أحبه الله عزَّ وجل وقرَّبه.
"وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك" بعض الناس إذا زاد الرزق تحوَّل إلى إنسانٍ راضٍ، وبمجرد ما يمر بأزمة أو بضيق ينقلب، وهذا الصنف من قديم، ومع النبي- صلى الله عليه وسلم- هاجر بعض الناس من ضعافِ الإيمان بهدف الدنيا.. المسلمون تركوا الدنيا وراءهم وهاجروا وهؤلاء يهاجرون من أجل الدنيا، فذهبوا إلى المدينة وأقاموا حولها، فكان الواحد فيهم يزن المسألة- يزن الهجرة- بالمادة، إذا نزل المطر ونبتت الأرض وأكلت الإبل ودرَّت اللبن قال: يا سلام!! هذا دين خير، ما أحسن هذا الدين!! لأنَّ فيه لبنًا ومطرًا ونباتًا، ورضي بهذا، وإذا لم ينزل المطر وبالتالي لم تُنبت الأرض وبالتالي لم تأكل الإبل- نياق- ولم يأتِ منها الولد قال: "ما رأيت شرًّا من هذا الدين"، فالميزان عنده المادة..!! ولذلك نزل فيهم القرآن في سورة الحج: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ (الحج: من الآية 11) لم يتمكَّن منه الإيمان ولم يدخل الإيمان قلبه بعد، ما زال على عتبة الإيمان ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ﴾ (الحج: من الآية 11) من ضيقٍ وشدة ﴿انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ (الحج: من الآية 11) صفة الذين يحبهم الله تختلف عن هذا، "وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك"، وكان أسلافُنا رضوان الله عليهم إذا أصبحوا وليس عندهم شيء لا يشكو الواحد منهم لأحد، بل يصوم ولا يتكلم في هذا الأمر، ولما سُئلوا عن ذلك قالوا: نخشى أن نشكو الخالق إلى المخلوق.. رضوان الله عليهم.
الصفات الأخرى في أحبابِ الله وفي أولياء الله أشار إليها- صلى الله عليه وسلم- بعد أن نقر بيده وقال "عجلت منيته"، يمرُّ بالدنيا مرورًا عابرًا هو من أهل الآخرة.. فهذا جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه- أسلم، وهاجر إلى الحبشة، وجاء إلى المدينة، وخرج قائدًا في مؤتة، وهناك استُشهد بسرعة؛ ولذلك سمَّاه- صلى الله عليه وسلم- "إنَّ الله أبدله جناحين يطير بهما في الجنة"؛ لأن يمينه قطعت وقطعت شماله، وهو ثابت يحمل راية الإسلام، أسرع.. عُجلت منيته، قلَّ تراثه لم يكن جمَّاعًا للدنيا بمقدار ما كان معطاءً لها وحريصًا على منزلته ومرتبته في الآخرة.
"قلت بواكيه" سيدنا حمزه يوم أن استُشهد في أحد، قال- صلى الله عليه وسلم- "لكنَّ الحمزة لا بواكي له"، لا يوجد له بنت ولا ابن وأخت تبكيه، مات هكذا غريبًا فكان من أسياد الشهداء.. سيد الشهداء، هذه المراتب هذه المنزلة كيف نصل إليها؟! كيف نرتقي إلى هذه الدرجة ونصبح من المحظوظين في صلاتنا؟ وتصبح هذه الأعمال نعيشها ونحياها؟ ونصبح من الذين يرضى الله عنهم ويحبهم ويحبونه؟!
الطريق إلى هذا لا النسب ولا الحسب ولا الموطن ولا اللون ولا الجنس ولا البلد.. الطريق بين الله وبين عباده العملُ، والعمل الصالح والالتزام بالإسلام والقيام بحق هذا الدين، هذا هو الطريق يقول سيدنا عمر لسعد بن أبي وقاص- وهو ذاهب إلى قيادة المسلمين في المدائن-: يا سعد، يا ابن أم سعد، لا يُغرنَّك أن قيل صاحب رسول الله، وخال رسول الله، فإنَّ الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن.. جاء في الحديث: "الناس صنفان: مؤمن تقي كريم عند الله عز وجل، وفاجر شقي هين عند الله عزَّ وجل، ليس هناك بينهما أمر".
وقال علماؤنا: التقوى أن تعطي لله وأن تمنع لله، التقوى أن تجعل بينك وبين النار وقايةً من الأعمال الطيبة والأعمال الصالحة، وكان أحد السلف- رضوان الله عليهم- كلما قرأ: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا(71)﴾ (مريم) سأل نفسه ما الذي ينجيني؟! ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ كل المخلوقين.. كل بني آدم سيمرُّون فوق جهنم، مَن الذي ينجو؟! ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72)﴾ (مريم) ننجي الذين اتقوا؛ فالتقوى هي التي تنجي.
ويخبرنا صلى الله عليه وسلم فيقول: "رأيت رجلاً من أمتي، ورأيت النار قد احتوشته، فجاءت صدقتُه التي تصدَّق بها في الدنيا فحالَت بينه وبين النار ثمَّ مضى، رأيت رجلاً من أمتي يُكلِّم الناسَ ولا يكلمونه فجاءت رحمه- صلته لأبيه وأمه ولأهله- فقالت يا معشر المسلمين إنه كان وصولاً لأمه ولأبيه فكلِّموه فكلَّمه الناس" أيها المؤمنون، المؤمن نظرتُه بعيدة، لا يعيش للدنيا فحسب، إنه يعيش في الدنيا وقلبه معلق بالآخرة، بل الأسلاف ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)﴾ (الذاريات) لماذا؟ ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)﴾ (الذاريات) استعدادًا لما هو آتٍ ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت: من الآية 64).
المولى تبارك وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(55)﴾ (القمر.
انتقاء محب العلماء
لقد جاء في الحديث القدسي "أنَّ أكرم أولياء الله عز وجل عند الله مؤمن ذو حظٍّ من صلاة، أحسنَ عبادة ربه في السر، وكان غامضًا في الناس لا يُشار إليه بالبنان، وكان رزقه كفافًا، وصبر على ذلك" ثم نقر- صلى الله عليه وسلم- بيده وقال "عُجِّلت منيته، قلَّ تراثه، قلَّت بواكيه".
الحديث القدسي هذا يضع لنا الأوصافَ والعلامات المميزة لأكرم الناس عند الله، ولأحب الناس إلى الله عزَّ وجل، وأولياء الله ليسوا هم الذين في الأضرحة ولا المقابر، أولياء الله حدَّدهم المولى تبارك وتعالى لنا فقال: ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾ (يونس) فكل مؤمن تقي طائع لله عزَّ وجل هو ولي لله تبارك وتعالى.
هذه الأوصاف وهذه الصورة كيف يحققها المسلم؟! كيف نصل إلى هذه الدرجة؟! كيف يتحول المسلم إلى إنسانٍ ذي حظ من صلاة، ليس مصليًّا فقط، ولا مؤديًّا لها، لا.. وإنما يستفيدُ منها، يقتطف ثمرتها، ويَجني من أدائها، خرج من صلاته وقد تزيَّن بزينة الإيمان ولباس التقوى وتخلَّق بخلق الإسلام، وتأدَّب بأدبه العام الكريم، فصارت أخلاقه حسنةً صار متواضعًا، صار مألوفًا، صار سهلاً محببًا، صار يُرغَب في جواره، ذو حظ من صلاة، استفاد من هذه العبادة من هذه الشعيرة العظيمة التي فرضها المولى تبارك وتعالى، استفاد منها، خرج منها بحظٍ كبير، ذو حظ ذو نصيب من الصلاة، فرقٌ كبيرٌ بين إنسانٍ يؤدي الصلاة مجرَّد أداءٍ وبين آخر يدخل في الصلاة فإذا به القريب من الله عز وجل، إذا به الحيي بين يدي الله، إذا به كثيرُ الدعاء كثيرُ الإنابة، كثيرُ الإقبال على المولى تبارك وتعالى.
كيف نصل إلى هذه الدرجة؟! ما الوسائل التي توصلنا أن نأخذ هذه الثمار من الصلاة؟! هذه واحدة.. الأمر الثاني في الحديث أحسن عبادة ربه في السر.. كيف يصل المؤمن إلى درجةٍ أنه يهمه ويشغله ما يُرضي الله، ما يُقربه من الله، لا يهمه أن يمدحه الناس أو أن يذمه الناسُ، هذه قضيةٌ سهلةٌ هينةٌ، رضا الناس أو غضب الناس هذا أمرٌ سهلٌ، إنما الذي يهم المؤمن رِضَا الله والذي يخشاه هو غضب الله، إذا رضي الله عنه فما قيمة سخط الناس، وإذا غضِب الله عليه ما قيمة رضا الناس، هذه مسألةٌ ينبغي للمسلم أن يقطع فيها؛ لذلك لا يقطع فيها إلا الإنسان صاحب البصيرة الذي يزن الأمور بموازينها الصحيحة.
ولذلك إذا رأيت إنسانًا يجوِّد أعماله في السر ويحسِّنها، ويتعمَّد دائمًا أن تكون جميع أعماله بينه وبين الله لا يحب الحديث عنها، ولا يحب أن يمدحه الناس فاعلم أنَّ هذا إنسانٌ وصل ما بينه وبين خالقه، وإذا رأيت إنسانًا آخر لا يتصدق إلا من أجل المظهر ولا يُصلي إلا من أجل المظهر.. فاعلم أن هذا إنسانٌ سطحيٌّ لم تخالط الإيمان بشاشةَ قلبه، وما زال بعيدًا عن هذه القضية وعن هذه الحقيقة، فالمسلم الحقيقي كما وصفه الحديث القدسي أحسن عبادةَ ربه في السر.
إذا قيل إنَّ فلانًا سيمرُّ في هذا الشارع يُنَظَّف الشارع، وتُغَطَّى الحفر التي فيه وتُبيَّض جوانبه، يا ناس.. أليس اللهُ أقربَ إليكم من فلانٍ ومن علاَّن وهو الذي يحاسب؟!
لكنها السطحية والبُعد، كثيرٌ من الناس من يُحسِّن عمله ويجوِّده، إذا كان ناظر المدرسة يراه أو سيمرُّ عليه المفتش أو في وظيفة، فإذا قيل إنَّ في هذا الأسبوع لا يوجد تفتيش ولا مرور فلا يهتم كأنََّه غافل عن صلته أو عن مراقبة الله عزَّ وجل له؛ ولذلك جاء في الأثر: "مَن عصاني وهو يعتقد أني أراه فقد جعلني أقل الناظرين إليه" (حديث قدسي)؛ لأنه إذا كان واحدٌ يسرق فرأى طفلاً فسيمتنع عن السرقة ويستحي..!!
إذا كان واحد على أي معصية وأحسَّ أنَّ عينًا ترقُبه امتنع عن هذه المعصية ورجع عنها، أفلا يعتقد هذا أنَّ عين الله تراه؟! ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)﴾ (ق)؛ ولذلك فالفتاة التي قالت لها أمها: قومي- الفجر بدأ يطلع- اخلطي اللبن بالماء، قالت لها: إنَّ أمير المؤمنين قد أمر بعدم غش اللبن.. قالت لها: وأين أمير المؤمنين نحن في ظلمات الليل؟! قالت لها: إذا كان أمير المؤمنين لا يرانا فربُّ أمير المؤمنين يرانا، فكان عمر خارج البيت وسمع، وكان من نسل هذه الفتاة عمر بن عبد العزيز- رضي الله عنه وأرضاه.
الغلام أيضًا الذي مرَّ عليه عمر يختبره، غلامٌ صغير عبدٌ يرعَى غنمًا لسيده، قال له: اعطنا شاةً من هذه.. قال له: ليست لي، لا أملكها.. أنا حارسٌ عليها، قال له: قل لسيدك إنَّ الذئب قد أكلها، قال له إذا كان سيدي تجوز عليه هذه الحيلة وأقول له هذا الأمر فماذا أقول لله؟ إنَّ الله يراني ويطلع عليَّ أكثر من سيدي!! فاشتراه عمر وأعتقته وقال له: "هذه الكلمة أعتقتْك في الدنيا وأرجو أن تعتقك في الآخرة بين يدي الله عز وجل".
"أحسن عبادة ربه في السر".. تُجوِّد الصلاة في الوقت الذي لا يراك فيه أحدٌ أكثر من تجويدها في الوقت الذي تكون فيه بين الناس؛ ولذلك كان أسلافنا- رضوان الله عليهم- الذين طبقوا هذا الأمر وعاشوه يتصدقون في السر، وجاء في الحديث "صدقة السر تُطفئ غضب الرب"، فكان الواحد فيهم يخرج بالزكاة أو بالصدقة يبحث عن فقيرٍ لا يعرفه، فكان يأتي إلى المسجدِ فيجد الفقيرَ نائمًا فيضعها تحت رأسه ثم ينصرف؛ لأنه فهم معنى إحسان العبادة مع الله عز وجل في السر بينه وبين الله.
قد ثبت في الحديث أنَّ الإنسان يعمل العمل فيُقبل عند الله؛ يعني العمل بينه وبين الله فيُقبل، ثم ما يزال الشيطان به حتى يتحدث عنه فيتحوَّل العمل ويُرَدُّ إلى صاحبه؛ لأنه تحوَّل إلى نوعٍ من الرياء ونوعٍ من المباهاه ونوعٍ من كذا وكذا.
"أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضًا في الناس" بعض الناس يحب أن يُرى في مجلسه وأن يُسمع له.. إلخ، ليست هذه طبيعة المؤمن، طبيعة المؤمن كما وصفه صلى الله عليه وسلم في وصف المؤمنين "إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا"، ويصف- صلى الله عليه وسلم- هذا الصنف "أولئك مصابيح الدجى" ينيرون في وقت الظلمة وفي وقت الشدة، أما موضوع أن يراك الناس وأن يسمعك الناس، وأن ينزل على رأيك الناس فلا، "كان غامضًا في الناس لا يُشار إليه بالبنان" لا يقال هذا فلان، إذا حضر لا يُعرف، هذه صفة أيضًا من الصفات التي إذا وُجِدت في إنسانٍ أحبه الله عزَّ وجل وقرَّبه.
"وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك" بعض الناس إذا زاد الرزق تحوَّل إلى إنسانٍ راضٍ، وبمجرد ما يمر بأزمة أو بضيق ينقلب، وهذا الصنف من قديم، ومع النبي- صلى الله عليه وسلم- هاجر بعض الناس من ضعافِ الإيمان بهدف الدنيا.. المسلمون تركوا الدنيا وراءهم وهاجروا وهؤلاء يهاجرون من أجل الدنيا، فذهبوا إلى المدينة وأقاموا حولها، فكان الواحد فيهم يزن المسألة- يزن الهجرة- بالمادة، إذا نزل المطر ونبتت الأرض وأكلت الإبل ودرَّت اللبن قال: يا سلام!! هذا دين خير، ما أحسن هذا الدين!! لأنَّ فيه لبنًا ومطرًا ونباتًا، ورضي بهذا، وإذا لم ينزل المطر وبالتالي لم تُنبت الأرض وبالتالي لم تأكل الإبل- نياق- ولم يأتِ منها الولد قال: "ما رأيت شرًّا من هذا الدين"، فالميزان عنده المادة..!! ولذلك نزل فيهم القرآن في سورة الحج: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ (الحج: من الآية 11) لم يتمكَّن منه الإيمان ولم يدخل الإيمان قلبه بعد، ما زال على عتبة الإيمان ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ﴾ (الحج: من الآية 11) من ضيقٍ وشدة ﴿انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ (الحج: من الآية 11) صفة الذين يحبهم الله تختلف عن هذا، "وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك"، وكان أسلافُنا رضوان الله عليهم إذا أصبحوا وليس عندهم شيء لا يشكو الواحد منهم لأحد، بل يصوم ولا يتكلم في هذا الأمر، ولما سُئلوا عن ذلك قالوا: نخشى أن نشكو الخالق إلى المخلوق.. رضوان الله عليهم.
الصفات الأخرى في أحبابِ الله وفي أولياء الله أشار إليها- صلى الله عليه وسلم- بعد أن نقر بيده وقال "عجلت منيته"، يمرُّ بالدنيا مرورًا عابرًا هو من أهل الآخرة.. فهذا جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه- أسلم، وهاجر إلى الحبشة، وجاء إلى المدينة، وخرج قائدًا في مؤتة، وهناك استُشهد بسرعة؛ ولذلك سمَّاه- صلى الله عليه وسلم- "إنَّ الله أبدله جناحين يطير بهما في الجنة"؛ لأن يمينه قطعت وقطعت شماله، وهو ثابت يحمل راية الإسلام، أسرع.. عُجلت منيته، قلَّ تراثه لم يكن جمَّاعًا للدنيا بمقدار ما كان معطاءً لها وحريصًا على منزلته ومرتبته في الآخرة.
"قلت بواكيه" سيدنا حمزه يوم أن استُشهد في أحد، قال- صلى الله عليه وسلم- "لكنَّ الحمزة لا بواكي له"، لا يوجد له بنت ولا ابن وأخت تبكيه، مات هكذا غريبًا فكان من أسياد الشهداء.. سيد الشهداء، هذه المراتب هذه المنزلة كيف نصل إليها؟! كيف نرتقي إلى هذه الدرجة ونصبح من المحظوظين في صلاتنا؟ وتصبح هذه الأعمال نعيشها ونحياها؟ ونصبح من الذين يرضى الله عنهم ويحبهم ويحبونه؟!
الطريق إلى هذا لا النسب ولا الحسب ولا الموطن ولا اللون ولا الجنس ولا البلد.. الطريق بين الله وبين عباده العملُ، والعمل الصالح والالتزام بالإسلام والقيام بحق هذا الدين، هذا هو الطريق يقول سيدنا عمر لسعد بن أبي وقاص- وهو ذاهب إلى قيادة المسلمين في المدائن-: يا سعد، يا ابن أم سعد، لا يُغرنَّك أن قيل صاحب رسول الله، وخال رسول الله، فإنَّ الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن.. جاء في الحديث: "الناس صنفان: مؤمن تقي كريم عند الله عز وجل، وفاجر شقي هين عند الله عزَّ وجل، ليس هناك بينهما أمر".
وقال علماؤنا: التقوى أن تعطي لله وأن تمنع لله، التقوى أن تجعل بينك وبين النار وقايةً من الأعمال الطيبة والأعمال الصالحة، وكان أحد السلف- رضوان الله عليهم- كلما قرأ: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا(71)﴾ (مريم) سأل نفسه ما الذي ينجيني؟! ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا﴾ كل المخلوقين.. كل بني آدم سيمرُّون فوق جهنم، مَن الذي ينجو؟! ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72)﴾ (مريم) ننجي الذين اتقوا؛ فالتقوى هي التي تنجي.
ويخبرنا صلى الله عليه وسلم فيقول: "رأيت رجلاً من أمتي، ورأيت النار قد احتوشته، فجاءت صدقتُه التي تصدَّق بها في الدنيا فحالَت بينه وبين النار ثمَّ مضى، رأيت رجلاً من أمتي يُكلِّم الناسَ ولا يكلمونه فجاءت رحمه- صلته لأبيه وأمه ولأهله- فقالت يا معشر المسلمين إنه كان وصولاً لأمه ولأبيه فكلِّموه فكلَّمه الناس" أيها المؤمنون، المؤمن نظرتُه بعيدة، لا يعيش للدنيا فحسب، إنه يعيش في الدنيا وقلبه معلق بالآخرة، بل الأسلاف ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ(17)﴾ (الذاريات) لماذا؟ ﴿وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)﴾ (الذاريات) استعدادًا لما هو آتٍ ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت: من الآية 64).
المولى تبارك وتعالى يقول: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(55)﴾ (القمر.
انتقاء محب العلماء
محب العلماء- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 226
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها
لا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه
عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى قال : من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما أفترضته عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب إلى بنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ولئن إستعاذنى لأعيذنه .
"رواة البخارى "
( قوله - صلى الله عليه وسلم - : من عادى لى وليآ فقد آذنته بالحرب ) : المراد هنا بالوالى : المؤمن قال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا) فمن آذى مؤمنآ فقد آذنه الله أى أعلمه الله أنه محارب له والله تعالى إذا حارب العبد أهلكه فليحذر الإنسان من التعرض لكل مسلم .
( قوله تعالى : وما تقرب إلى عبدى بشئ أحب إلى مما إفترضته عليه ) :
فيه دليل على أن فعل الفريضة أفضل من النوافل وجاء فى الحديث أن ثواب الفريضة يفضل على ثواب النافلة بسبعين مرة .
( قوله تعالى : ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) ...
فمن صلى النوافل مع الفرائض يصير أحب إلى اله . والمحبة من الله : إرادة الخير . فإذا أحب عبده شغله بذكره وطاعته وحفظه من الشيطان واستعمل أعضاءه فى الطاعة وحبب إ ليه سماع القرآن والذكر وكره إليه سماع الغناء وآلات اللهو وصار من الذين قال تعالى : ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامآ ) فإذا سمعوا منهم كلامآ فاحشآ أضربوا عنه وقالوا : قولآ لا يسلمون فيه وحفظ بصره عن المحارم فلا ينظر إلى ما لا يحل له وصار نظره فكر وإعتبار فلا يرى شيئآ من المصنوعات إلا إستدل به على خالقه وقال على - رضى الله عنه - ما رأيت شيئآ إلا ورأيت الله تعالى قبله . ومعنى الإعتبار : العبور بالفكر فى المخلوقات الى قدرة الخالق فيسبح عند ذلك ويقدس ويعظم وتصير حركاته باليدين والرجلين كلها الله تعالى ولا يمشى فيما لا يعينية ولا يفعل بيده شيئآ عبثآ بل تكون حركاته وسكناته لله تعالى فيثاب على ذلك فى حركاته وسكناته وفى سائر أفعاله .
( قوله تعالى : كنت سمعه)
يحتمل كنت الحافظ لسمعه ولبصره ولبطش يده ورجله من الشيطان ويحتمل كنت فى قلبه عند سمعه وبصره وبطشه فإذا ذكرنى كف عن العمل لغيرى .
.
النافلة كلمة بها من الروعة ما بها وتحتوي من المعاني الكثير، ومهما قيل في تفسيرها لغة فإنها على كل حال تتضمن معنى الزيادة؛ وهي تعني في الشرع الزيادة في العبادة على مقدار الفريضة، من جنس تلك الفريضة.
وهنا يجدر التنبيه إلى أن بعض الناس يحسبون أن النوافل محصورة في الصلاة؛ والصواب أن لكل عبادة فروضها ونوافلها؛ فكما أنّ للصلاة نوافلها، فكذلك للزكاة نوافلها، وللصوم نوافله، وللحج نوافله.
ومن عظمة الإسلام أنه أمر على سبيل الوجوب بالحد الأدنى الذي لا بد منه، وهو مقدار الفرض من كل عبادة، ثم شجع على النوافل، وترك الباب مفتوحا للاستزادة منها من غير أن يضع حدا، أو يقدر مقدارا؛ فالباب مفتوح للتسامي، والأجواء طليقة للتحليق؛ فأين الطامحون؟!.
فما أشد غفلة الذي يزهد بالنوافل ويقتصر على الفرائض!.
إنه يزهد بالخير العميم الذي وعد الله عباده الذين يتقربون إليه بالنوافل؛ وينسى أنه لا يخلو من تقصير في واجب، أو وقوع في معصية، وأنه بحاجة إلى هذه النوافل التي تجبر نقصه، قال تعالى: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.
إن في النوافل من المعاني والدلالات العظيمة ما لا يدركه إلا من فتح الله عين بصيرته، وأزاح الران عن قلبه. ولكل نافلة من الأنوار والتجليات ما يطمس بقوته نور الشمس! غير أنه استقر في الأزمان الأخيرة في عقول بعض المسلمين التهاون بالنوافل. فإذا طلبت من أحد هؤلاء أن يصلي ركعتين بعد فرض الظهر مثلا، قال: إنها سنة!. وإذا قلت له: صم يوم عرفة، قال: إنه سنة!.
ويوحي إليك هذا الجواب وأمثاله أن معنى السنة عند هذا المسلم طلب الترك، وليس طلب الفعل، وهذا جهل عظيم بالسنة وحقيقتها ووظائفها، وجهل بما في النوافل من أسرار وفوائد. ومن أهم هذه الأسرار والفوائد:
1- أن النوافل أولا سور منيع، وسياج يحمي الفرائض من تسرب الضعف إليها؛ فمن حافظ على النوافل كان على الفرائض أكثر محافظة، ومن تهاون بها كانت الخطوة التالية إذا تمكن الكسل من المرء أن يفرط بالفرائض، والعياذ بالله.
فالشيطان يشجع المرء أولا على ترك النافلة، محتجا بأنها ليست مفروضة، فإذا نجح في ذلك خطا خطوة أخرى مع العبد الذي انخدع به وخضع لإيحاءاته.
إن أداء النوافل أمارة على أن الفرائض مصونة محمية، والتهاون بها مستبعد، وإن هذا العبد الذي يحرص على أداء النوافل سيكون على أداء الفرائض أشد حرصا.
2- والنوافل جوابر؛ يجبر بها يوم القيامة ما قد يكون في الفرائض من نقص أو خلل غير مبطل. أرأيت الإنسان إذا كسر عضو من أعضائه كيف توضع له الجبيرة ليعود العضو كما كان؟! وكذلك النوافل تعوض النقص وتصلح الخلل؛ فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط أن أبا هريرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟ فإن أتمها كتبت له تامة، وإن كان قد انتقصها قيل: انظروا هل لعبدي من نافلة تكملون بها فريضته؟ ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك".
وبما أن عمل الناس لا يخلو غالبا من خلل ونقص وسهو؛ فإن أداءهم للنوافل يعد جابرا لما يصدر عنهم؛ بل إن بعض أهل العلم والفضل رأى أن هذه الزيادات على الفرائض لا تعد في حقيقتها نوافل إلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن سلوكه وعباداته وأخلاقه قد بلغت الكمال البشري الذي قدره الله له، وهو صلى الله عليه وسلم المعصوم عن الوقوع في المعاصي.
وقد وجدوا لهذا المعنى إشارة في قوله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك}.
ولاحظ كلمة "لك" وكأنها إشارة إلى اقتصار المعنى الحقيقي للنافلة على ما يؤديه صلى الله عليه وسلم من عبادات زائدة على الفرض، أما بحق غيره فهي مكفرات للذنوب، وجوابر للنقص.
3- النوافل دليل العبودية الحقة لله تعالى؛ لأن أي فعل لا بد له من دافع يدفع إليه. ومن المعلوم أن الإنسان يميل بطبعه إلى الراحة، فما الذي يجعل جنبه يتجافى عن مضجعه؟ وما الذي يبعثه من فراشه ليقف في ليل الشتاء البارد متذللا خاشعا بين يدي مولاه؟ إنه الشوق إلى مرضاة الله، والراحة التي يجدها في الركون إليه، وما يمده الله به من الأنوار.
فالنوافل دليل واضح وبرهان ساطع على أن العبد يتذوق حلاوة العبادات ولا يستثقلها، ويدرك أثرها في حياته الدنيا والأخرى.
وما من شك أن من يكثر من نوافل الصلاة مثلا يدلل بفعله هذا على أنه يحس بعذوبة المناجاة، ويفهم معنى الوقوف بين يدي ملك الملوك، ولولا هذا لما أكثر من النوافل وهو يعلم أنها ليست مفروضة، وأنه لن يعذَّب إذا تركها.
4- والنوافل علامة على أن العبد يرغب بالتقرب إلى الله سبحانه ويبتغي الزلفى لديه عز وجل، وهذا ينقله إلى مرتبة رفيعة؛ إنها مرتبة المحبوب. فلا يكفي أن تكون محبا، فكم من محب ليس بمحبوب! والأهم والأرقى أن تكون محبوبا، قال تعالى: {يحبهم ويحبونه}.
وقد جعل الله تعالى النوافل سببا لبلوغ مرتبة المحبوبية؛ ففي الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول تعالى: من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
5- ومن أسرار النوافل أنها باب واسع مفتوح للربح وجني الأجر والثواب من غير حدود وقيود.
ومن العجيب أن بعض الناس لا يشبعون من الربح الدنيوي، ولكنهم ربما زهدوا في الربح الأخروي، غير أن العاقل يعمل لآخرته كأنه يموت غدا، ويتزود لسفر طويل لا بد منه. والنوافل من خير الزاد وأفضل العتاد.
6- ومن أسرار النوافل وفوائدها أنها وسيلة للصلة الدائمة بالله عز وجل، والعيش ساعة فساعة في طاعته وفي كنفه، قال تعالى: {وأقم الصلاة لذكري}.
فهيا إلى الاستزادة من النوافل، عسى أن يزيدنا الله تعالى من رحمته وفضله، والله تعالى أكرم وأعظم على الدوام، وفي الحديث "من تقرب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا...".
.
قال تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران:31] ، وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54] .
1/386 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى قال : من عادى لي ولياً ، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني، أعطيته، ولئن استعاذني، لأعيذ نه )) رواه البخاري (227) .
معنى (( آذنته )) : أعلمته بأني محارب له . وقوله (( استعاذني )) روي بالباء وروي بالنون .
2/387 ـ وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : (( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض )) متفق عليه (228) .
وفي رواية لمسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول : إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء )) (229) .
3/388 ـ وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعث رجلاً على سرية فكان يقرأ لأصحابه قي صلاتهم ، فيختم بـ (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فلما رجعوا ، ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك ؟ )) فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أخبروه أن الله تعالى يحبه )) متفق عليه(230) .
الـشـرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ : باب علامات حب الله تعالى للعبد ، يعني علامة أن الله تعالى يحب العبد ؛ لأن لكل شيء علامة ، ومحبة الله للعبد لها علامة ؛ منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع ؛ كان لله أطوع ، وكان أحب إلى الله تعالى .
واستشهد المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )[آل عمران:31]. يعني إن كنتم صادقين في أنكم تحبون الله فأروني علامة ذلك : اتبعوني يحببكم الله .
وهذه الآية تسمى عند السلف آية الامتحان ، يمتحن بها من ادعى محبة الله فينظر إذا كان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فهذا دليل على صدق دعواه .
وإذا أحب الله ؛ أحبه الله عز وجل ، ولهذا قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) وهذه ثمرة جليلة ؛ أن الله تعالى يحبك ؛ لأن الله تعالى إذا أحبك ؛ نلت بذلك سعادة الدنيا والآخرة .
ثم ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) من عادى لي ولياً : يعني صار عدوا لولي من أوليائي ، فإنني أعلن عليه الحرب ، يكون حرباً لله . الذي يكون عدوا لأحد من أولياء الله فهو حرب لله والعياذ بالله مثل أكل الربا ( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279] .
ولكن من هو ولي الله ؟ ولي الله سبحانه وتعالى في قوله:( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) [يونس: 62 ،63] .
هؤلاء هم أولياء الله ، فمن كان مؤمناً تقياً ؛ كان لله ولياً ، هذه هي الولاية ، وليست الولاية أن يخشوشن الإنسان في لباسه ، أو أن يترهبن أمام الناس ، أو أن يطيل كمه أو أن يخنع رأسه ؛ بل الولاية الإيمان والتقوى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فمن عادى هؤلاء فإنه حرب لله والعياذ بالله .
ثم قال الله عز وجل في الحديث القدسي : (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه )) يعني أحب ما يحب الله الفرائض . فالظهر أحب إلى الله من راتبة الظهر ، والمغرب أحب إلى الله من راتبة المغرب ، والعشاء أحب إلى الله من راتبة العشاء ، والفجر أحب إلى الله من راتبة الفجر ، والصلاة المفروضة أحب إلى الله من قيام الليل ، كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ، والزكاة أحب إلى الله من الصدقة ، وحج الفريضة أحب إلى الله من حج التطوع ، كل ما كان أوجب فهو أحب إلى الله عز وجل .
(( وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه )) وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع ؛ نوافل الصلاة ، نوافل الصدقة ، نوافل الصوم ، نوافل الحج ، وغير ذلك من النوافل .
فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله ، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصره به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سأله ليعطينه ، ولئن استعاذه ليعيذنه .
(( كنت سمعه )) يعني : أنني أسدده في سمعه ، فلا يسمع إلا ما يرضي الله ، (( وبصره )) أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله (( ويده التي يبطش بها )) فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله (( ورجله التي يمشي بها )) فلا يمشي برجله إلا لما يرضي الله عز وجل ، فيكون مسدداً في أقواله وفي أفعاله .
(( ولئن سألني لأعطينه )) هذه من ثمرات النوافل ومحبة الله عز وجل ؛ أنه إذا سأل الله أعطاه ، (( ولئن استعاذني )) يعني استجار بي مما يخاف من شره (( لأعيذنه )) فهذه من علامة محبة الله ؛ أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله ، فإذا سدد دل ذلك على أن الله يحبه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) ( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم ) [الأحزاب: 70 ،71] .
وذكر أيضاً أحاديث أخرى في بيان محبة الله سبحانه وتعالى وأن الله تعالى إذا أحب شخصاً نادى جبريل ، وجبريل أشرف الملائكة ، كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف البشر . (( نادى جبريل إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) فيحبه أهل الأرض .
وإذا أبغض الله أحداً ـ والعياذ بالله ـ نادى جبريل : إني أبغض فلاناً فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض ، والعياذ بالله ؛ فيبغضه أهل الأرض وهذا أيضاً من علامات محبة الله، أن يوضع للإنسان القبول في الأرض، بأن يكون مقبولاً لدى الناس ، محبوباً إليهم ، فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد . نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه .
----------------------
(217) رواه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب حلاوة الإيمان ، رقم ( 16 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب خصال من اتصف بهن حلاوة الإيمان ، رقم ( 43 ) .
(218) رواه البخاري ، كتاب الأذان ، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة ، رقم ( 660 ) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب فضل إخفاء الصدقة ، رقم ( 1031 ) .
(219) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب في فضل الحب في الله ، رقم ( 2566 ) .
(220) رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ، رقم ( 54 ) .
(221) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب في الحب في الله ، رقم ( 2567 ) .
(222) رواه مالك في الموطأ ( 2/ 593 ) .
(223) رواه أبو داود ، كتاب الأدب إخبار الرجل بمحبته إياه ، رقم ( 5124 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، باب ما جاء في إعلام الحب رقم ( 2392 ) .
(224) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب في الانتظار ، رقم ( 1522 ) ، والنسائي ، كتاب السهو ، باب نوع آخر من الدعاء ، رقم ( 1303 ) .
(225) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب إخبار الرجل الرجل بمحبته إياه ، رقم ( 5125 ) .
(226) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه ، رقم ( 3336 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، رقم (2638)
نور اليقين- عضو نشط
- عدد المساهمات : 70
نقاط : 5447
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
الموقع : ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة
اللهم حبب إلينا الإيمان ..
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك .
محب العلماء
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك .
محب العلماء
محب العلماء- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 226
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية