المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
قراءة مفتوحة في قصيدة هياكل الليل للشاعر الضياء عبدالله إيمرزاغ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قراءة مفتوحة في قصيدة هياكل الليل للشاعر الضياء عبدالله إيمرزاغ
قراءةمفتوحة في قصيدة هياكل الليل
إن العملية الإبداعية تتطلب وعيا بجوهر الإبداع من عدة جوانب والعناصر المشكلة للعمل الفني
لذا كان النص المنتج يتسم بكثير من المكنونات القرية التي يقف أمامها المتلقي بصفته عنصر فاعل في عملية إبداع النص لأنه ينطلق من ذات الشاعر بوصفه المرسل ليتجه له بوصفه المرسل إليه . أما النص فهو رسائل تتطلب محورا أو حاملا كي تكتمل عملية الإتصال برجوع الصدى المتوقع من المتلقي إذا تجنبنا كل عوائق الإتصال .
من هنا كانت ضرورة مراجعة وتقويم إنتاج النادي الأدبي ضياء القوافي الذي ما فتئت الصورة الشعرية عنده تتسم بالجرأة و التكثيف من خلال الرموز و الأساطير , لذا تتطلب معرفة و ثقافة من المتلقي حتى يغوص في أبعادها وتكون عملية الإتصال ناجحة . كان من الواجب أعادة قراءة هذا الإنتاج فكانت قصيدة هياكل الليل لعبدالله إيمرزاغ التي أنتجت أثناء تخرجه من التكوين في الكتابة الأدبية باب القصيدة على درجة هامة تستعرض كل ما تعلمه في التكوين على مستوى البناءات الدلالية و العروضية والتركيبية نريد بها تقريب المتلقي من منهج الضياء فهي على درجة قريبة من النجاح.
هياكل الليل تجربة مهمة قام بها الشاعر من خلال ما تعلمه في التكوين تحمل مدلولات ودوال يقف عندها المتلقي غير مرة حتى يجد الحس الشعري المتنامي في هيكل القصيدة.
ينطلق الشاعر من التناظر و التقابل بين فكرتي الليل و النهار حيث يسعى إلى إبراز وجه التناقض بينهما حد التضاد ثم يركب بين المتناقضات في النهاية وهو منهج سليم عرفت به القصيدة الإليوتية , كم كنا نأمل لو تابع الشاعر في نسقه حتى نهاية القصيدة .
فمن عنوان النص الذي شاءه نجد هذا التقابل , فالهياكل : هي جمع هيكل والهيكل هو مكان العبادة مثل هيكل النبي سليمان , والليل هو وقت العبادة و التجلي الإلهي و القيم الروحية فالجمع بينهما يتطلب عنصر ثالثا وهو العابد وهذا كله في اتجاه العنصر الرابع وهو المعبود فمن هذه الرباعية
( مكان العبادة – وقت العبادة – العابد – المعبود) يصير الشاعر في معرض الحديث عن ليل شامل ليس هو ضياع وجودي أو ضياع الزمن بقدر ما هو ضياع القيم الروحية فالليل : من حيث هو أساس الوجود مصدر للقيم الروحية تتجلى فيه كل عملية الخلق الكوني في العرف الصوفي فهذا البعد الصوفي أخفاه الشاعر في بقية القصيدة فمن هنا نفهم الصفات التي أضفاها على هذا الليل منها ليل الصراحة ,ليل الحلم , ليل التقى , إذا كانت الصراحة هي الإعتراف بالحقائق مهما يكون دون تملق أو كتمان أو تزلف , فالليل تتمثل فيه هذه الحقائق المتصلة بالعالم الماورائي و تتجلى فيه عن طريق إلتقاء المسافة بين اليقظة والرؤيا فيما ندعوه بالحلم فالرؤيا تكون في وقت التجلي أي في الليل حيث يكون الإتصال بالعالم الآخر عن طريقها حتى تتحقق في العالم الواقعي . والرؤيا تتطلب شيء متعلق بالروح المتلقية وهي الطهارة و النقاء التي شاء الشاعر أن يعبر عنها بكلمة التقى ’ والتقوى هي مطلب ديني زهدي وصوفي في الدرجة الأولى فمن هنا ندر ك أهمية التوليفات التي أختارها الشاعر ذات الدلالات العميقة بشفرتها المتعددة الموجه للمتلقي منها :
غسق الحنين , سرداب بوح الربابة , عسق الكلام , حكمة الأحرار , ليل يوسف ,منازل الأقمار , ليلة الأقدار , صريم الغيب , ورق الدجى , بدر المحاق ,....الخ .
أما النهار فهو الجهة المقابلة لليل على تضاد واسع يحمله الشاعر صفات بدلالات متفاوتة الشدة و العمق حيث يستوطن الذات , يضيع الحلم بغلظة أنواره الكفيلة بوأد كل القيم الروحية لأن الشاعر يرى النهار مناط بالعقل الموسوم بالعلمية الخادعة هو سبب إلتقاء الأماني الغائبة مع الأيام الأليمة فيما ندعوه العذاب الإنساني بعد أن أدى الثراء العقلي إلى الإفتقار الروحي وهي الفكرة التي تتفتق في اللاوعي الشاعر فأفضى على هذا النهار الصفات بشفراتها الحادة ومنها :
غلظة الأنوار , غيرة الصبح , النهار المستوطن الذات , نقمة الأنوار , النهار المعاتب , النهار الوسواس , خجل الضحى , ......الخ .
نقطة الصراع
يبتدئ الشاعر هذا الصراع بالتقاء الليالي بنهاره حيث يضيق فؤاده برحبه ويحتله غبار الوهم لأن النهار بث الوساوس في دم الأبدار واستوطن ذات الأبرار لينقلنا الشاعر إلى صورة أخرى وهي محاولة ذبح الفضيلة فيسعفه النص القرآني في قصة يوسف عليه السلام من خلال القميص المقدود من دبر , و تلك السنابل التي سكنت القصور تحكي سبع سنوات من القحط المعروفة بسنونو يوسف , إذاً تخرب هذا الليل الذي حاول أن يحيك فيه معابدا حتى تتجلى فيه حكمة الأحرار كيف ؟ يقول الشاعر لقد استوطنتها أوقح الأفكار والسراديب غنت لبوح الربابة حين يشتط في غسق الكلام مداره فليل يوسف ذو المكارم حملت خطاه منازل الأقمار فأصبحت هياكل الليل مفقودة بشوق تنزى في أوتار الحقيقة.
إذاً يجد الشاعر متكأ في قصة يوسف عليه السلام وهو تحول في الخطاب قصد إعطاء الفكرة مشروعية هذه الفكرة التي تلح على وجدان الشاعر وهي إفتقار الروحي رغم الثراء العقلي تضيف إلى مدلول قصة يوسف أبعاد أخرى حيث ليل يوسف يمثل الرؤيا الصادقة , ليل الجب الذي ألقي فيه وكذلك ليل السجن وتفسير الأحلام . فهو ليل مرتبط بالرؤيا التي حملتها له منازل الأقمار .
البناء الشعري
القصيدة كخطاب شعري كثيفة و عامرة تدل على تمكن الشاعر من البناء الشعري حيث استطاع أن يجعل من لغته فضاء دلاليا عميق يخرج باللغة من فضاء علاماتي معجمي إلى خاصية الدلالة و التأويل في بنية معظمها إنزياحية جسدت بعض ما تعلمه الشاعر في التكوين في الكتابة الأدبية. فالنص كفضاء لغوي ينفتح على آفاق دلالية تحمله الذاكرة الشعرية تتعانق فيه الكلمات على خط إيحائي ترميزي غالبا تتخذ فيه الجمل الشعرية المركزة صورا شعرية عميقة تتكاثف مع بعضها لتعطي في النهاية بناء يتسم بالجرأة تحمل الأدوات التالية نذكر منها الصيغ الإستعارية التي تتموقع في السياق متجها إيحائيا للمتلقي منها : بوادر الأنوار – حكمة الأحرار – سرادب بوح الربابة – تنزى الشوق في الأوتار – غسق الكلام – منازل الأقمار – قميص صدق قد من إدبار – فستان المنى – غلظة الأنوار – ليلة الأقدار – دم الأبدار – دكنة الأبرار - بدر المحاق – هاجس الأعمار – أنامل الوهم – كلم النهى – صريم الغيب في الأقمار – دجى الأحرار – أسفار النور – ورق الدجى – غسق الفؤاد – خجل الضحى – توابيت المدى – نقمة الأنوار – موج الدمار – غيرة الصبح المطرز – أطياف الهوى – كف المنون – تنهد الأقدار – إدماء الحنين – ليل يوسف - همس الآثار – عناقيد الأزهار – سبع من الأسرار – هياكل الليل ....إلخ هكذا متراصفة موزعة عروضيا تعطي أفقا دلاليا استعاريا مكونة صور شعرية تفضي بنا إلى عالم الشاعر حتى نلمس رؤياه التي جسدها من خلال الرمز المتمثل في هيكل الليل والنهار أي أعطاء لليل كل القيم الروحية وأعطى للنهار الثراء العقلي من خلال فكرته التي تقول أن الإنسانية تعيش في إفتقار روحي رغم ثراءها العقلي كما يجب أن يكون الليل و النهار يجب أن يكون في البشرية ما هو روحي وما هو عقلي أو نتاجه .
هياكل الليل
أدميت في غسقي حنين دياري
يا نجم مسلكنا أضاعت مساري
إني أسائل كل ليل رابني
بالرسم أو بروائع الأشعار
إني أحاول إن أساير موجه
غطت عليه بوادر الأنوار
فيها هياكل ليلنا سجنت هنا
واستوطنتها أوقح الأفكار
أني أحاول أن أحيك معابدا
فيها تجلت حكمة الأحرار
وسرا دب غنت لبوح ربابتي
يشتط في غسق الكلام مداري
ليل ليوسف زينته مكارم
حملت خطاه منازل الأقمار
سكنت سنابله القصور بأمها
تحكي رؤى سبع من الأسرار
تلقيه في حضن الغنى مترعرعا
وقميص صدق قد من إدبار
فاقت هياكل ليلنا كل الأسى
حتى تنزى الشوق في الأوتار
ليل الصراحة ليل حلم و التقى
كل الليالي تلتقي بنهاري
هذي الأفاق تسائل النبض الذي
في كنه ذاتي في مدى أفكار
حاكت لها الأحلام فستان المنى
أحيت عنا قيدا من الأزهار
ضاق الفؤاد برحبه فإذا الندى
من ضيق رحبي يحتويه غباري
في غلظة الأنوار أطياف الهوى
عادت تجافي ليلة الأقدار
من غيرة الصبح المطرز باللظى
تاهت خطىً من فوق همس أثار
عاد النهار يعانق الوهج الذي
بث الوساوس في دم الأبدار
عاد النهار استوطن الذات التي
زرعت هنا في دكنة الأبرار
عاد النهار وما استكان لهاجس
قد ضاع حلمي في مدى إعصاري
عاندته بدر المحاق هنا دنى
من نز ليلي يجتبي أقداري
قد سلمت كف المنون وشائجي
استجل ليلي هاجس الأعمار
نحرت سواقيه أنامل وهمه
تختال في وهج تعربد ناري
تجتاحها الأهوال في كلم النهى
تخفي صريم الغيب في الأقمار
سبع من الأعوام ساقت ليلة
تنفي أديبا من دجى الأحرار
فالنور في أسفاره ورق الدجى
والجسم من غسق الفؤاد ستاري
يا نجم مسلكنا سألتك هاجساً
في ظل أقوال على إعصاري
وَتَنهد الأقدار في خجل الضحى
تذكي تناغي ليلنا المنهار
بين القوافي في توابيت المدى
سكنت عيوني نقمة الأنوار
عاندتها والبوح خلّ ضياءها
يقتاتها ليل اكتئاب النار
يا نجمنا اليوم النهار معاتبي
يستفني من فوق موج دماري
الشاعر : إيـمــرزاغ عبدالله
إن العملية الإبداعية تتطلب وعيا بجوهر الإبداع من عدة جوانب والعناصر المشكلة للعمل الفني
لذا كان النص المنتج يتسم بكثير من المكنونات القرية التي يقف أمامها المتلقي بصفته عنصر فاعل في عملية إبداع النص لأنه ينطلق من ذات الشاعر بوصفه المرسل ليتجه له بوصفه المرسل إليه . أما النص فهو رسائل تتطلب محورا أو حاملا كي تكتمل عملية الإتصال برجوع الصدى المتوقع من المتلقي إذا تجنبنا كل عوائق الإتصال .
من هنا كانت ضرورة مراجعة وتقويم إنتاج النادي الأدبي ضياء القوافي الذي ما فتئت الصورة الشعرية عنده تتسم بالجرأة و التكثيف من خلال الرموز و الأساطير , لذا تتطلب معرفة و ثقافة من المتلقي حتى يغوص في أبعادها وتكون عملية الإتصال ناجحة . كان من الواجب أعادة قراءة هذا الإنتاج فكانت قصيدة هياكل الليل لعبدالله إيمرزاغ التي أنتجت أثناء تخرجه من التكوين في الكتابة الأدبية باب القصيدة على درجة هامة تستعرض كل ما تعلمه في التكوين على مستوى البناءات الدلالية و العروضية والتركيبية نريد بها تقريب المتلقي من منهج الضياء فهي على درجة قريبة من النجاح.
هياكل الليل تجربة مهمة قام بها الشاعر من خلال ما تعلمه في التكوين تحمل مدلولات ودوال يقف عندها المتلقي غير مرة حتى يجد الحس الشعري المتنامي في هيكل القصيدة.
ينطلق الشاعر من التناظر و التقابل بين فكرتي الليل و النهار حيث يسعى إلى إبراز وجه التناقض بينهما حد التضاد ثم يركب بين المتناقضات في النهاية وهو منهج سليم عرفت به القصيدة الإليوتية , كم كنا نأمل لو تابع الشاعر في نسقه حتى نهاية القصيدة .
فمن عنوان النص الذي شاءه نجد هذا التقابل , فالهياكل : هي جمع هيكل والهيكل هو مكان العبادة مثل هيكل النبي سليمان , والليل هو وقت العبادة و التجلي الإلهي و القيم الروحية فالجمع بينهما يتطلب عنصر ثالثا وهو العابد وهذا كله في اتجاه العنصر الرابع وهو المعبود فمن هذه الرباعية
( مكان العبادة – وقت العبادة – العابد – المعبود) يصير الشاعر في معرض الحديث عن ليل شامل ليس هو ضياع وجودي أو ضياع الزمن بقدر ما هو ضياع القيم الروحية فالليل : من حيث هو أساس الوجود مصدر للقيم الروحية تتجلى فيه كل عملية الخلق الكوني في العرف الصوفي فهذا البعد الصوفي أخفاه الشاعر في بقية القصيدة فمن هنا نفهم الصفات التي أضفاها على هذا الليل منها ليل الصراحة ,ليل الحلم , ليل التقى , إذا كانت الصراحة هي الإعتراف بالحقائق مهما يكون دون تملق أو كتمان أو تزلف , فالليل تتمثل فيه هذه الحقائق المتصلة بالعالم الماورائي و تتجلى فيه عن طريق إلتقاء المسافة بين اليقظة والرؤيا فيما ندعوه بالحلم فالرؤيا تكون في وقت التجلي أي في الليل حيث يكون الإتصال بالعالم الآخر عن طريقها حتى تتحقق في العالم الواقعي . والرؤيا تتطلب شيء متعلق بالروح المتلقية وهي الطهارة و النقاء التي شاء الشاعر أن يعبر عنها بكلمة التقى ’ والتقوى هي مطلب ديني زهدي وصوفي في الدرجة الأولى فمن هنا ندر ك أهمية التوليفات التي أختارها الشاعر ذات الدلالات العميقة بشفرتها المتعددة الموجه للمتلقي منها :
غسق الحنين , سرداب بوح الربابة , عسق الكلام , حكمة الأحرار , ليل يوسف ,منازل الأقمار , ليلة الأقدار , صريم الغيب , ورق الدجى , بدر المحاق ,....الخ .
أما النهار فهو الجهة المقابلة لليل على تضاد واسع يحمله الشاعر صفات بدلالات متفاوتة الشدة و العمق حيث يستوطن الذات , يضيع الحلم بغلظة أنواره الكفيلة بوأد كل القيم الروحية لأن الشاعر يرى النهار مناط بالعقل الموسوم بالعلمية الخادعة هو سبب إلتقاء الأماني الغائبة مع الأيام الأليمة فيما ندعوه العذاب الإنساني بعد أن أدى الثراء العقلي إلى الإفتقار الروحي وهي الفكرة التي تتفتق في اللاوعي الشاعر فأفضى على هذا النهار الصفات بشفراتها الحادة ومنها :
غلظة الأنوار , غيرة الصبح , النهار المستوطن الذات , نقمة الأنوار , النهار المعاتب , النهار الوسواس , خجل الضحى , ......الخ .
نقطة الصراع
يبتدئ الشاعر هذا الصراع بالتقاء الليالي بنهاره حيث يضيق فؤاده برحبه ويحتله غبار الوهم لأن النهار بث الوساوس في دم الأبدار واستوطن ذات الأبرار لينقلنا الشاعر إلى صورة أخرى وهي محاولة ذبح الفضيلة فيسعفه النص القرآني في قصة يوسف عليه السلام من خلال القميص المقدود من دبر , و تلك السنابل التي سكنت القصور تحكي سبع سنوات من القحط المعروفة بسنونو يوسف , إذاً تخرب هذا الليل الذي حاول أن يحيك فيه معابدا حتى تتجلى فيه حكمة الأحرار كيف ؟ يقول الشاعر لقد استوطنتها أوقح الأفكار والسراديب غنت لبوح الربابة حين يشتط في غسق الكلام مداره فليل يوسف ذو المكارم حملت خطاه منازل الأقمار فأصبحت هياكل الليل مفقودة بشوق تنزى في أوتار الحقيقة.
إذاً يجد الشاعر متكأ في قصة يوسف عليه السلام وهو تحول في الخطاب قصد إعطاء الفكرة مشروعية هذه الفكرة التي تلح على وجدان الشاعر وهي إفتقار الروحي رغم الثراء العقلي تضيف إلى مدلول قصة يوسف أبعاد أخرى حيث ليل يوسف يمثل الرؤيا الصادقة , ليل الجب الذي ألقي فيه وكذلك ليل السجن وتفسير الأحلام . فهو ليل مرتبط بالرؤيا التي حملتها له منازل الأقمار .
البناء الشعري
القصيدة كخطاب شعري كثيفة و عامرة تدل على تمكن الشاعر من البناء الشعري حيث استطاع أن يجعل من لغته فضاء دلاليا عميق يخرج باللغة من فضاء علاماتي معجمي إلى خاصية الدلالة و التأويل في بنية معظمها إنزياحية جسدت بعض ما تعلمه الشاعر في التكوين في الكتابة الأدبية. فالنص كفضاء لغوي ينفتح على آفاق دلالية تحمله الذاكرة الشعرية تتعانق فيه الكلمات على خط إيحائي ترميزي غالبا تتخذ فيه الجمل الشعرية المركزة صورا شعرية عميقة تتكاثف مع بعضها لتعطي في النهاية بناء يتسم بالجرأة تحمل الأدوات التالية نذكر منها الصيغ الإستعارية التي تتموقع في السياق متجها إيحائيا للمتلقي منها : بوادر الأنوار – حكمة الأحرار – سرادب بوح الربابة – تنزى الشوق في الأوتار – غسق الكلام – منازل الأقمار – قميص صدق قد من إدبار – فستان المنى – غلظة الأنوار – ليلة الأقدار – دم الأبدار – دكنة الأبرار - بدر المحاق – هاجس الأعمار – أنامل الوهم – كلم النهى – صريم الغيب في الأقمار – دجى الأحرار – أسفار النور – ورق الدجى – غسق الفؤاد – خجل الضحى – توابيت المدى – نقمة الأنوار – موج الدمار – غيرة الصبح المطرز – أطياف الهوى – كف المنون – تنهد الأقدار – إدماء الحنين – ليل يوسف - همس الآثار – عناقيد الأزهار – سبع من الأسرار – هياكل الليل ....إلخ هكذا متراصفة موزعة عروضيا تعطي أفقا دلاليا استعاريا مكونة صور شعرية تفضي بنا إلى عالم الشاعر حتى نلمس رؤياه التي جسدها من خلال الرمز المتمثل في هيكل الليل والنهار أي أعطاء لليل كل القيم الروحية وأعطى للنهار الثراء العقلي من خلال فكرته التي تقول أن الإنسانية تعيش في إفتقار روحي رغم ثراءها العقلي كما يجب أن يكون الليل و النهار يجب أن يكون في البشرية ما هو روحي وما هو عقلي أو نتاجه .
هياكل الليل
أدميت في غسقي حنين دياري
يا نجم مسلكنا أضاعت مساري
إني أسائل كل ليل رابني
بالرسم أو بروائع الأشعار
إني أحاول إن أساير موجه
غطت عليه بوادر الأنوار
فيها هياكل ليلنا سجنت هنا
واستوطنتها أوقح الأفكار
أني أحاول أن أحيك معابدا
فيها تجلت حكمة الأحرار
وسرا دب غنت لبوح ربابتي
يشتط في غسق الكلام مداري
ليل ليوسف زينته مكارم
حملت خطاه منازل الأقمار
سكنت سنابله القصور بأمها
تحكي رؤى سبع من الأسرار
تلقيه في حضن الغنى مترعرعا
وقميص صدق قد من إدبار
فاقت هياكل ليلنا كل الأسى
حتى تنزى الشوق في الأوتار
ليل الصراحة ليل حلم و التقى
كل الليالي تلتقي بنهاري
هذي الأفاق تسائل النبض الذي
في كنه ذاتي في مدى أفكار
حاكت لها الأحلام فستان المنى
أحيت عنا قيدا من الأزهار
ضاق الفؤاد برحبه فإذا الندى
من ضيق رحبي يحتويه غباري
في غلظة الأنوار أطياف الهوى
عادت تجافي ليلة الأقدار
من غيرة الصبح المطرز باللظى
تاهت خطىً من فوق همس أثار
عاد النهار يعانق الوهج الذي
بث الوساوس في دم الأبدار
عاد النهار استوطن الذات التي
زرعت هنا في دكنة الأبرار
عاد النهار وما استكان لهاجس
قد ضاع حلمي في مدى إعصاري
عاندته بدر المحاق هنا دنى
من نز ليلي يجتبي أقداري
قد سلمت كف المنون وشائجي
استجل ليلي هاجس الأعمار
نحرت سواقيه أنامل وهمه
تختال في وهج تعربد ناري
تجتاحها الأهوال في كلم النهى
تخفي صريم الغيب في الأقمار
سبع من الأعوام ساقت ليلة
تنفي أديبا من دجى الأحرار
فالنور في أسفاره ورق الدجى
والجسم من غسق الفؤاد ستاري
يا نجم مسلكنا سألتك هاجساً
في ظل أقوال على إعصاري
وَتَنهد الأقدار في خجل الضحى
تذكي تناغي ليلنا المنهار
بين القوافي في توابيت المدى
سكنت عيوني نقمة الأنوار
عاندتها والبوح خلّ ضياءها
يقتاتها ليل اكتئاب النار
يا نجمنا اليوم النهار معاتبي
يستفني من فوق موج دماري
الشاعر : إيـمــرزاغ عبدالله
بالنوي مبروك- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 35
نقاط : 5422
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
العمر : 52
الموقع : ritamabrouk@gmail.com
رد: قراءة مفتوحة في قصيدة هياكل الليل للشاعر الضياء عبدالله إيمرزاغ
ركزت في قراءتك الشعرية على الحمولة الدلالية للغة ، وحسنا فعلت ، لأن انزياح اللغة أهم عامل في صناعة الشاعرية ..
مواضيع مماثلة
» قراءة في قصيدة “القدس ” للشاعر تميم البرغوثي
» قراءة في قصيدة تميم البرغوثي
» قصيدة للشاعر الدكتور : عبد الله الفيفي
» قراءة في قصيدة من الشعر المغربي القديم
» قصيدة للشاعر الهندي الشهير: رابندرانات طاغور:
» قراءة في قصيدة تميم البرغوثي
» قصيدة للشاعر الدكتور : عبد الله الفيفي
» قراءة في قصيدة من الشعر المغربي القديم
» قصيدة للشاعر الهندي الشهير: رابندرانات طاغور:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية