المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
كلود ليفي ستروس في رحلة الصمت الأبدي...
صفحة 1 من اصل 1
كلود ليفي ستروس في رحلة الصمت الأبدي...
كلود ليفي سترروس في رحلة الصمت الأبدي...
بعد فوكو، بول ريكور، جاك دريدا، لوي ألتوسير، جيل دولوز وغيرهم، فقدت الساحة الفلسفية والأدبية الفرنسية أحد عمالقتها الذين صنعوا الحدث فيها على مدى أكثـر من سبعة عقود بالتمام والكمال، إنه الفيلسوف الأنثروبولوجي كلود ليفي ستروس (1908 ـ 2009) أو شيخ البنيويين كما يلقب، حيث جاء رحيله ليزيد من محنة النشاط الفلسفي الذي بدأ في التشذر والانكسار قياسا بنظيره في ألمانيا مثلا.
مع ذلك، لننطلق من العصر الذهبي للبنيوية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، أين كان ليفي ستروس يمثل نقطة التقاء محورية بين مباحث معرفية متباينة شكلا لكنها تصب في مجملها، إن لم نقل كلها، في خانة البحث عن منهج يجعل من التيمن بالعلم والصرامة العلمية نبراسا يتوجب على مبحث الفلسفة والعلوم الاجتماعية الاقتداء به، وهو ما يفرض بداهة إقلاعها عن أي تأمل نظري أو أي استبطان داخلي، فالعلوم الإنسانية إما أن تكون بنيوية، أي بمعنى علمية نسقية، أو لن تكون على الإطلاق، كما يقول ليفي ستروس في "الأنثرولوجيا البنيوية". على أن ما يهمنا في هذه العجالة ليس استعراض جزئيات أنثروبولوجيا ليفي ستروس والفلسفة الخفية المبثوثة في ثناياها، حيث يمكن للقارئ المتخصص أن يرجع لكتابنا التأسيسي "البنيوية في الفكر الفلسفي المعاصر" (في طبعته الثالثة التي ستصدر عما قريب عن ديوان المطبوعات الجامعية)، لكننا سنحاول رسم صورة إجمالية تجمع شتات مشروعه الضخم الذي نحته على مدى أكثر من سبعة عقود كاملة، حاز خلالها على كل أنواع التقدير والتنويه في موطنه الأصلي فرنسا وفي العالم، فما هي أهم معالم هذه الصورة يا ترى؟
1 ـ لقد جمع ليفي ستروس بين ميزتين أساسيتين قلّما تجتمعان في شخص واحد وهما: التنظير الفلسفي، بما أن تكوينه القاعدي كان تكوينا فلسفيا، والممارسة الأنثروبولوجية في معاقل الشعوب البدائية في البرازيل وغيرها، فكان كتاب "الأنثروبولوجيا البنيوية" خلاصة مباشرة لتنظيراته الفلسفية الأولى وكتاب "البنى الأولية للقرابة" البداية الواعدة لدراساته الأنثروبولوجية الكثيرة الهامة والطريفة.
2 ـ جمع ليفي ستروس أيضا بين العمل الأكاديمي الجامعي، حيث أنه مارس البحث والتدريس في أرقى المؤسسات الأكاديمية الفرنسية والأمريكية والبرازيلية، وفي الوقت ذاته لم يحد مطلقا عن خرجاته الميدانية التجريبية، بكل ما تحمله من مصاعب
وإرهاقات إلى معاقل قبيلتين مشهورتين في البرازيل هما: النامبيكوارا والبورورو.
3 ـ تميز عمل ليفي ستروس بالصبر والأناة وعدم استباق النتائج، بخاصة أنه كان بصدد الولوج إلى إقليم بحث ملغم تختلط فيه الحقيقة بالخيال، ويمتزج فيه العمل بالسحر، ما اضطره في النهاية إلى وضع أطر عقلية بدئية ثابتة تساعده على إدراك المعاني الخفية والملتبسة المحصلة ميدانيا، ما عرضه للنقد الحاد من قبل الأنثروبولوجيين المتخصصين ومن الفلاسفة على حد سواء لجهة أنه بقي في منزلة بين المنزلتين بين الفلسفة والأنثروبولوجيا.
4 ـ من النتائج المركزية لمشروع ليفي ستروس برمته إعادة الاعتبارالتاريخي والأنثروبولوجي والإنساني بعامة للشعوب البدائية، التي كانت تنعت بأنها تلك الشعوب التي لا تاريخ لها ولا منطق لها أيضا، كما يرى عالم الاجتماع الفرنسي ليفي برول، الذي قام بتقسيم الشعوب إلى قسمين كبيرين: شعوب لها منطق وهي الشعوب المتمدنة كما نلحظها حاليا، وشعوب لا منطق لها أو سابقة على المنطق وهي الشعوب البدائية. لكن ليفي ستروس أثبت عبر بحوثه التي ضمنها في "البنى الأولية للقرابة" و"مداريات حزينة و"أسطوريات" أن هذه الشعوب لها تاريخ معين ومعرفة خاصة مبثوثة داخل الأساطير الكثيرة التي تؤلف مخيالها الجمعي، فالأسطورة ليست شيئا خاويا وإنما هي بنية قائمة بذاتها تجسد حقيقة هذه الشعوب اللاشعورية وأحلامها المؤجلة إلى حين، كما أنها تمتلك منطقا حسيا متدرجا يستند إلى البنى الأولية للقرابة التي تقوم بوظيفتها وفق مبدإ الثنائيات الذي توفره الطبيعة بخصوبة.
5 ـ من هنا، فقد نظر إلى هذه النتائج الثورية التي توصل إليها ليفي ستروس على أنها نقد صارم لجهود مراكز البحث الأنثروبولوجية الاستعمارية، التي كانت تصنف كل البشر المخالفين لها، وليس البدائيين فقط، على أنهم أدنى مرتبة من الرجل الأبيض، الممثل الحصري لقيم التمدن والتحضر، ومن ثمة، فإن الوسيلة الوحيدة لبعث هذا التحضر فيهم هو استعمارهم وإخضاعهم لفحوص الضمير التي لا يملك مفاتيحها سوى ذلك الغربي المنطقي والمتحضر.
بيد أنه وبالرغم من أهمية النتائج التي بلغها ليفي ستروس في بحوثه ومؤلفاته فلسفيا وسوسيولوجيا، فإنها لن تأخذ كل أبعادها إلا إذا وضعت داخل السياق العام الذي أنتجت فيه، وهو إطار البنيوية بعامة..
لقد شكلت البنيوية منعطفا معرفيا ـ إبستمولوجيا في غاية الأهمية. ففي مجال الأدب والدراسات النقدية، كانت رواية ألان روب غريبة "المماحي" (Les Gommes) حدا فاصلا بين أنموذج الرواية التاريخية المتمحورة حول شخصية البطل المقدام الذي يختصر الأزمنة والأمكنة في قالب سحري ليصل إلى مبتغاه، وأنموذج الرواية الجديدة، حيث تغلب البنية العامة للأحداث على الوازع الفردي أو الذاتي "للأبطال". ومن ثمة تواصلت بحوث رولان بارت، جيرار جينات، تودوروف وجوليا كريستيفا، وصولا إلى دريدا في رحلته التفكيكية الغريبة، مشكلة فسيفساء معرفية ما تزال أصداؤها تتردد إلى اليوم وإن بصوت خافت. على أنه وبعيدا عن البهرجة الإعلامية التي صاحبت تمدد البنيوية على مساحات أفقية واسعة، يمكننا أن نوجز ما بقي خالدا منها ضمن منظومة الإبداع الكونية فيما يلي:
1 ـ تثمين الأنموذج اللغوي: كانت اللسانيات، أو علم اللغة بعامة، من أهم المجالات التي ثمنتها، حيث استنفدت كل إيجابياتها المنهجية، وعلى رأسها النظر إلى اللغة بما هي موضوع بحث قائم بذاته، يتضمن معانيه الصارمة دونما أدنى تدخل من الخارج، وهذا بالرغم من الاختلافات القائمة بين المدارس اللسانية المختلفة، وتحديدا بين المدارس الأوروبية المنشغلة بمقاربة دوسوسير التي تنظر إلى اللغة بوصفها بنية نسقية أفقية منغلقة على عالمها الخاص، وبين المدارس الأنجلوساكسونية المنهممة بمقاربة أخرى عمادها أن اللغة لا قيمة لها إلا إذا أخذت في بعدها الوظيفي الاجتماعي التواصلي وبخاصة عند فيشمان وسابير.
2 ـ الانفتاح على العلوم الإنسانية: من النتائج المفصلية التي ترتبت عن انتشار البنيوية على الساحة المعرفية المعاصرة ذلك التداخل الذي حدث بين الفلسفة بهرمية عملها التقليدية وبين العلوم الإنسانية، فلقد أدى سعي البنيوية الدؤوب إلى بلوغ الصر امة والانضباط المنهجي إلى توظيف المناهج والمعارف التي حصلتها العلوم الإنسانية في مختلف المجالات. صحيح أن هذه العلوم لم تبلغ بعد ما بلغته العلوم الدقيقة، إلا أنها قطعت أشواطا كبيرة في سبيل ذلك، لأن طبيعة الإنسان ذاته تفرض هذا الفارق، فما كان يهم البنيوية هو أن تظهر نيتها في أنها سائرة على درب العلم والصرامة العلمية.
3 ـ نقد الميتافيزيقا: من أهم أيضا نقد كل البناءات الميتافيزقية التقليدية المجردة، أو ما يسميه دريدا ميتافيزيقا الحضور، ميتافيزيقا تبطن أكثر مما تظهر، وتعقد أكثر مما تبسط، ومن ثمة استبعاد دور الذات في عملية تحصيل المعارف، ذلك أن الميتافيزيقا، وبصرف النظر عن بناءاتها النظرية المنمّقة، لا تملك أجوبة حقيقية عن مشاكل الإنسان الحقيقية، إنها ذلك الوهم المتعالي الذي يفرخ أوهاما أخرى. ثم إن المعرفة المعاصرة، ومشاكل الإنسان المعاصر ككل، هي من التعقيد والتشعب بحيث ليس في مقدور أفق معرفي واحد الإحاطة بها أو تفكيكها، أو حتى أن يصل إزاءها إلى نتائج واضحة، علما أن نقد البنيويين لهذه الميتافيزيقا تم باسم ميتافيزيقا جديدة أكثر تعقيدا، وأكثر شكلانية.
4 ـ تداخل الفلسفي والأدبي: بمقدار ما انفتحت البنيوية على العلوم الاجتماعية والإنسانية، انفتحت في الوقت ذاته على الآداب والدراسات النقدية في مختلف توجهاتها، بل إن أغلب الفلاسفة البنيويين في حقيقة الأمر هم أدباء ونقاد من الطراز الرفيع. ففوكو وبالإضافة إلى أسلوبه الزاخر بكل المحسنات البلاغية، فإن منظومته تتداخل فيها الفكرة الفلسفية العميقة بالأسلوب الجميل، وبخاصة في كتابه العمدة "الكلمات والأشياء" ورولان بارت هو أديب وناقد أدبي يبين عن فكر فلسفي ثاقب، فكتاباته هي غاية في الأناقة اللغوية والعمق الفكري، وكذلك الحال بالنسبة لدريدا وروب غرييه وغريماس وليفي ستروس.
إن البنوية، كتأسيس معرفي ـ منهجي، مازالت متغلغلة في النسيج المعرفي المعاصر بطرق شتى، منها اللغوي، ومنها الفلسفي، ومنها ما هو قائم في مجال العلوم الإنسانية بمعناها الواسع. فما يبقى في النهاية عندما تزول البهرجة والاحتفاليات هو الأفكار والمبادئ.
انتقاع محب العلماء
الخبر الأسبوعي مقال لـ
د. عمر مهيبل
محب العلماء- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 226
نقاط : 6007
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية