مسرحية ..الصفر ماينقط شي

نص مسرحي:
يحكي عن هشاشة النخب في مجتمع البداة، عن بوحجحاج (النية )والمسمار المُحْتَار وفكرة المسرحية مأخوذة من عنوانها الثاني (الصفر ما ينقط شي)والتي هي عبارة ترددها إحدى الخالات لابنها،ولما قالها لي أعجبتني مع عدم جلاء معناها،فاعتبرت الصفر رمز الخواء ورمز القوة في نفس الوقت هي الحالة التي يريد أن يوصلها بوحجحاج النية إلى المسمار خريج الجامعة،هذا الخريج الذي هو عبارة عن عملاق جريح لم يجد مكانته الحقيقية في مجتمعه فتوحش،واعتنق الانتهازية والحيرة كخلاص يراه،ورغم أن بوحجحاج الذي لا يقبل أن يتغير ولا أن يخرج من قوقعة (حجحجته) هو الضمانة الوحيدة لإحداث التوازن ،وهو جيل تربى في نعيم ما بعد الاستقلال ولا يستطيع أن يكون قدوة ما لم يعترف بأخطائه،كيف نصل لذلك من خلال النص.
المسرحية قصيرة جدا من فصلين كل فصل به مشهدين
الشخصيات: المسمار وبوحجحاج وحبيبة المسمار النايرة بنت المبروك بوحجة وابنة أخت بوحجحاج وامرأة عجوز معروفة بسلطانة سوق النساء يقال لها (هلالة المتعوسة) والسكلول(ناقل الأخبار لسلطانة السوق) وبعض الشخصيات الثانوية
الزمكان:غير محدد


الفصل الأول:

المشهد الأول
يدخل المسمار ويبدأ في تقليب أشياء وجدها على الطاولة وكأنه يبحث عن شيء ما
(يتأفف ويضرب كفا بكف)
ويقول:
أقدار تتلوها أقدار،وأظل رهن اختيارلا ذنب لي فيه،والسي بوحجحاج يُخِلطُ الأوراق في اللعبة وأنا أدفع الثمن ،وإذا ناقشته يسلقُك بلسانِه،أو يضعك موضوع تندره.

يدخل بوحجحاج تسبقه حمحمة و هوإنسان تظهر عليه ملامح البساطة مشوبة بذكاء لا يظهر للكل ويقول:
أشم رائحة من يلوكني بلسانه، آه صديقي كيف حالك ؟(وهو يفتح أحضانه له)
المسمار يبتعد ويقول:
لست بخير، لست بخير وخصوصا بعد فضيحتك الأخيرة
بوحجحاج:
فضيحتي الأخيرة (متسائلا)
المسمار:
أعرف أنك سَتَتَبَرَّأُ منها،ولكنني وقفتُ على حقيقتك كاملة،الألف لا ينقط شيء،والباء نقطته جلية
بوحجحاج:
يا متخلف انتهى وقت الحروف وظهر وقت الأرقام، عن أي تنقيط تتحدث، انظر إلى نفسك مجرد كائن حالم، لا يملك ثمن قهوته، أنتَ صفرٌ لا ينقط شيء
المسمار:
لا تغير الموضوع رجاء وأخبرني عن صفقة طيور الزينة والكلاب السعيدة أين وثائقها
بوحجحاج:
لقد بعتها واستبدلت الصفقة بواحدة أكثر ربحا
المسمار:
ودون أن تستشيرني؟
بوحجحاج:
وهل بين الأصدقاء ما يفسد للود قضية؟
المسمار:
أمور التجارة تفسد للود آلاف القضايا
بوحجحاج:
ما أردت أن تقوم به هو صفقة خاسرة، والخسارة هي آخر شيء يَنْقُصُنَا
المسمار:
حتى لو كنتُ أنا من يتحمل تبيعاتها
بوحجحاج:
لا يوجد أنا وأنت كلانا واحد نركب سفينة الوجود بحثا عن مرسى وبراح
المسمار:
يا لرومانسياتك السخيفة في زمن النباح،كيف لي أن أعيش حلما لم أخطط له
وحياة يفرضها عليَّ الآخرين، كيف لي أن أُدَندِنُ بِفَنٍ لا أعرف طريقة عزفه.
بوحجحاج:
تعلم يا صديقي فالحياة مدرسة
المسمار:
أرجوك كفى مواعظ وكلمات لن تنقص من الغضب الذي يجتاحني شيئا، كفى أكاذيب وتلاعب بمشاعر الجيل المخدوع من أمثالنا، جيل يرفل في نعيم الهزيمة وجيلكم لا ينظر له بعين الرضا
بوحجحاج:
لستُ أدري فيما غضبك ولما استعجالك، الحياة لا تقدم هدايا مجانية، يجب أن تضحي لتعيش، وتركب الخطر لتنال المراد
المسمار:
بماذا أضحي يا عاشق رنين الكلمات بما لا أملك،أم بعيون خَدَّدَهَا الدمع وأصبحتُ أخفيهما خلف نظارت سود،أم أضحي بشهادتي الجامعية الفاقدة للصلاحية مالم تدخل لحظيرة البغال التي تتملق أصحاب النفوذ، أخبرني بما أضحي ؟، أ أضحي بحب حبيبة مركونة على لائحة الانتظار إلى زمن غير معروف.
بوحجحاج ينظر إليه دون أن يقول كلمة وكأنه مُنْدَهش من استرساله المفاجئ ويواصل المسمار كلامه:
أرجوك قل كلاما غير هذا ودعني أقوم بما علي أن أقوم به حتى وان لم أر صوابه من عدمه
وينسحب من الخشبة ويبقى بوحجحاج واقفا مكانه مُنْبَهِتا


نهاية المشهد الأول
المشهد الثاني:
تدخل النايرة إلى لخشبة المسرح تجد خالها وتسلمه ما كانت تحمله وتقف كمن يبحث عن شيء فيتكلم بوحجحاج
بوحجحاج:
خطيبك غير موجود خرج وكعادته غاضب من لا شيء
النايـــــــرة:
ومتى كان موجودا يا خال، إنه حتى عندما تجالسه تجده يحمل هموم العالم فوق رأسه، آه يا خال ليتني كنت ضمن همومه.
بوحجحاج:
إنك همه الأكبر إلاّ أنه كتوم،ويحتاج للصبر
النايـــــــرة:
لو كان الأمر بيدي لانتظرته العمر كله، ولكن أمي تريد عرسا تفاخر به قريناتها
في مجال المقارنة السخيف عن أي البنات أكثر مهرا
بوحجحاج:
أعرف أختي جيدا لوحوحة ولا تقوم إلاَّ بما تُريد، وهي لا ترضى أن تتفوق عليها شلة الخالات اللاتي زوجن بناتهن بمهر خيالي
النايــــرة:
لذلك أنا منهارة يا خال، وأصبح الحديث عن زواجي يسبب لي الأرق وخصوصا من خطيبي مختار(المسمار) الذي أصبح يلوم الكل ويعتبره مسؤولا عن بطالتِه، لم أعد أفهمه لقد كان عاقلا وبعقله يبلسم جراحي ،وبسعة صدره يهبني قوة على الاستمرار،يدخلني في أعماق الحلم المطارد ويجعلني أقتنصه بسهولة تامة،إنني افتقدت مختار البشوش مختار الساخر من تكالب الآخرين على الدنيا،الآن أصبح رجلا على مشارف الانهيار .
بوحجحاج :
أنتِ تبالغين يا ابنتي هو فقط مرتبك من الوضع وضبابيته
النايــــرة:
أتمنى أن يكون كلامك صحيح
فجأة يدخل على عجل يقابلها ويقول:
آه مرحبا أنتِ هنا (باقتضاب ولا مبالاة)
ويقلب بعض الأوراق ويحمل هاتفا نقالا ثم يضع أذنه على الهاتف ويقول:
ألو غدا صباح تصلك أرواق الصفقة وستكون الأخيرة لأنك شككت في نزاهتي
ويعيد العبارة وهو يخرج
قلتُ لكَ لأنكَ شككتَ في نزاهتي

النايرة تظهر بعض الارتباك وملامحها لا تتخفي غضبا ظاهرة علاماته وتقول لخالها:
أنظر لبرودة صاحبك،هل رأيت إنسانا يستقبل خطيبته بهكذا برود،أتعرف يا خال أودعك الآن لا رغبة في رؤيته وإن عاد قُلْ له أيَّ شيء
وتخرج .....................................
يدخل المسمار من جديد يلتفتُ يمينا أو يسارا ويسأل:
أين تنُّورتْ ؟( الاسم الذي يدللها به)
بوحجحاج:
هذا السؤال وجِّهه لدماغك الفارغ
ويخرج بوحجحاج ويبقى المسمار يكلم نفسه
ماذا فعلت أأكون ارتكبتُ خطأً آخر، سأتصل بها
يسحب هاتفه النقال وهو يقول:
يا لحساسية النساء
ويرفع الهاتف لأذنه
ألو نعم اخبريني ما فعلتُ هذه المرة (يصمت) ويضيف
ومن أخبرك أنني لا أبالي لحضورك
لا، لا توقفي أرجوك عن لومي أنا كلي كلفا بك، ومسألة حبي لك ليست للفرجة
وليست مُسلسلا مكسيكيا سخيفا تغار البطلة فيه من حبيبها لأنه لا يقول لها كلاما حلوا
حسنا،حسنا نعم نلتقي
وينهي المُكالَمَة ويقول:
يا للنساء دائما يجعلون من الحبة قبة


نهاية المشهد الثاني والفصل الأول

الفصل الثاني
المشهد الأول
يظهر المشهد ساحة في السوق وبعض الباعة يعرضون سلعا لا على التعيين وبعض الزبائن يساومون هذه السلع.
تدخل امرأة عجوز وتحاول إظهار علامات الغنج وهي قد بلغت من الكبر مبلغا إنها هلالة المتعوسة ويدخل السكلول بعدها
هلالة المتعوسة:
ما أخبار السوق اليوم ؟
السكلول:
وكلاؤنا بخير إلاّ أن المشاريع الجديدة تظهر لنا منافسين جدد
هلالة المتعوسة:
إنها كائنات من شمع ستذوب بحرارة شمس السوق
السكلول:
لا يقلقني إلا واحد يسمي مشروعه الصفر لا ينقط شيء
هلالة المتعوسة:
ومن يكون هذا
السكلول:
انه رديف بوحجحاج
هلالة المتعوسة:
مدلل الجامعة
السكلول:
هو بعينه
هلالة المتعوسة:
يا صغيري(بسخرية)، الم يعتبر من المهندس وخريج الاقتصاد اللذين أخرجناهما من السوق بأبسط طريقة
السكلول:
ما ابسطها من طريقة ثمن عشاء للموظف في الضرائب و
تواصل هلالة المتعوسة:
مشكلة ضريبية
ويقولان معا :
وكانا هنا وذهبا
ويقهقهان وهما خارجان من الخشبة

يدخل بوحجحاج بعدما خرجا وهو يستعيذ بالله من رؤيتهما قائلا:
خيرا إن شاء الله ،لا يلتقي هذان الرأسان إلا لمصيبة ستحل بالسوق ،وقد ابتعدت عن المشاكل واكتفيت ببيع النعناع الذي أشرف على زراعته بنفسي ،السوق لم يعد صالحا بعدما تعالى صوت المرأة فيه على صوت الرجل
كان يقول ذلك وهو يرتب ربطات نعناع أمامه.
يدخل حينها المسمار ويتجه نحوه ويقول:
كيف حالك يا خالها(يقصد النايرة)
بوحجحاج:
ماهذه التحية ؟
المسمار:
تحية مصاهرة
بوحجحاج:
إذا طلع البدر نُغَنِّي لحسنه
المسمار:
لا أحب نبرة التشاؤم ،أعطني جرعة من تفاؤل كعادتك
بوحجحاج:
توقف عن كل ذلك وأخبرني عن مشروعك الجديد، ما هو؟
المسمار:
هو بسيط في ظاهره ولكنه مفيد للصحة وميدان تجارة مربح
بوحجحاج :
ماهو
المسمار:
صناعة الكيس البديل من ورق الكاغض والحلفاء بدل الأكياس البلاستكية التي تسبب المشاكل قبل وبعد استعمالها ويضمن قدر عشرة مناصب شغل في انطلاقته الأولى ويمكن أن تزيد، ولكن تواجهني بعض الصعوبات المالية فقط
بوحجحاج:
لا عليك سنرى كيف نتدبر الأمر
المسمار:
لكنني فكرت في الذهاب لكبار التجار وأخذت موعدا لمقابلة هلالة المتعوسة
بوحجحاج كان يرتشف كأس الشاي فَشَرِقَ لسماعه اسم متعوسة وقال وهو واقف:
إياك ثم إياك يا ولدي إلا تلك الأفعى لا تدع فحيحها يؤذيك
يقول المسمار:
لكنني أخذتُ منها الموعد وسأذهب إليها وَلْيَكُنْ مَا يَكُونْ

بوحجحاج:
وأكون أخبرتُك بما لدي
ويذهب إليها على رغم تحذيرات بوحجحاج ويجد السكلول ينتظره ويقابله ببسمة ماكرة وبصوت لا يخل من سخرية يرحب به
السكلول:
مرحبا بالأستاذ مختار
المسمار:
اهلا بك
السكلول:
تفضل هلالة بانتظارك
يدخل إلى بهو يجد قاعدة على مكتب وتظهر عدم اهتمامها لحضوره ، منشغلة بأوراق أمامها والسكلول يقترب منها ويهمس في أذنها ترفع رأسها وتظهر أنها متفاجئة قائلة:
مرحبا بولد الغالية،يا سبحان الله وكأنك شقها الثاني
المسمار:
مرحبا خالتي هلالة
يسود صمت صاخب بالاضطراب النفسي لأنّ كلمة خالتي غير مرغوب فيها مع ضحكة مقتولة في مهدها من طرف السكلول
تقول هلالة مُظْهِرَة عدم اكتراثها لصدى الكلمة وهي غير راغبة في الاستماع إليها:
يقولون لي أنك تريد إنشاء مشروع ذكروا له اسما غريبا
المسمار:
الصفر لا ينقط شيئا
هلالة:
والمعنى ؟
المسمار:
معناه أننا من يتحكم في العدد نضعه حيث نشاء إما جهة الربح أم جهة الخسارة
هَلاَّلة:
إن من يُظهر فطنة كهذه لا يحتاج لمساعدة أحد
المسمار:
أيعني هذا أنك لا ترغبين بمساعدتي
هَلاَّلة:
أنا لم أقل، ولكن كنت أفكر بصوت عال ولكن مساعدتي مقرونة بشرط أنْ أكون شريكة في المشروع وبالنصف


المسمار:
أنت بهذا تخرقين البند الأول الذي أقمتُ عليه مشروعي وهو أن أكون الوحيد الذي له الحق في تسيره والتحكم فيه
وتنتفض قائمة وتقول:
وهل تريدني أن ارمي مالي في البحر
المسمار:
سأرهن بيت أمي القديم كضمانة لمالك
تظهر ملامح الفرحة على وجهها،وأثناء ذلك تسمع صوت قادم وكأنه يريد الدخول بقوة
ويظهر بوحجحاج أمام الخشبة
تقف هلالة منتفضة وتقول:
سليمان
بوحجحاج:
نعم سليمان
هلالة:
ها هو التاريخ يعيد نفسه ،ويقف على مسامات الجرح
بوحجحاج:
هو ذاك يا هلالة هو ذاك



نهاية المشهد الأول من الفصل الثاني


المشهد الثاني والأخير

يظهر واقفا أمام المسمار وهلالة تضع يديها على وجهها والسمار لا يفهم شيئا يسأل:
ما هذه الحوارية التي تخفي خلفياتها، لما كل هذا الحزن
هلالة:
هي أعباء من زمن الصمت،زمن الخوف والعقد وعدم مواجهة المكبوت
بوحجحاج:
هي أصوات من الماضي السحيق كنا نأمل أن تدفن ولكن هناك من يصّر على نكأ الجرح
هــــــــلالة:
ولكنك أنت القادم من زمن الصمت،الغارق في ثُبات صبرك المقيت ،تقف بجانب امرأة تزوجت بآخر وتترك من أحبتك حتى الموت
بوحجحاج:
قلتُ لك لا تنكئي الجراح ،وابتعد عن طريقك إلى الأبد
هـــــــــلالة:
ولكنك أنت من اقتحم علي عُزلتي
بوحجحاج:
ذاك لأن رائحة بخورك وصلتني ولم استطع تحمل أذاها ،ذاك لأنك خرقتِ بنود الاتفاق، وأخبرتك أن تبتعدِ عن رائحة الغالية وعن كل ما يمت لها بصلة
هـــــــلالة:
حيَّة وميتة يا سليمان، يا لوفائك هذا هو السر الذي جعلني ارتبط برجل مثلك أنت الوحيد الذي ذرفت أمامه الدموع ،الوحيد الذي رأى هلالة ضعيفة ،وأنت المتسببُ في هذه القسوة التي أنا عليها،تجاهَلْتُك في السوق أنت وزيك البوحجحاجي وشخصيتك الشعبية بائع النعناع،لأنك الوحيد الذي لامس الروح وحرك أنوثتي وأنت الوحيد(وتقولها بنبرة باكية) الذي قتل تلك الأنثى داخلي،والآن تأتي كما كنتُ تأتي دائما على غير موعد،ألن تدعني بسلام
بوحجحاج:
السلام لمن يريد السلام، هيا ياولدي يا مختار أخبرتك أنَّ هذه المرأة تسعى للخراب وبيت أمك القديم سعت إليه منذ ما يقارب ثلاثين سنة قبل أن تولد وتأتي أنت ببساطة تقدمه لها .
تضحك هـَــــــلاَّلَة وتقول:
مختار المغرر به، من عاشق أمه إنه امرأة عظيمة إذ جمعت بين عشقها لرجل مثلك وعشقها لزوجها المخدوع
بوحجحاج صارخا:
اخرصي ولا تلوكي الغالية بلسانك النجس،لا تفعلي ذلك
المسمار:
ماالذي يجري يا بوحجحاج أخبرني
تقول هـــــــلالة:
ألم يخبرك صديق العائلة أنه كان يحب أمك واكتفى بحمايتها بعدما تزوجت
بحجحاج:
قلتُ لك اسكتي ياعجوز الشؤم
المسمار:
ماالذي تقوله هذه الشمطاء
بوحجحاج:
ما تقوله هذه المرأة غير صحيح، والصحيح فيه أنني كنت أحبُّ أمك ولكنها تبين أنها أختي من الرضاعة، تألمنا وقتها ولكن الزمن تكفل بشفاء جراحنا.
هـــــــلالة تضحك:
سأزيد لجارحك ألما آخر إن مسألة أختك من الرضاعة ،والدتي من حبكتها لي وقالت عندما يكتشف أنها أخته أي أمك سيتزوجني ولكنه بقي لصيقا بها،وسعيدة أنا أن أزف لك خسارتك هذه متأخرة
يمسك بها بقبضته حتى تتألم يتقدم منه السكلول فيدفعه فيمسك به المسمار وهو يقول له:
دعها يا خال، على كل حال أنت من ربح أختا بعدما فقد الحبيبة بل ربح أختا وولدا والخاسر الوحيد هي هـــــــلالة لأنها خسرتك حبيبا وخسرت نفسها للأبد
يرخي من قبضته ويدعها تبتعد وتقول:
هلالة التي تقف أمامك هي صنيعتك أنت من حولتها من إنسانة تتدفق أنوثة ورقة إلى امرأة جافة وخردة إنسان لا يعرف عن الطيبة شيئا،داخل صدري لا يوجد إلاّ الحقد والكره ،إنّ صدري تصحرت منه المشاعر،وأنت المتسبب في ذلك
وتَخِرُّ باكية ثم تُتْبعها ضحكة مستدركة على البكاء وتقول:
ولآن أرفض أنَّ يراني الرجال ضعيفة وخصوصا أنت يا بائع النعناع وخصوصا أنت
وتخرج مُتَمَنِعَة والدموع في عينيها
يقف السكلول مستغربا ثم يقول:
أعتقد أنني أسأت للبعض وانجرفت وراء هلالة وما تفعل دون أن أحسب نتيجة مضرة ما تفعل،ولكني لن أتركها وخاصة الآن فهي وحيدة اعتادت على العز ويقدم له كل ما تطلب،ولما منعت عن نيل شيء اعتبرته عدوا وذلك أنت ولكنها طيبة
بوحجحاج:
كل إنسان يحمل نسبة من الطيبة داخله اذهب إليها وعاملها بالتي هي أحسن
ولا تكن تابعا يا صابر فاسمك جميل أحسن من كلمة السكلول
ويخرج بعدما يربط على كتف بوحجحاج ويلتفت هذا الأخير إلى المسمار ويقول :
أرأيت إلى أين أوصلنا عنادك
المسمـــار:
وما كان في وسعي أن افعل
بوحجحاج:
أنت بذلك تُثبت أنك صفر لا ينقط شيئا، ونسيت أنّ الموعد الأخير لعقد قرانك هو اليوم
المسمار:
ألم اتفق معك أن تذهب لتتفاهم مع أختك
بوحجحاج:
ذهبت ولم نتفق،وقالت أنها لا كلام لها إلا عقب المولد وعندها حق فهذه بنتها النايرة ،فهي ليست ككل البنات الأخريات
المسمار:
إن ما تبغيه أخته أنا أعرفه،ولن أسمح لهل ولا للأحد أن يفكر مجرد التفكير في أن كون النايرة لغيري

بوحجحاج:
سنرى أيها العاشق عما سينجلي الغبار

بقلم: مولود فرتوني

انتهى

مزيدا من الابداع والتألق..
مساهمة تستحق التشجيع