محاولة إبداع

!
هكذا تقول الحقيقة..
فعندما تركض وراء ذلك المطلب..وتسعى جاهدا..وتحث الخطى مسرعا مستدركا الوقت لكي تصل إليه، مع علمك التام بالنتيجة المؤلمة(تعبٌ بلا جدوى!)..
ومع هذه النتيجة (الممضة) لا يسئم الإنسان بطبيعته من السير الجاد في طلب الهدف ذاته ألا وهو :(رضــا الــنــاس).
فهناك من يعيش حياته وهدفه المنشود فيها (تحقيق رضا الناس ونيل إعجابهم)، بل وأصبح ذلك الشيء هاجساً لا يفارقه في شتى أنحاء حياته فهو في مظهره يطلب رضا الناس ، وفي عمله يطلب رضا الناس، وفي دخله المادي يطلب رضا الناس، بل وفي جسمه يطلب رضا الناس، وفي سيارته ووو..إلخ.
تستطيع أن تقول أن همه الأكبرهو(رضا الناس)ولا شيء سواه..
بل وصل الأمر ببعضهم أن يقدم رضا الناس على رضا ربه – جل في علاه – عياذاً بالله
ومنهم من يقدم رضاهم على رضا والديه،حتى أنه أصبح يقدم رضا الناس على رضاه عن ذاته!.
فلا أدام الله حياةً كهذه؛ولا جعل أكبر همنا ومبلغ علمنا وغاية قصدنا(طلب رضا الخلق).
فإن من كانت هذه عيشته فموته خيرٌ له من الحياة.
ولا فض فا من قال:( رضا الناس غايةٌ لا تدرك)..
ولكن..
قد يتحجج من هذا حاله ومن شاكله بقول:(لا حياة إلا مع الناس فإذا لم ترضهم فلا تعش معهم)..
فأقول:
نعم..ربما جزء من هذا القول صحيح وهو أن الحياة لا تكون بمعناها الحقيقي إلا مع الناس..أياً كانوا هؤلاء الناس ولكن ليس ضرورياً أن أرضيهم جميعاً، وأكون طالباً حثيثاً لرضاهم فإذا لم يرضوا علي ضاقت علي الأرض بما رحبت..واستحكمت علي الدنيا وأثقلتني الهموم..وأصبحت كالمجنون أمشي منكساً رأسي وأتمتم مع نفسي،لا والله..
بل إن من طلب رضا الله بسخط الناس رضي عليه الله وأرضى عليه الناس، وبالمقابل فإن من طلب رضا الناس بسخط الله فله على الله أن يسخط عليه ويُسخط عليه الناس..
كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأما قولهم:
(فإن لم ترضهم فلا تعش معهم)،فليس لهم عندي ردٌ سوى قصة شيخ الإسلام أحمد بن حنبل..عندما قدم رضى الله على رضا الناس فسُجن وعُذِب فقال:ما يفعل بي أعدائي؟ سجني خلوة..وجنتي في صدري..وبعد كل ذلك أُخرِج ورضي عنه الناس؛لأنه أرضى رب الناس..سبحانه وتعالى.
وأخيراً أقول لمن أفنى حياته في طلب رضاهم:
((استمر في طلبك فوربي إن النتيجة محتومة، والطريق بلا نهايه..وسترى أن(تعبُ بلا جدوى) هي المحطة التي ستنتهي إليها رحلتك))