المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 27 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 27 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
مرتاض في حوار مع بلقاسم بن عب الله
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مرتاض في حوار مع بلقاسم بن عب الله
بقلم: بلقاسم بن عبد الله
ويظل الدكتور عبد الملك مرتاض وفيا للبحث العلمي مخلصا لحرقة الكتابة، عبر قرابة نصف قرن، أنتج ما يزيد عن أربعين كتابا في شتى مجالات دنيا الأدب والإبداع. تولى عدة مناصب هامة في الجامعة والإعلام والثقافة، كما أسندت له مهمة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية. نال عدة شهادات تقديرية وفخرية وكرَّمته هيئات علمية وثقافية، عُين سنة1999عضواً في المجمع الثقافي العربي ببيروت، سُجل اسمه في موسوعة لاروس بباريس مصنفاً في النقَّد، كما قُدِّمت وتُقدَّم حول كتاباته النقدية والإبداعية رسائل ماجستير ودكتوراه.
وبعد مصافحة أديبنا الكبير، أجرينا معه مؤخرا حوارا هاما عن جديده الأدبي للموسم الحالي، وعن كتاباته العديدة حول تلمسان الحضارة بأعلامها ورموزها في الأدب والعلم . قبل أن نستمع إلى وجهة نظره في لغة الإبداع ، والجدل الثقافي بين بلدان المغرب و المشرق..
- وكأني بالقراء الأوفياء يرحبون معي بالدكتور عبد الملك مرتاض، قبيل طرح أول سؤال حول مشاريعه الأدبية لهذا الموسم، ليجيب قائلا:
- سعدت بتجديد العهد بك صديقاً عزيزاً وفيّاً، وقد جعلتني أسترجع بعض الذكريات الجميلة التي قضيناها معاً في وهران ومدن أخرى وطنيّة... جديدي تقرّر نشر أربعة أعمال روائيّة عن الثورة الجزائرية بعنوان: رباعية الدم والنار ستصدر عن دار البصائر.. وقد عدت إلى النصوص الروائية القديمة فأعدت قراءتها بالزيادة والتغيير. أمّا ثلاثيّة الجزائر فلعلك قرأت جزءيها الأول والثاني (الملحمة، الطوفان)، أما الجزء الثالث فهو أيضاً يصدر قريبا إن شاء الله عن دار هومة، وعنوانه: الخلاص. وحضّرت ثنائيّة الجحيم (مرايا متشظية، ووادي الظلام) لتنشر قريبا. وسيصدر لي كتاب كبير، وهو السبع المعلقات، ربما في الجزائر وفي الإمارات.. في حين سينشر مختبر السرديات بجامعة قسنطينة كلّ أعمالي السرديّة في أربعة مجلدات، في الأمد القريب، يقترب عدد صفحاتها من أربعة آلاف صفحة..
- وماذا عن موقع الدكتور مرتاض حاليا ضمن الحركية الثقافية الجزائرية، وموقفه من واقعنا الثقافي الراهن. . يجيب قائلا:
- قبل الإجابة، أودّ أن أتقدّم بالشكر الحميم لصديقي الأديب الأستاذ بلقاسم بن عبد اللّه على ما يقدّم للثقافة والأدب في الجزائر منذ أربعين عاماً، فهويعمل كالنحلة، ويشتغل كالنملة، بحيث لا تعرف الراحة إلى نفسه سبيلاً. فقد أنَى لنا أن نُقرَّ له بالفضل كلِّ الفضل، على الثقافة الوطنيّة التي أخلص لها، وأسْهم في ركْبِ مسارها.
وأمّا عن هذا السؤال فكأنّي أستغمِضُه، إذْ لست أنا الذي يحدّد مكانته في «حركيّة الثقافة الجزائريّة»؟ بل على آخرين أن يأتوا ذلك. وأيّاً ما يكنِ الشأنُ، فإنّي ظَلْتُ على امتداد خمسين عاماً أجهد فكري، وأشحذ قلمي، من أجل الإسهام، مع زملائي، في بناء صرح الثقافة الوطنيّة الذي يبدوأنّه مُحتاج إلى مزيدٍ من الجهد والعَناء لكَيْ يُمَرَّدَ ويتعالَى شامخاً.
والحقّ أنّه علينا أن نتّفق على ما ينبغي أن تكون عليه حركيّة الثقافة الوطنيّة: فعلى أيّ الأُسُس تنهض؟ وما ذا كانت إسهاماتُها، وطنيّاً وإنسانيّاً؟ وهل أثمرت في تنوير المجتمع الذي تنتمي إليه، وتَنْبُـَعُ منه؟ وهل كانت، حقّاً، في مستوى الثقافات الإنسانيّة الكبرى باعتمادِها القلَق الوجوديّ، والمساءلة المعرفيّة الظَّمْأَى إلى إدراك كُنْه الكون، وما وراءه، إن استطعْنا. . . ؟ لقد قدّمْنا نصوصاً روائيّة في معظمها نصوص سطحيّة هي من البساطة بمكان، لا تغوص في أعماق الوجود، ولا تخوض في معضلات الإنسان من حيث هوكائن إشكاليّ في أرجاء الأرض، يولَد، فيحيا، فيموت، في سلسلة متّصلة تنتهي أبداً بمأساته، منذ الأزل. كما لم نقدّم إلاّ نصوصاً شعريّة بسيطة أيضاً كثير منها لا يرقَى إلى مستوى الشعريّة الرفيعة التي تُهزْهِزُ الكِيان، وتهدْهِد الوِجدان. ولعلّ أكبرَ معضلة تواجه الشعريّة الجزائريّة المعاصرة ضَحْلُ لغتِها، وتدنّي مستواها الفنّيّ الذي لا يستند إلى خلفيّة فلسفيّة جامحة. . . ، من حيث إنّ الشعرَ هوجمالُ لغةٍ ولعِبٌ بها وشغل عليها، وتمرّد على الأحياء والأشياء. . .
وإنّي أدعو، إلى مراجعة طرائق كتاباتنا، بموضوعيّة أكاديميّة، وبعيداً عن الإديولوجيّات التي ضرّت أدبَنا، في الأعوام السبعين والثمانين من القرن الماضي، حتّى كادتْ تُحِيله إلى خطب وتقارير إعلاميّة، إذ غاب عن بعضها، أوعن كثير منها، الجمال الفنّي الآسر، والقلق المعرفيّ المتمرّد. وعلينا أن نسائل أنفسنا: ما ذا قدّمنا من أجل صقل ثقافة هذا الوطن؟ وهل كانت كتاباتنا في مستوى تطلّع شعبنا الذي لم يزل يَهيم بجلال الحريّة وجمال الحياة؟ وما ذا كان علينا أن نفعل لكي نرقِّيَ أداءنا الثقافيّ، فنبتعدَ عن السطحيّة والبساطة اللتين كثيراً ما تطبَعان كتاباتنا، وننزَع إلى الْتماس السموّ والشموخ؟ وإن كنّا، حقّاً، أدَّينا ما كان علينا أن نؤدِّيَه، إزاءَ مجتمعنا وشعبنا، فهل، بالمقابل، نِلنا شيئاً من حقّنا. . . إنّي أرى أنّ الثقافة، في وطننا، لا تزال مهمَّشَة مستبعَدة من الحياة العامّة في الجزائر، وأنّ الذين يشتغلون بها هم أقلّ تصنيفاً، في هذا التمثّل العامّ، من أيّ شريحة اجتماعيّة أخرى. . . فلا تقديرَ، ولا جوائز، ولا إشراك المثقفين والمفكّرين في مصير الأمّة ومستقبلها، بحيث إذا كانت استشارات عن مصير الأمّة، في هذا العهد أوذاك، فهي لا تلتفت أبداً إلى المثقّفين، وكأنّهم مجرّدُ مشاهدين!. . . أم كان بعض المسؤولين لا يبرحون يرَون أنّ الحكمة تنبع من الأمّيّة، والسدادَ يصدر عن الجهل؟!. .
- كتبتم العديد من الدراسات والمقالات عن تلمسان الثقافة والحضارة. ومع ذلك، غابت مشاركتكم في فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية. كيف؟ ولماذا؟. . هل هوغياب أم تغييب؟. .
- إنّ هذه الأسئلة الثلاثةَ ليس ينبغي أن تُلْقَى عليّ، ولكن يجب أن تلقَى على المسؤولين عن هذه الفعاليات الثقافيّة. ربما عاقبوني لأنّي كنت أوّل جزائريّ يستكشف أنّ الجدار المذكور في سورة الكهف في قصة الخضر وموسى هوجدار تلمسان:
«تلمسانُ: قرية قديمة بالمغرب. ذكروا أنّ القرية التي ذكرَها اللّهُ تعالى في قصّة الخضر وموسى: ﴿فانطلَقَا حتّى إذا أتيَا أهل قريةٍ استطعَما أهلَها فأبَوْا أن يضيِّفُوهُما، فوجَدا فيها جِداراً يريدُ أنْ ينقضَّ فأقامَه﴾. قيل: إنّه كان جداراً عالياً، عريضاً مائلاً، فمسحه الخضر، عليه السلام، بيده فاستقام. وحدّثني بعض المغاربةِ أنه رأى بتلمسانَ مسجداً يقال له: مسجد الجدار، يقصده الناس للزيارة».
(زكرياء بن محمد بن محمود القزويني، [ت. 682 ﻫ] آثار البلاد، وأخبار العباد، 1. 68) (عبد الملك مرتاض، ثلاثية الجزائر، الملحمة، ص. 194).
(«تِلِمْسانُ بكسرتين وسكون الميم وسين مهملة (. . . ). ويكون بتلمسانَ الخيلُ الراشديّة لها فضلٌ على سائر الخيل. وتتخذ النساءُ بها من الصوف أنواعاً من الكنابيش لا توجَد في غيرها (. . . ). ويزعم بعضهم أنّه البلد الذي أقام به الخضر عليه السلام الجدارَ المذكورَ في القرآن. سمعته ممّن رأى هذه المدينةَ».
(ياقوت الحمويّ معجم البلدان، 2. 44: تلمسان). لعلك أن تذكُرَ أنّ زامرَ الحيّ لا يُطرب! وما نصرَ نبيّاً قومُه! فهذا تدبير في سلوك الناس قديم. ومع ذلك، فإنّي أعتقد أنّ بتلمسانَ من الرجالات والعلماء والمثقّفين ما يجعلها في غنى عن أمثالي، فما أنا إلاّ شخص ضئيلٌ. وأيّاً ما يكن الشأن، فإنّي أرجوأن تكون السنة الثقافيّة فأْلاً طيّباً على هذه المدينة التاريخيّة الأزليّة التي نعتزّ بها اعتزازاً عظيماً.
- لكم دَور مشهود في البرنامج التلفزيوني المعروف: «أمير الشعراء. كيف تقيّمون المساهمة الجزائرية في هذا المضمار؟
- أعتقد أنّ إسهامات الشعراء الجزائريّين كانت مشرّفةً إلى حدٍّ مُرْضٍ، وكانت أحسن مرتبةٍ نالها الشعر الجزائريّ في تلك المسابقة الشعريّة العربيّة الشرسة، هي تلك التي نالتْها الشاعرة حنين عمر، فقد شرّفتِ الشعريّة الجزائريّة تشريفاً يُثلج الصدور، ويسرّ النفوس؛ إذْ تصنّفت في الرعيل الأوّل من الشعراء العرب الذين يشاركون في هذه المسابقة بالآلاف!. . . وفي القسم الثاني والأخير من هذا الحوار الجديد، يجيب الدكتور عبد الملك مرتاص عن أسئلتنا المطروحة والمتعلقة بالنخبة في الجزائر، والجدل القائم بين المبدعين بكل من اللغتين العربية والفرنسية، وإشكالية التواصل والتفاعل بين أدب المغرب والمشرق، قبل أن يقدم رأيه الخاص في كيفية التعامل مع اللغة في الإبداع الأدبي. .
.. وقد تتفق معه أو تختلف، ولكنك سرعان ما تعترف بقيمته العلمية والأدبية.. حيث يظل الدكتور عبد الملك مرتاض وفيا للبحث العلمي مخلصا لحرقة الكتابة، عبر قرابة نصف قرن،أنتج ما يزيد عن أربعين كتابا في شتى مجالات دنيا الأدب والنقد والإبداع..
وبعد أن تابعنا في القسم الأول من هذا الحوار الهام جديده الأدبي للموسم الحالي، وحضوره وغيابه عن المشهد الثقافي الجزائري.. نعود إليه لنسأله عن النخبة في الجزائر ومدى التواصل بين الأجيال، ثم نستمع إلى وجهة نظره في كيفية التعامل مع لغة الإبداع، إلى جانب رأيه في الجدل الثقافي بين بلدان المغرب و المشرق..
- أشرتم في حواركم لمجلة العربي في عددها لشهر نوفمبر2009 إلى بذور ظهور ما يسمى بنخبة باللغين العربية والفرنسية في الجزائر، هل هناك تواصل أم انفصال بين الأجيال؟..
- لا أعتقد، أنّ في الجزائر نخبةً ثَقِفَةً حقيقيّة على غِرار ما يوجد في فرنسا، ومصر، ولبنان، مثلاً؛ ولكن توجد مجموعة من الثَّقِفِين المتباعدين، جغرافيّاً وفكريّاً ولغويّاً، وهذا ما يجعل هذا الوضع الثقافيّ في الجزائر شديد الخصوصيّة والتعقيد. ولو قُيّض إنشاءُ مجلّة أدبيّة متخصّصة يتحلَّق من حولها كتّابٌ ومفكّرون معيَّنون لكنّا عَسَيْنا أن ننتظر تكوُّنَ نخبةٍ مفكّرة مبدعة من الطراز الرفيع، فغاية كتّابنا، فيما يبدو لي، -وأرجو أن أكون مخطئاً- أنّهم ينشرون مقالات في الجرائد اليوميّة، هنا وهناك، وهي مقالات بائسة غالباً ما تملؤها الأخطاء المطبعيّة التي تتعرّض لها نصوصهم حين طبْعها، لضعف كفاءة الراقنين، وجهلهم بالعربيّة! ومثل هذا الصنيع الثقافيّ لا يقدّم ولا يؤخّر! وكأنّه ليس حدَثاً! وكذلك أَرَى، ولا أريد أن أحمِلَ الناس على ما أَرى!..
- نعرف عن أدبهم أكثر مما يعرفون عن أدبنا.. كيف تنظرون إلى الجدل الثقافي بين المغرب والمشرق؟..
- تلك مسألة قديمة، أم تريد منّا أن نُعِيدَها جَذَعَةً، بعد أن كنّا تناولْنا هذا الموضع مراراً، كما تقول العرب؟ هُم إلى اليوم، لا يكادون يلتفتون إلينا، وأوّل رأي لهم فينا أنّا لا نعرف العربيّة! غير أنّ هذا الرأي بدأ يتغيّر، فإنّي وأنا مقيم أثناء برنامج مسابقة أمير الشعراء، بالإمارات، كانت تتقدّم إليّ دُورُ نشرٍ راقيَة لأدقّقَ لغة النصوص المؤلَّفة أو المترجمة التي تنشرها. كما قدّمت إليّ مجلّة أحَدَ أعدادِها لأدقّقَ لغته. بل إنّ بعض الكتّاب كانوا يستفتونني في قضايا اللغة والنحو. ومن أطرف ما تعرّضت له في هذا المجال أنّ اثنين من الأدباء اختلفا في حرْفٍ من اللغة، فجاءَ إليّ أحدُهما، ولم يكن مُحِقّاً، يترجّاني، وأنا فقيه اللغة وعالمها كما يزعم هو، لأجدَ له مخرَجاً من اختلافه مع صاحبه، مُلتَمِسَه في النوادر والشوارد من اللغة يُفحم به صاحبَه!
وقد قال لي يوماً (أظنّ ذلك كان في سنة 1989)، وأنا بفندق سبأ بصنعاء الصديق المرحوم الدكتور مصطفى ناصف، وقد كنّا أجرينا ندوة شارك فيها عبد السلام المسدّي من تونس، وإبراهيم عبد الرحمن من مصر، وكاتب هذه الأسطار من الجزائر، وكان منشّطها الصديق الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح.. قال مصطفى ناصف ما معناه، وهو يخاطبني: أتريدون أن تعرفوا الحقيقة؟ إنّ إخوانكم في المشرق يعزّ عليهم أن تواجهوهم بشيء لا يفهمونه! (وكانت الندوة عن الحداثة النقديّة)...
جئت بكلّ هذا ليس لأفتخر بنفسي، ولكنّي سعيد بذلك لأنّي استطعت أن أغيّر من موقف المشارقة إلى المثقفين الجزائريّين...
- تعتمد كتاباتكم الأدبية على مخزون لغوي ثريّ ومتنوع، ترى كيف تتعاملون مع اللغة في إبداعاتكم الأدبية؟..
- أُلْقِيَ علينا هذا السؤال في أكثرَ مِن لقاءٍ أدبيّ، ويبدو أنّ العربيّة ضعُف شأنُها، وسقطت منزلتها، حتّى اغتدى الذي يكتب بلغة عربيّة سليمة، يعُدّه الناس استثناءً في التصنيف، وشذوذاً في التأليف!.. لقد كنت أجبت مراراً عن هذا السؤال بما معناه: إنّي، إلى هذا اليوم، أتعلّم العربيّة، وأدقّق شواردها ونوادرها، وأقُصّ مذاهبَ العرب في استعمالاتها. حتّى زعم الدكتور سليمان عشراتي يوماً أنّي لا أستعمل من مخزوني اللغويّ، حين أكتب إلاّ عشرين في المائة!..
وربما يكون في هذا الرأي شيء من الحقيقية التي هي في اللغة القديمة، ليستْ ما نفهمه من هذا اللفظ في الاستعمال المعاصر..فأنا حين أقرأ، أو أسمع، ألفاظاً مثل «الحقيقة»، والمِنْطقة، والفنّان، والناقد..وسَواءَها كثيرٌ، غالباً ما ينصرف وهْمي إلى معانيها الأولى في العربيّة، وكلّ لفظ يُحيلني، على بيت من الشعر العربيّ القديم، أو مثل سائر أو قول مأثورٍ.. وأودّ أن أُثْقل على القارئ، بأنْ أتوقّف لدى لفظٍ من هذه الألفاظ هنا، وكيف كانت دلالته في العربيّة القديمة، وهو «الحقيقة»؛ فقد كان يُستعمَل هذا اللفظُ في اللغة العربيّة قبل ظهور الإسلام، استعمالاً واسعاً بمعنى ما يَحِقُّ عليك حِفْظُه، فكانت «حقيقة الرجل: ما يَلْزَمُهُ حِفْظُهُ وَمَنْعُه، ويحقّ، عليه الدفاعُ عنه من أهل بيته» (لسان العرب).
فالحقيقة لدى قدماء العرب كانت تعني ما يجب، أو ما يحقّ، عليك حمايتُه ومنْعُه حتّى لا يُؤْذَى؛ أو ما هو حقٌّ لك من الأشياء والممتلكات، ثمّ تُنوسِي هذا المعنى القديم، لهذا اللفظ الجميل، بضَعْف الحميّة الجاهليّة التي لم يبرَح الإسلام يحاربها، واغتدى موقوفاً على معنى الشيء اليقينيّ في التصورّ لدى الفلاسفة، ولدى أهل التصوّف أيضاً.
كما أنّ هناك مئات الألفاظ في العربيّة تُكتب مُرْفُولوجيّاً على نحو واحدٍ، ولكنّها في نطقها مختلفة، وكلّ اختلافِ نُطْقٍ يُحيل على معنىً، فيخلط العوامّ ويعيثون في العربيّة فساداً. ولذلك تراني أشكل كثيراً من الألفاظ من ذلك النوع حتّى لا يذهبَ وهم قارئي إلى غير المعنى الذي قصدت إليه من وراء توظيف اللفظ في الكِتَابِ.وهناك مئات الألفاظ التي جمعناها، وربما سنُقْدم على نشرها مع قضايا لغويّة أخرى...
عن موقع : ديوان العرب
أسير القافية- عضو ممتاز
- عدد المساهمات : 496
نقاط : 5706
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
الموقع : وكن رجـــلاً إن أتــو بعـــــده ** يقــــولـــون مرّ وهــــذا الأثــــر
مواضيع مماثلة
» أ.د/ عبدالله الفَيفي في حوار ساخن:
» حديث ابليس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حوار في شؤون الأدب .. مع د/ الفيفي
» حوار اعجبني ...ما رأيكم فيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» حوار بين الرجل و المرأة .
» حديث ابليس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
» حوار في شؤون الأدب .. مع د/ الفيفي
» حوار اعجبني ...ما رأيكم فيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
» حوار بين الرجل و المرأة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية