" باهروز " .. هل من عودة للتراث ؟

أيها الأستاذ الفاضل لقد أثلج صدري بموضوعك الجميل والرائع حقا، وأنت مشكور عليه بما لاعلم لك به ،و الواقع أن هذه العادة إن لم تضمحل فهي اليوم على وشك من ذلك،و الواقع أننا كنا نؤديها ونسعى إلى ذلك كلما حل عيد الأضحى،بل وكان التحضير لها من قبل العيد أصلا، غير أن ذلك قد ولى، في ظل هذا التحضر المتخلف ، والتقدم التأخر الحاصل اليوم ، ولم نعد نعرف عنها غير تلك الحكايات التى يرويها الكبار للصغار أيام العيد فقط،بل أنها أصبحت لدى البعض وسيلة ترهيب للأبناء لمنعهم من سلوك معين في البيت.
سيدي الفاضل إليك بهذه وأحكم ،ومن يقرأ المقال أيضا مدعو إلى الحكم:في زمن مضى -وليس بالبعيد-كانت من عاداتنا ،وكلما حل خسوف أوكسوف خرجنا نجوب الطرقات و الأزقة مكررين لفظة هي-والله-قمة الشرع وأساسه فيها دعوة للإخلاص ،ومرددينها وبأصوات عالية "شاهدو ياشاهدو لاتموتو كافرين"(الألفاظ ليس بها خطأ ولكنها كما تنطق)، والباحث في القول لا يحتاج إلى شرح ولا تفسير للمعنى المراد،فهو واضح جلي،واليوم لا يحفل بهذه الظاهرة أحد والسبب - على حد علمي - الهوائيات و الأنترنيت ولكل غايته في هذا الأخيرأو ذاك الأول.
أليست هذه عادة متأصلة في الدين ومتجذرة في المجتمع تم إغفالها،أو تناسيها؟ ألا يجدر بنا السعي وراء إحيائها لأنها ترسيخ للعقيدة ،حتى وإن أهمل الجانب الإجتماعي فيها؟أوليست دليلا كافيا على العقيدة الصحيحة والسليمة التى كان عليها آباؤنا وأرادونا عليها ؟

السلام عليكم أولا سيدي المحترم، وبعد أصدقك القول أن الموضوع أثار في شيئا من الأحاسيس الدفينة ، ولم أجد نفسي إلا غائصا فيه دون تردد ولاتفكير,وأجدد لك التحية بخصوصه وبسواه فأنت-دون مديح-و الحق يقال-من أصحاب الفضل علي وعلى غيري في هذا المنتدى .
أدامك الله لرسالتك وكان عونا لك في مهمتك النبيلة حقا ،وشكرا وألف شكر ياأستاذي.

الواقع يا أستاذ عبد الرحمن ، أنني لا أرى أن هذا الحقل المعرفي أقل شأنا من ذاك، بل أومن أن المعرفة تفيد بقدر إمكانات الإنسان، وقدرته على تكييفها والاستفادة منها. هذا حال الأدب الشعبي الغني بفلكلوره وعاداته وتقاليده وأدبه أيضا ، قد تكون بعض العادات أو التقاليد داخلتها الخرافات أو التصرفات المشينة ، لكن المعيب هو الدخيل لا الأصل . وليس أدل على ذلك من حنيننا إلى الماضي في زمن التطور التكنلوجي ، ومن رغبتنا دوما في رؤية تراثنا ينبض بالحياة كما كان في الأيام الخوالي ...

تقبل تحياتي