المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
برهان غليون هذا المفكر العربي الباحث في الحداثة ..
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
برهان غليون هذا المفكر العربي الباحث في الحداثة ..
برهان غليون هذا المفكر العربي الباحث في الحداثة ..
برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي وأحد أعلام الفكر العربي، ومن أشد المهتمين بالإنسان والمجتمعات العربية والعقل العربي وحقوق الإنسان والديمقراطية، وعلاقة الدين بالدولة والنهضة والحداثة من خلال الإطارالاجتماعي السياسي، إضافة إلى أنه من أكثر المثقفين العرب دفاعا عن الرؤى والقضايا العربية في الخارج، مع إسهامه الفعال في تنشيط الحوار الفكري العربي الغربي الأوروبي، كما أنه يدعو إلى ضرورة العودة إلى الحداثة الإسلامية، وعدم الاعتماد على الدعم الخارجي لحل الصراع العربي الإسرائيلي، ويبين أن الاندماج الاقتصادي الإقليمي هو السبيل لدخول العرب شركاء أقوياء في عملية السلام.
النشأة والتكوين
ولد برهان غليون في حمص عام 1364هـ/ 1945م بسوريا، تلقى تعليمه في حمص ودمشق، حيث درس الآداب والاجتماع في دمشق، ثم واصل دراساته العليا في باريس، فحصل على درجة الدكتوراة في علم الاجتماع السياسي 1393هـ/ 1974م وعين أستاذا لعلم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر في الفترة 1394-1398هـ/ 1975- 1978م.
لم يكتف غليون بالدكتوراة التي حصل عليها بل حصل على الدكتوراة الثانية في الفلسفة والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى "السوربون" عام 1402هـ/ 1982م، وعين أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة السوربون منذ عام 1410هـ/ 1990م، ثم أستاذا للحضارة والمجتمع العربي أيضا في الجامعة نفسها عام 1414هـ/ 1994م، فرئيسا منتخبا بقسم الدراسات الشرقية المعاصرة في العام نفسه.
بالإضافة إلى مناصبه الأكاديمية تولى أيضا منصب مستشار باليونسكو، كما أنه عضو الهيئة الاستشارية لمجلة "المغرب" والصادرة عن معهد العلوم السياسية ورئاسة مجلس الوزراء الفرنسية.
ومنذ عام 1413هـ/ 1993م تولى غليون رئاسة مركز دراسات الشرق المعاصر بجامعة السوربون بباريس، وهو أيضا مدير أبحاث بمنتدى العالم الثالث، وعضو في الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وعضو الرابطة الفرنسية للدراسات العربية، وهيئة تحرير مجلة الشعوب المتوسطة بباريس، علاوة على عضويته لمجلة "روافد متوسطية" بباريس، وأيضا هو عضو في هيئة تحرير الدراسات الشرقية بباريس.
ويشغل حاليا منصب أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر بجامعة السوربون بباريس.
الهم العربي
يتفرد برهان غليون بنشاط علمي وأكاديمي في ميدان الدراسات العربية والشرق أوسطية، ولقد أتاحت له إقامته الطويلة بباريس منذ خروجه من سوريا في بداية السبعينيات فرصة التعرف على أفكار المغرب العربي؛ ما جعله أحد أهم المتخصصين في شئون العالم العربي في فرنسا والعالم.
ويعد غليون من أكبر المثقفين العرب دفاعا عن القضايا العربية في الغرب، إضافة إلى إسهامه الكبير في تنشيط الحوار الفكري والسياسي بين العالمين العربي والغربي الأوربي والأمريكي، وكان من أهم ثمار هذا الحوار إقامة الندوة السنوية للنقاش حول العلاقات العربية الأمريكية.
كما شارك غليون في العديد من الندوات والمؤتمرات سواء على المستوى العربي أو الدولي، ومن أهمها مؤتمر التنمية الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 3-7-1417هـ/ 14-11-1996م، والمؤتمرات القومية العربية منذ عام 1419هـ/ 1999م حتى الآن، ومنتدى الفكر والحوار بالمغرب بمدينة الرباط في 19-3-1409هـ/ 30-10-1988م.
وأخيرا مشاركته بندوة "التغيير الديمقراطي في بلاد العربية" بالقاهرة والتي نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والمنعقدة في جمادى الأولى 1428هـ/ أواخر مايو 2007م وله العديد من المؤلفات والدراسات والتحليلات السياسية والاجتماعية المنشورة في الجرائد العربية ومجلاتها، علاوة على مثيلاتها الإنجليزية والفرنسية.
بين النهضة والحداثة
قدم برهان غليون العديد من الكتب والدراسات والأبحاث باللغة العربية واللغات الأجنبية يدور أغلبها في فلك قضايا الحداثة في العالم العربي والديمقراطية والنهضة، وتقييم الواقع السياسي العربي، ومعاداة الغرب للإسلام، وظاهرة الطائفية في العالم العربي محاولا من خلال ذلك تشخيص واقع الأمة العربية وتحليل أسباب أزمتها.
ومن أهم مؤلفاته كتاب "اغتيال العقل – محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية"، و"المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات"، و"بيان من أجل الديمقراطية والنهضة"، و"نقد السياسة: الدولة والدين"، و"المحنة العربية، الدولة ضد الأمة"، و"النظام السياسي في الإسلام"، و"نظام الطائفية من الدولة إلى القبلية"، وغيرها من الكتب والمقالات التي تتناول مسائل في علم الاجتماع السياسي.
إلا أن أكثر القضايا التي تصدى برهان غليون لها كانت مسألة الحداثة في العالم العربي،
فقد تناول مفهوم الحداثة من خلال الكشف عن الأزمة العميقة التي تعيشها الحداثة في العالم العربي والتحديات التي تواجهها من قبل القوى المحيطة، والتخبط الذي تشهده المجتمعات،
فما بين تيارين يحاولان تفسير فشل العرب الفعلي في الدخول في الحداثة حاول برهان غليون أن يضع رؤيته الشخصية في أزمة الحداثة، ففي حين يرى التيار الأول أن سبب الأزمة في العالم العربي يرجع إلى تخلينا عن تراثنا وتقاليدنا وحضارتنا، وعدم سعينا إلى ملاءمة الحداثة، الأجنبية، الغربية، مع تراثنا وقيمنا الثقافية، يرى التيار الآخر سبب الإخفاق العربي هو التمسك المفرط بالتراث، أو مقاومة هذا التراث - وبشكل خاص الديني منه، أي الإسلام) - للحداثة.
إلا أن برهان غليون يرجع السبب في إعاقة الحداثة سواء في العالم أو في الدول العربية إلى وهن إستراتيجيات الحداثة ذاتها وعدم اتساقها أو فاعليتها، وعدم قدرتنا على المواجهة، ونوعيات الممارسات التحديثية ذاتها، مؤكدا أن الأصل في الحداثة بناء إستراتيجية حقيقية لتعظيم الاستثمارات الجدية في كافة الميادين، وهو ما كشف عنه في كتابه "اغتيال العقل".
محنة الأمة
حاول برهان غليون أن يقدم تفسيرا اجتماعيا سياسيا جديدا لأصل القطيعة بين المجتمع والدولة في العالم العربي خلافا لجميع الأطروحات التاريخية الإمبريالية لفهم السلطة الاستبدادية أو تلك التي تركز على العوامل الثقافية أو البنية الدينية الموروثة كما عرضه في كتابه "المحنة العربية - الدولة ضد الأمة".
وبتحليله للنظام الاجتماعي العربي الحديث حاول غليون إعادة النظر ومراجعة تاريخنا الحديث والرؤية السائدة حوله، ومعناه العام بنظرة نقدية موضوعية، واستطاع أن يكشف عن الاختلالات التاريخية في تطور النظم العربية على مختلف الأصعدة، واكتشاف مسالك جديدة للنهضة العربية، إضافة إلى تقديم وجهة نظره وتحليله الجديد لأسباب عدم تمكن العالم العربي حتى الآن في القيام بدوره في بناء الأمة وتجنيبها خطر التهميش المستمر والتبعية المتزايدة.
كما حاول تحديد مفهوم وواقع الدولة كما تعرفها شعوب العالم الثالث وخصوصا الشعوب والأنظمة العربية، والإشارة إلى العلاقات العربية الغربية من منظور المصالح الحيوية للطرفين، وبين هذا وذاك قام غليون بنقد كافة الأطروحات التي تشخص الواقع العربي خاصة الغربية منها لافتقادها للدليل العلمي والتاريخ، مؤكدا على أن مستقبل العالم العربي سواء فيما يتعلق بإنجاح خطط التنمية أو ترسخ الهوية الوطنية أو بناء منظومات القيم الأخلاقية والمعنوية يرتبط بتطور فهمنا لمكانة الدولة ووظيفتها وعلاقتها بالمجتمع وبقدرتنا على تأهيل الدولة كأداة حضارية.
أما فيما يتعلق بالمصالح الحيوية التي تؤطر العلاقة بين الدول العربية والغربية فيحددها في أربع مصالح أساسية هي: الأمن والنفط وإسرائيل والتنمية، ويدعو العالم العربي في هذا الإطار إلى ضرورة وجود أمن عربي مستقل أو عمل إجراءات مشتركة للأمن الجماعي، ومناداة الغرب بالكف عن السيطرة الكاملة على منابع النفط وأن يراعي مصالح دول المنطقة وأن يكف عن محاباة إسرائيل واتباع سياسة "المعايير المزدوجة" خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
نبذ الطائفية
ساهم برهان غليون بدوره في تفنيد التحليلات الغربية لواقع العالم العربي والإسلامي في ضوء مفاهيم ورؤى خاصة بالغرب تتهم الإسلام بالرجعية وكراهية الحداثة، متهما الإعلام الغربي بتشويه صورة المسلم والعربي لتبرير سياسة السيطرة على الموارد العربية. كما عبر غليون عن رفضه للطائفية باعتبارها تنتمي إلى مجال السياسة لا إلى مجال الدين والعقيدة، لذا رفض الدولة الطائفية وعدها فوضى سياسية دائمة وحربا أهلية قائمة أو مؤجلة.
علاوة على ذلك فقد كانت هناك العديد من الإسهامات الفكرية والأدبية لبرهان غليون، والتي أثارت نقاشات وجدالات حادة على الساحة الثقافية العربية والدولية والتي تمس القضايا العربية والدولية المعاصرة، منها قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والإرهاب، والعولمة، والإسلام السياسي، والتطور السياسي خاصة في لبنان وسوريا، والتنمية الاقتصادية والتكامل العربي، والشراكة العربية المتوسطية والأوروبية، وقضية الأصالة والمعاصرة، والنظام السياسي في الإسلام، وأمن الخليج وغيرها.
وما زال عطاء برهان غليون الفكري مستمرا يثري مجالات شتى ويمثل ذخيرة للباحثين لدراسة أفكاره وآرائه في علم الاجتماع السياسي.
انتقاء محب العلماء
من موقع أعلام الفكر
برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي وأحد أعلام الفكر العربي، ومن أشد المهتمين بالإنسان والمجتمعات العربية والعقل العربي وحقوق الإنسان والديمقراطية، وعلاقة الدين بالدولة والنهضة والحداثة من خلال الإطارالاجتماعي السياسي، إضافة إلى أنه من أكثر المثقفين العرب دفاعا عن الرؤى والقضايا العربية في الخارج، مع إسهامه الفعال في تنشيط الحوار الفكري العربي الغربي الأوروبي، كما أنه يدعو إلى ضرورة العودة إلى الحداثة الإسلامية، وعدم الاعتماد على الدعم الخارجي لحل الصراع العربي الإسرائيلي، ويبين أن الاندماج الاقتصادي الإقليمي هو السبيل لدخول العرب شركاء أقوياء في عملية السلام.
النشأة والتكوين
ولد برهان غليون في حمص عام 1364هـ/ 1945م بسوريا، تلقى تعليمه في حمص ودمشق، حيث درس الآداب والاجتماع في دمشق، ثم واصل دراساته العليا في باريس، فحصل على درجة الدكتوراة في علم الاجتماع السياسي 1393هـ/ 1974م وعين أستاذا لعلم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر في الفترة 1394-1398هـ/ 1975- 1978م.
لم يكتف غليون بالدكتوراة التي حصل عليها بل حصل على الدكتوراة الثانية في الفلسفة والعلوم الإنسانية من جامعة باريس الأولى "السوربون" عام 1402هـ/ 1982م، وعين أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة السوربون منذ عام 1410هـ/ 1990م، ثم أستاذا للحضارة والمجتمع العربي أيضا في الجامعة نفسها عام 1414هـ/ 1994م، فرئيسا منتخبا بقسم الدراسات الشرقية المعاصرة في العام نفسه.
بالإضافة إلى مناصبه الأكاديمية تولى أيضا منصب مستشار باليونسكو، كما أنه عضو الهيئة الاستشارية لمجلة "المغرب" والصادرة عن معهد العلوم السياسية ورئاسة مجلس الوزراء الفرنسية.
ومنذ عام 1413هـ/ 1993م تولى غليون رئاسة مركز دراسات الشرق المعاصر بجامعة السوربون بباريس، وهو أيضا مدير أبحاث بمنتدى العالم الثالث، وعضو في الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وعضو الرابطة الفرنسية للدراسات العربية، وهيئة تحرير مجلة الشعوب المتوسطة بباريس، علاوة على عضويته لمجلة "روافد متوسطية" بباريس، وأيضا هو عضو في هيئة تحرير الدراسات الشرقية بباريس.
ويشغل حاليا منصب أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر بجامعة السوربون بباريس.
الهم العربي
يتفرد برهان غليون بنشاط علمي وأكاديمي في ميدان الدراسات العربية والشرق أوسطية، ولقد أتاحت له إقامته الطويلة بباريس منذ خروجه من سوريا في بداية السبعينيات فرصة التعرف على أفكار المغرب العربي؛ ما جعله أحد أهم المتخصصين في شئون العالم العربي في فرنسا والعالم.
ويعد غليون من أكبر المثقفين العرب دفاعا عن القضايا العربية في الغرب، إضافة إلى إسهامه الكبير في تنشيط الحوار الفكري والسياسي بين العالمين العربي والغربي الأوربي والأمريكي، وكان من أهم ثمار هذا الحوار إقامة الندوة السنوية للنقاش حول العلاقات العربية الأمريكية.
كما شارك غليون في العديد من الندوات والمؤتمرات سواء على المستوى العربي أو الدولي، ومن أهمها مؤتمر التنمية الاقتصادية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في 3-7-1417هـ/ 14-11-1996م، والمؤتمرات القومية العربية منذ عام 1419هـ/ 1999م حتى الآن، ومنتدى الفكر والحوار بالمغرب بمدينة الرباط في 19-3-1409هـ/ 30-10-1988م.
وأخيرا مشاركته بندوة "التغيير الديمقراطي في بلاد العربية" بالقاهرة والتي نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والمنعقدة في جمادى الأولى 1428هـ/ أواخر مايو 2007م وله العديد من المؤلفات والدراسات والتحليلات السياسية والاجتماعية المنشورة في الجرائد العربية ومجلاتها، علاوة على مثيلاتها الإنجليزية والفرنسية.
بين النهضة والحداثة
قدم برهان غليون العديد من الكتب والدراسات والأبحاث باللغة العربية واللغات الأجنبية يدور أغلبها في فلك قضايا الحداثة في العالم العربي والديمقراطية والنهضة، وتقييم الواقع السياسي العربي، ومعاداة الغرب للإسلام، وظاهرة الطائفية في العالم العربي محاولا من خلال ذلك تشخيص واقع الأمة العربية وتحليل أسباب أزمتها.
ومن أهم مؤلفاته كتاب "اغتيال العقل – محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية"، و"المسألة الطائفية ومشكلة الأقليات"، و"بيان من أجل الديمقراطية والنهضة"، و"نقد السياسة: الدولة والدين"، و"المحنة العربية، الدولة ضد الأمة"، و"النظام السياسي في الإسلام"، و"نظام الطائفية من الدولة إلى القبلية"، وغيرها من الكتب والمقالات التي تتناول مسائل في علم الاجتماع السياسي.
إلا أن أكثر القضايا التي تصدى برهان غليون لها كانت مسألة الحداثة في العالم العربي،
فقد تناول مفهوم الحداثة من خلال الكشف عن الأزمة العميقة التي تعيشها الحداثة في العالم العربي والتحديات التي تواجهها من قبل القوى المحيطة، والتخبط الذي تشهده المجتمعات،
فما بين تيارين يحاولان تفسير فشل العرب الفعلي في الدخول في الحداثة حاول برهان غليون أن يضع رؤيته الشخصية في أزمة الحداثة، ففي حين يرى التيار الأول أن سبب الأزمة في العالم العربي يرجع إلى تخلينا عن تراثنا وتقاليدنا وحضارتنا، وعدم سعينا إلى ملاءمة الحداثة، الأجنبية، الغربية، مع تراثنا وقيمنا الثقافية، يرى التيار الآخر سبب الإخفاق العربي هو التمسك المفرط بالتراث، أو مقاومة هذا التراث - وبشكل خاص الديني منه، أي الإسلام) - للحداثة.
إلا أن برهان غليون يرجع السبب في إعاقة الحداثة سواء في العالم أو في الدول العربية إلى وهن إستراتيجيات الحداثة ذاتها وعدم اتساقها أو فاعليتها، وعدم قدرتنا على المواجهة، ونوعيات الممارسات التحديثية ذاتها، مؤكدا أن الأصل في الحداثة بناء إستراتيجية حقيقية لتعظيم الاستثمارات الجدية في كافة الميادين، وهو ما كشف عنه في كتابه "اغتيال العقل".
محنة الأمة
حاول برهان غليون أن يقدم تفسيرا اجتماعيا سياسيا جديدا لأصل القطيعة بين المجتمع والدولة في العالم العربي خلافا لجميع الأطروحات التاريخية الإمبريالية لفهم السلطة الاستبدادية أو تلك التي تركز على العوامل الثقافية أو البنية الدينية الموروثة كما عرضه في كتابه "المحنة العربية - الدولة ضد الأمة".
وبتحليله للنظام الاجتماعي العربي الحديث حاول غليون إعادة النظر ومراجعة تاريخنا الحديث والرؤية السائدة حوله، ومعناه العام بنظرة نقدية موضوعية، واستطاع أن يكشف عن الاختلالات التاريخية في تطور النظم العربية على مختلف الأصعدة، واكتشاف مسالك جديدة للنهضة العربية، إضافة إلى تقديم وجهة نظره وتحليله الجديد لأسباب عدم تمكن العالم العربي حتى الآن في القيام بدوره في بناء الأمة وتجنيبها خطر التهميش المستمر والتبعية المتزايدة.
كما حاول تحديد مفهوم وواقع الدولة كما تعرفها شعوب العالم الثالث وخصوصا الشعوب والأنظمة العربية، والإشارة إلى العلاقات العربية الغربية من منظور المصالح الحيوية للطرفين، وبين هذا وذاك قام غليون بنقد كافة الأطروحات التي تشخص الواقع العربي خاصة الغربية منها لافتقادها للدليل العلمي والتاريخ، مؤكدا على أن مستقبل العالم العربي سواء فيما يتعلق بإنجاح خطط التنمية أو ترسخ الهوية الوطنية أو بناء منظومات القيم الأخلاقية والمعنوية يرتبط بتطور فهمنا لمكانة الدولة ووظيفتها وعلاقتها بالمجتمع وبقدرتنا على تأهيل الدولة كأداة حضارية.
أما فيما يتعلق بالمصالح الحيوية التي تؤطر العلاقة بين الدول العربية والغربية فيحددها في أربع مصالح أساسية هي: الأمن والنفط وإسرائيل والتنمية، ويدعو العالم العربي في هذا الإطار إلى ضرورة وجود أمن عربي مستقل أو عمل إجراءات مشتركة للأمن الجماعي، ومناداة الغرب بالكف عن السيطرة الكاملة على منابع النفط وأن يراعي مصالح دول المنطقة وأن يكف عن محاباة إسرائيل واتباع سياسة "المعايير المزدوجة" خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
نبذ الطائفية
ساهم برهان غليون بدوره في تفنيد التحليلات الغربية لواقع العالم العربي والإسلامي في ضوء مفاهيم ورؤى خاصة بالغرب تتهم الإسلام بالرجعية وكراهية الحداثة، متهما الإعلام الغربي بتشويه صورة المسلم والعربي لتبرير سياسة السيطرة على الموارد العربية. كما عبر غليون عن رفضه للطائفية باعتبارها تنتمي إلى مجال السياسة لا إلى مجال الدين والعقيدة، لذا رفض الدولة الطائفية وعدها فوضى سياسية دائمة وحربا أهلية قائمة أو مؤجلة.
علاوة على ذلك فقد كانت هناك العديد من الإسهامات الفكرية والأدبية لبرهان غليون، والتي أثارت نقاشات وجدالات حادة على الساحة الثقافية العربية والدولية والتي تمس القضايا العربية والدولية المعاصرة، منها قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والإرهاب، والعولمة، والإسلام السياسي، والتطور السياسي خاصة في لبنان وسوريا، والتنمية الاقتصادية والتكامل العربي، والشراكة العربية المتوسطية والأوروبية، وقضية الأصالة والمعاصرة، والنظام السياسي في الإسلام، وأمن الخليج وغيرها.
وما زال عطاء برهان غليون الفكري مستمرا يثري مجالات شتى ويمثل ذخيرة للباحثين لدراسة أفكاره وآرائه في علم الاجتماع السياسي.
انتقاء محب العلماء
من موقع أعلام الفكر
محب العلماء- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 226
نقاط : 6005
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
رد: برهان غليون هذا المفكر العربي الباحث في الحداثة ..
شكرا لانتقائك هذا الموضوع ، فما أكثر حاجتنا لمعرفة مفكرينا الأجلاء ، خصوصا من هذا النوع الفكري الثقيل .
مواضيع مماثلة
» المفكر العربي شعبوي أم نخبوي؟
» المفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري ينتقل إلى جوار ربه ..
» الحداثة و تأثيرها على الأدب العربي و الإسلامي
» حمل كتاب : دليل الباحث تأليف أحمد حافظ نجم وآخرين
» المفكر محمد أركون .. رحلة الصمت الأبدي ..
» المفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري ينتقل إلى جوار ربه ..
» الحداثة و تأثيرها على الأدب العربي و الإسلامي
» حمل كتاب : دليل الباحث تأليف أحمد حافظ نجم وآخرين
» المفكر محمد أركون .. رحلة الصمت الأبدي ..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية