المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 26 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 26 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
رحيل الأديب والكاتب الشهيرأنيس منصور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رحيل الأديب والكاتب الشهيرأنيس منصور
توفي الاديب والكاتب الصحافي المصري الكبير انيس منصور الجمعة عن 87 عاما بعد اصابته بالتهاب رئوي على ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.
ولد منصور في 18 أوت 1924 وبدأ حياته الصحافية في مؤسسة "أخبار اليوم" قبل ان ينتقل الى مؤسسة "الاهرام".
وكان يحلو له القول "أريد أن أكتب أدبا وفلسفة، فأنا لاأحب العمل الصحافي البحت، فأنا أديب كنت وسأظل أعمل في الصحافه".
عمل في "أخبار اليوم" حتى العام 1976 وتركها ليتولى رئاسة مجلس إدارة "دار المعارف" واصدر بعدها مجلة "الكواكب".
ورئس تحرير العديد من المجلات منها "الجيل" و "آخر ساعة" و"أكتوبر"...
وعمل منصور ايضا مدرسا للفلسفة الحديثة في كلية الآداب في جامعة عين شمس لسنوات.
وكان يكتب في جريدة الأهرام المقال اليومي الأكثر قراءة "مواقف" ويكتب ايضا في صحيفة "الشرق الأوسط".
وكان انيس منصور يتقن عددا من اللغات الاجنبية وقام بترجمة كتب ومسرحيات الى اللغة العربية.
وقد استوحى من رحلاته الكثيرة عبر العالم، فكتب الكثير في أدب الرحلات. ومن كتبه "حول العالم في 200 يوم" و"اليمن ذلك المجهول".
وقد حصل منصور على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية.
عن الشروق أون لاين
رد: رحيل الأديب والكاتب الشهيرأنيس منصور
29 اكتوبر 2011
بقلم: عزمى عبدالوهاب
مات أنيس منصور فى ليلة انشغل فيها العالم بمقتل القذافى وابنه المعتصم، وكأنه اختار "يوم الهول يوم وداع"، وترك لنا السؤال: ما الذى يتبقى من أنيس منصور بعد حياة حافلة وممتدة لما يقارب 78 عاما؟! لقد ألف الكتب وترجمها وكتب فى الأدب والسياسة والرحلات، وصادق الفنانين والكتاب والرؤساء. ولف حول العالم فى 200 يوما، وعاد كاتبا للمقال الأسبوعى والعمود اليومى، هل هذا ما يتبقى من أنيس منصور الصحفى الذى يسعى القارئ لالتهام عموده "مواقف" فى الصفحة الأخيرة من جريدة الأهرام وكأنه - القارئ - يقبل على طبق خفيف فى العشاء قبل أن ينام.
آخر مشهد لأنيس منصور فى الحياة العامة، حين حشد فاروق حسنى - وزير الثقافة الأسبق - وأنس الفقى - وزير الإعلام المسجون حاليا - جماعة من المثقفين للقاء الرئيس السابق مبارك فى قصر العروبة، وخرج الجميع يتحدث عن صحة الرئيس التى على ما يرام، وعن انشغاله بهموم المصريين الفقراء، وبعد ثورة 25 يناير أخذ أنيس منصور يتحدث عن وهم اسمه "الضربة الجوية"، وعن الرئيس الموظف الذى قادته المصادفة إلى حكم مصر.
يظل كتاب "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" من أهم الكتب التى ألفها أنيس منصور، هل لأنه جعلنا نتلصص على العقاد فى بيته ربما، ماذا يتبقى من منصور الذى ألف ما يزيد على 200 كتاب ربما عداؤه لعبدالناصر والحقبة الناصرية، وصداقته الحميمة للسادات، وللإسرائيليين.
وعلى ذكر هؤلاء فقد ظل الوسط الثقافى العربى والمصرى يوجه إصبع الاتهام إلى الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، باعتباره من سمح للإسرائيليين بالمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، للمرة الأولى والأخيرة، لكن الحقيقة هى أن أنيس منصور هو من سعى لدى الرئيس السادات، لاستصدار أمر بالمشاركة الإسرائيلية.
أنيس منصور الذى ولد فى 18 أغسطس 1924 حكاء عظيم بالتأكيد، وفى هذه الحال قد تختلط الحقيقة بالخيال، فهل تصدق مثلا أن عبدالناصر اعترض على اقتران منصور بزوجته، فنقلا عن كتاب إبراهيم عبدالعزيز "رسائل أنيس منصور" كان سبب اعتراض عبدالناصر أنه "لا يجوز لصحفى أن يناسب الضباط الأحرار" هل يتسق هذا الموقف مع ما يقال عن إجبار عبدالناصر لعبدالحكيم عامر على الزواج من الفنانة برلنتى عبدالحميد، بعد أن كان خبر علاقتهما متداولا بين الكثيرين؟
آخر ما أثاره أنيس منصور من زوابع هو ما قاله عن أبناء المنصورة - مسقط رأسه - من أن الفرنسيين كان لهم دور فى تحسين النسل بهذه المدينة، على نحو أغضب الجميع، فطالب البعض بتحطيم تمثاله المقام فى شارع الجلاء، وانبري البعض لتفنيد وجهة نظره، برده إلى التاريخ ووقائعه، التى جهل الكثير منها.
عرفت الأوساط الثقافية أنيس منصور فى أول عهده بالظهور الإعلامى متحدثا عن الفلسفة الوجودية، باعتباره دارسا للفلسفة، لكن أعظم حدث فى علاقته بالقراءة - كما ينقل عنه إبراهيم عبدالعزيز - حين عرف بمجلتى "الثقافة والرسالة" وهو يقول: عن طريق هاتين المجلتين عرفت دنيا الأدب والفكر فى مصر، وارتبطت نهائيا بالثقافة المصرية والعربية وتابعت المؤلفين والقضايا، وأحسست لأول مرة أننى فى الجو المناسب، وأن هذه هى درجة الحرارة التى أستطيع أن أعيش فيها، وأننى رأيت نفسى وعرفت قدراتى ورغباتى هنا، مع هؤلاء وبين هؤلاء ولغة هؤلاء.
وقرأ للعقاد وتوفيق الحكيم وطه حسين وكل أعلام الفكر والأدب فى سن مبكرة، وحين جاء ترتيبه الأول في التوجيهية، كافأته وزارة المعارف بجائزة من الكتب، وبعدها اشترى كتابا من أمهات المراجع وهو "تاريخ الفلسفة اليونانية"، وكما يقول فإن هذا الكتاب أول نواة فى مكتبة أصبحت الآن تضم أكثر من خمسين ألف كتاب بست لغات.
أنيس منصور كما يحكى عن نفسه لم يكن يجيد أى عمل يدوى، يعتمد على من يصنع له الشاى، ويختار له ملابسه، ولا يفعل شيئا سوى القراءة والسفر، ولا يسهر ولا يشرب القهوة ولا يدخن، ولا يرد على التليفون إلا نادرا، الحياة لديه أشبه بالقطار، لا تربطه صلة بأحد من أخوته، هو نفسه يعترف: "لى أكثر من أخت، شقيقات وغير شقيقات، ولا تربطنى بهن أية صلة، لماذا لا أعرف، لكن فى سن صغيرة جدا منعتنى أمى أن تكون لى أية صلة بأحد إلا الذين تختارهم، لم أفكر فى هذا الموضوع بل لم أفكر فى كل تعليمات أمى، وإنما أخذتها قضية مسلمة، هى قالت وأنا يجب أن أفعل".
الأم كانت ابنة عمة رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادى، الذى حاكمته ثورة يوليو بتهمة اغتيال حسن البنا، وكانت تريد لابنها أن يكون وزيرا، لكن عرض الوزارة لم يأته إلا بعد رحيل الأم بخمس سنوات، ورفض الابن العرض الساداتى كما يقول.
أما الأب فكان موظفا كادحا فى تفاتيش أمراء الأسرة العلوية، لا يجد ما يلوذ به إلا الدعاء إزاء ضيق الحال الذى يعانيه، ويبدو أن الصراع النفسى الذى عاشه أنيس منصور بين أبوين على هذه الحال، أسلمه إلى عزلة دائمة لم تفارقه حتى آخر يوم فى حياته.
يقول أنيس منصور: "شعورى بالغربة عميق وقديم، فأنا أجرى وراء أبى من مكان إلى مكان، من بلدة إلى أخرى، وكل شىء يتحرك إلا الأرض والأشجار، وبسبب ذلك أحسست دائما أننى غريب، أننى بعيد، أو يجب أن أكون بعيدا، وألا تكون مسافة صغيرة بينى وبين الناس، وكنت لا أصافح أحدا، لكن نبهونى بشدة أن أمد يدى إلى مصافحة الناس، أى تقصير المسافات، ولمس الناس، والاقتراب والشعور بدفء الإنسانية، لكن هذا السلوك لم يحل لى مشكلتى وهى أننى غريب، وأمى ترى أنه من الواجب أن أكون كذلك لأننى غريب".
علاقة أنيس منصور بأمه شديدة التعقيد، تركت آثارا عميقة فى نفسه، وهو يقول: "أمى لم تكن اجتماعية، وترى فى الحياة الاجتماعية مضيعة للوقت وانتقاصا للحرية، ثم إن أمى خائفة بتكوينها، وسيئة الظن بالناس وبالدنيا، وكانت كل مخاوفها تنصب على وحدى، وترى أننى مختلف عن أخوتى، وأن لديها شعورا قويا بأننى سوف أكون شيئا آخر، أفضل من إخوتى وكل أقاربى".
عمل أنيس منصور بالصحافة فى جريدة "الأساس، وروزاليوسف، والنداء، وأخبار اليوم، والأهرام"، وعمل رئيسا لتحرير "الجيل، وهى، وآخر ساعة"، وكان يكتب عموده "مواقف" بدءا من العام 1961 فى جريدة الأخبار، وعندما أصبح رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف، ورئيسا لتحرير مجلة أكتوبر فى العام 1976 نشر "مواقف" فى جريدة الأهرام، أى أنه ظل يكتب العمود اليومى على مدار أكثر من 74 عاما، وأثناء غزو العراق للكويت كتب حوالى 258 مقالا يوميا عن الحرب، ضاربا بذلك رقما قياسيا لأى كاتب.
يحار المرء كيف حدث هذا التحول فى علاقة أنيس منصور بالكيان الصهيونى، فالرجل الذى كتب مئات المقالات عن إسرائيل، تحت عنوان "اعرف عدوك" ثم جمعها فى ثلاثة كتب هى: "الحائط والدموع، والصابرا: الجيل الجديد فى إسرائيل، ووجع فى قلب إسرائيل" كيف لهذا الرجل أن يكون الصديق الأول للإسرائيليين فى القاهرة، وأن يترك أداء فريضة الحج ليلحق بطائرة السادات المتجهة إلى تل أبيب، فى زيارة صدمت العالم بأسره، إنها التحولات التى تضرب الكتاب من وقت لآخر.
أنيس منصور كاتب العمود المحترف
المصدر: الأهرام العربىبقلم: عزمى عبدالوهاب
مات أنيس منصور فى ليلة انشغل فيها العالم بمقتل القذافى وابنه المعتصم، وكأنه اختار "يوم الهول يوم وداع"، وترك لنا السؤال: ما الذى يتبقى من أنيس منصور بعد حياة حافلة وممتدة لما يقارب 78 عاما؟! لقد ألف الكتب وترجمها وكتب فى الأدب والسياسة والرحلات، وصادق الفنانين والكتاب والرؤساء. ولف حول العالم فى 200 يوما، وعاد كاتبا للمقال الأسبوعى والعمود اليومى، هل هذا ما يتبقى من أنيس منصور الصحفى الذى يسعى القارئ لالتهام عموده "مواقف" فى الصفحة الأخيرة من جريدة الأهرام وكأنه - القارئ - يقبل على طبق خفيف فى العشاء قبل أن ينام.
آخر مشهد لأنيس منصور فى الحياة العامة، حين حشد فاروق حسنى - وزير الثقافة الأسبق - وأنس الفقى - وزير الإعلام المسجون حاليا - جماعة من المثقفين للقاء الرئيس السابق مبارك فى قصر العروبة، وخرج الجميع يتحدث عن صحة الرئيس التى على ما يرام، وعن انشغاله بهموم المصريين الفقراء، وبعد ثورة 25 يناير أخذ أنيس منصور يتحدث عن وهم اسمه "الضربة الجوية"، وعن الرئيس الموظف الذى قادته المصادفة إلى حكم مصر.
يظل كتاب "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" من أهم الكتب التى ألفها أنيس منصور، هل لأنه جعلنا نتلصص على العقاد فى بيته ربما، ماذا يتبقى من منصور الذى ألف ما يزيد على 200 كتاب ربما عداؤه لعبدالناصر والحقبة الناصرية، وصداقته الحميمة للسادات، وللإسرائيليين.
وعلى ذكر هؤلاء فقد ظل الوسط الثقافى العربى والمصرى يوجه إصبع الاتهام إلى الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، باعتباره من سمح للإسرائيليين بالمشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، للمرة الأولى والأخيرة، لكن الحقيقة هى أن أنيس منصور هو من سعى لدى الرئيس السادات، لاستصدار أمر بالمشاركة الإسرائيلية.
أنيس منصور الذى ولد فى 18 أغسطس 1924 حكاء عظيم بالتأكيد، وفى هذه الحال قد تختلط الحقيقة بالخيال، فهل تصدق مثلا أن عبدالناصر اعترض على اقتران منصور بزوجته، فنقلا عن كتاب إبراهيم عبدالعزيز "رسائل أنيس منصور" كان سبب اعتراض عبدالناصر أنه "لا يجوز لصحفى أن يناسب الضباط الأحرار" هل يتسق هذا الموقف مع ما يقال عن إجبار عبدالناصر لعبدالحكيم عامر على الزواج من الفنانة برلنتى عبدالحميد، بعد أن كان خبر علاقتهما متداولا بين الكثيرين؟
آخر ما أثاره أنيس منصور من زوابع هو ما قاله عن أبناء المنصورة - مسقط رأسه - من أن الفرنسيين كان لهم دور فى تحسين النسل بهذه المدينة، على نحو أغضب الجميع، فطالب البعض بتحطيم تمثاله المقام فى شارع الجلاء، وانبري البعض لتفنيد وجهة نظره، برده إلى التاريخ ووقائعه، التى جهل الكثير منها.
عرفت الأوساط الثقافية أنيس منصور فى أول عهده بالظهور الإعلامى متحدثا عن الفلسفة الوجودية، باعتباره دارسا للفلسفة، لكن أعظم حدث فى علاقته بالقراءة - كما ينقل عنه إبراهيم عبدالعزيز - حين عرف بمجلتى "الثقافة والرسالة" وهو يقول: عن طريق هاتين المجلتين عرفت دنيا الأدب والفكر فى مصر، وارتبطت نهائيا بالثقافة المصرية والعربية وتابعت المؤلفين والقضايا، وأحسست لأول مرة أننى فى الجو المناسب، وأن هذه هى درجة الحرارة التى أستطيع أن أعيش فيها، وأننى رأيت نفسى وعرفت قدراتى ورغباتى هنا، مع هؤلاء وبين هؤلاء ولغة هؤلاء.
وقرأ للعقاد وتوفيق الحكيم وطه حسين وكل أعلام الفكر والأدب فى سن مبكرة، وحين جاء ترتيبه الأول في التوجيهية، كافأته وزارة المعارف بجائزة من الكتب، وبعدها اشترى كتابا من أمهات المراجع وهو "تاريخ الفلسفة اليونانية"، وكما يقول فإن هذا الكتاب أول نواة فى مكتبة أصبحت الآن تضم أكثر من خمسين ألف كتاب بست لغات.
أنيس منصور كما يحكى عن نفسه لم يكن يجيد أى عمل يدوى، يعتمد على من يصنع له الشاى، ويختار له ملابسه، ولا يفعل شيئا سوى القراءة والسفر، ولا يسهر ولا يشرب القهوة ولا يدخن، ولا يرد على التليفون إلا نادرا، الحياة لديه أشبه بالقطار، لا تربطه صلة بأحد من أخوته، هو نفسه يعترف: "لى أكثر من أخت، شقيقات وغير شقيقات، ولا تربطنى بهن أية صلة، لماذا لا أعرف، لكن فى سن صغيرة جدا منعتنى أمى أن تكون لى أية صلة بأحد إلا الذين تختارهم، لم أفكر فى هذا الموضوع بل لم أفكر فى كل تعليمات أمى، وإنما أخذتها قضية مسلمة، هى قالت وأنا يجب أن أفعل".
الأم كانت ابنة عمة رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادى، الذى حاكمته ثورة يوليو بتهمة اغتيال حسن البنا، وكانت تريد لابنها أن يكون وزيرا، لكن عرض الوزارة لم يأته إلا بعد رحيل الأم بخمس سنوات، ورفض الابن العرض الساداتى كما يقول.
أما الأب فكان موظفا كادحا فى تفاتيش أمراء الأسرة العلوية، لا يجد ما يلوذ به إلا الدعاء إزاء ضيق الحال الذى يعانيه، ويبدو أن الصراع النفسى الذى عاشه أنيس منصور بين أبوين على هذه الحال، أسلمه إلى عزلة دائمة لم تفارقه حتى آخر يوم فى حياته.
يقول أنيس منصور: "شعورى بالغربة عميق وقديم، فأنا أجرى وراء أبى من مكان إلى مكان، من بلدة إلى أخرى، وكل شىء يتحرك إلا الأرض والأشجار، وبسبب ذلك أحسست دائما أننى غريب، أننى بعيد، أو يجب أن أكون بعيدا، وألا تكون مسافة صغيرة بينى وبين الناس، وكنت لا أصافح أحدا، لكن نبهونى بشدة أن أمد يدى إلى مصافحة الناس، أى تقصير المسافات، ولمس الناس، والاقتراب والشعور بدفء الإنسانية، لكن هذا السلوك لم يحل لى مشكلتى وهى أننى غريب، وأمى ترى أنه من الواجب أن أكون كذلك لأننى غريب".
علاقة أنيس منصور بأمه شديدة التعقيد، تركت آثارا عميقة فى نفسه، وهو يقول: "أمى لم تكن اجتماعية، وترى فى الحياة الاجتماعية مضيعة للوقت وانتقاصا للحرية، ثم إن أمى خائفة بتكوينها، وسيئة الظن بالناس وبالدنيا، وكانت كل مخاوفها تنصب على وحدى، وترى أننى مختلف عن أخوتى، وأن لديها شعورا قويا بأننى سوف أكون شيئا آخر، أفضل من إخوتى وكل أقاربى".
عمل أنيس منصور بالصحافة فى جريدة "الأساس، وروزاليوسف، والنداء، وأخبار اليوم، والأهرام"، وعمل رئيسا لتحرير "الجيل، وهى، وآخر ساعة"، وكان يكتب عموده "مواقف" بدءا من العام 1961 فى جريدة الأخبار، وعندما أصبح رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف، ورئيسا لتحرير مجلة أكتوبر فى العام 1976 نشر "مواقف" فى جريدة الأهرام، أى أنه ظل يكتب العمود اليومى على مدار أكثر من 74 عاما، وأثناء غزو العراق للكويت كتب حوالى 258 مقالا يوميا عن الحرب، ضاربا بذلك رقما قياسيا لأى كاتب.
يحار المرء كيف حدث هذا التحول فى علاقة أنيس منصور بالكيان الصهيونى، فالرجل الذى كتب مئات المقالات عن إسرائيل، تحت عنوان "اعرف عدوك" ثم جمعها فى ثلاثة كتب هى: "الحائط والدموع، والصابرا: الجيل الجديد فى إسرائيل، ووجع فى قلب إسرائيل" كيف لهذا الرجل أن يكون الصديق الأول للإسرائيليين فى القاهرة، وأن يترك أداء فريضة الحج ليلحق بطائرة السادات المتجهة إلى تل أبيب، فى زيارة صدمت العالم بأسره، إنها التحولات التى تضرب الكتاب من وقت لآخر.
حمداوي عبد الرحمان بن قاس- عضو فعال
- عدد المساهمات : 123
نقاط : 5307
تاريخ التسجيل : 02/11/2010
العمر : 55
الموقع : تمنراست-الأهقار
مواضيع مماثلة
» الكاتب الأديب ...والشيطان
» الأديب وثقافة الاتهام
» رحيل صاحب “تاريخ الادب العربي” حنا الفاخوري
» رحيل أنسي الحاج .. رائد قصيدة النثر
» رحيل الدكتور جابر قميحة
» الأديب وثقافة الاتهام
» رحيل صاحب “تاريخ الادب العربي” حنا الفاخوري
» رحيل أنسي الحاج .. رائد قصيدة النثر
» رحيل الدكتور جابر قميحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية