الطالب والامتحانات في الجامعة

تشهد الجامعة أيام الامتحانات حركة دؤوبة من أجل تحصيل النقاط المؤهلة للنجاح ، بعضها مشروع و منطقي ، وبعضها ملتو يلعب في غالب الأحيان على حبال العواطف و المعارف و ما إليها من أمور لا تمت إلى النزاهة و المسؤولية في شيء .
ولقد بات من أهم الأمور سوء في منظومتنا الجامعية كما في منظومتنا المدرسية ، تضخيم النقاط ، ومنحها مجانا لطلاب لا يبذلون أدنى جهد خلال السنة . لكنهم يأتون في الفرصة الضائعة ليستعطفوا الأستاذ ، و يمطروه بوابل من الأعذار ، ويحركوا فيه عاطفة الرحمة و الشفقة ، وإن كانت في غير مكانها .

ما يدعو للحيرة حقا هو موقف الطلبة المنتظرين تقرير مصيرهم في سبتمبر من كل عام من الأساتذة .. فالأستاذ الذي يخضع لاستعطافهم المنمق هو الأستاذ الممدوح و المحبوب ، والأستاذ الذي يقيم تحصيلهم العلمي بنزاهة يوصف بالبخيل و المتشدد ،
هذا إذا اعتمدنا أخف الأوصاف .

السؤال الذي يطرح نفسه هو :
إذا كان جنوح الأساتذة إلى العاطفة ، ومساعدة الطلبة في نهاية السنة على النجاح هو المطلوب ، فلم إجراء الامتحانات أصلا ؟ ولم نميز الطالب النجيب عن الطالب المتهاون ؟
وبعد هذا .. هل مساعدة الطالب بتضخيم رصيده من النقاط يصب أصلا في صالح رسالة الجامعة ؟
أسئلة محيرة تحتاج إلى وقفات جادة ومسؤولة لمناقشتها .. لكن قبل ذلك علينا أن نعي جيدا أن كثيرا من العواطف إن لم تود بأصحابها إلى العار ، فهي تودي بالمجتمع لا شك إلى مزيد من التخلف و الانحطاط ...

الطالب والامتحانات في الجامعة 418921