المواضيع الأخيرة
بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مدير المنتدى | ||||
أسير القافية | ||||
ونشريس | ||||
محب العلماء | ||||
هويدا | ||||
حمداوي عبد الرحمان بن قاس | ||||
شوقي نذير | ||||
الأصيل | ||||
تحيا الجزائر | ||||
عبدالله بن حامو |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 53 بتاريخ الأحد 14 أبريل 2019, 17:47
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1352 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو روفي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 3419 مساهمة في هذا المنتدى في 1524 موضوع
مسرحية ( بين العلم والجهل )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مسرحية ( بين العلم والجهل )
ـ المشهد 1 :
يُرفع الستار فإذا تلميذان أمام باب الثانوية واقفان يتحاوران ؛ ومئزر أحدهما مزركش بعبارات ورموز لا يفقه حقيقتها ، يضعه فوق كتفه والآخر كذلك يحيط مئزره بخصره ، فقال أحدهما للآخر :
ـ إنها الثامنة يا عثمان .. ألا ندخل .
فقال عثمان له :
ـ وعلامَ العجلة يا سمير ؟ نضيف خمس دقائق وندخل .
سمير : كما تشاء .. نضيف عشر دقائق إن أردت .
وهما على هذه الحال يأتي تلميذ آخر مهرولاً يريد الدخول .. فقال له عثمان وهو يشير بيديه :
ـ على مهلك يا هذا .. المدرسة لن ترحل من مكانها !
نظر التلميذ إليه وهو يقول مشيراً بيده إلى ساعته :
ـ إنها الثامنة .. ما بكما ؟
فقال سمير :
ـ وأين المشكلة في ذلك ؟ الثامنة أم التاسعة .. الأمر سيان .
التلميذ : الأمر سيان لكما ؛ أما أنا فلا .
عثمان : لأنك أحمق .. اسمع يا هذا : في هذه الثانوية وغيرها الكل سواء .. كلنا سننتقل في آخر العام .
ـ ومن قال لكما بأن الجميع سينتقل .. ليس سواء عالم وجهول ؟! ( قال التلميذ وهو غير راض بما يسمعه ) .
يضحك عثمان وسمير ويشرعان في قهقهتهما ؛ ثم يقول عثمان :
ـ ما تقوله أكل الدهر عليه وشرب .. أما اليوم فالعالم والجاهل سواء .. اليوم يا مغفل الدينار هو الناطق الحقيقي في هذا البلد ( يشير بيده وهو يعبِّر له عن الدينار ) .
ثم يقول له سمير :
ـ ها أنذا أمامك .. استطعتُ الانتقال من سنة إلى أخرى بذكائي وحيلي .. ولم يستطع أحد أن يكشف حيلي يوم الفروض والامتحانات .. ولولا ذكائي الخارق ما وصلت اليوم إلى السنة النهائية .
فقال التلميذ :
ـ أتسمي هذا ذكاءً .. بل هو الغش بعينه ؟!
فقال عثمان :
ـ دعك منه .. فالحمقى والأغبياء لا يفرِّقون بين الغش والذكاء .
يدفع التلميذ باب الثانوية ويدخل ؛ بينما يبقى عثمان وسمير وهما يحاولان لبس مئزريهما .. فيفاجئهما ( الجهل ) وهو يرتدي لباساً أسوداً ، شكله مخيف ورائحته نتنة .. يطوف عليهما يميناً ويساراً ، من الأمام ومن الخلف ، فيقترب منهما وهو يدور حولهما ماسحاً بيديه في مكر وهو يقول :
ـ هكذا أريدكم أيها التلاميذ .. ابقوا في أماكنكم ( مشيراً بيديه إلى مكان تواجدهما ) .. لا زال الوقت لم يحن بعد ( مشيراً بيديه إلى ساعته ) .. كلكم ستنتقلون في آخر المطاف .. هآ .. هآ .. هآ ...
وفي لمح البصر يفاجئه ( العلم ) فيتراجع ( الجهل ) قليلاً للوراء وهو يمتعظ غيظاً وممسكاً بكلتا يديه لمقدمه .. وبعدما يطوف عليهما ( العلم ) يصيح قائلا :
ـ ماذا تفعلون ؟ .. التلاميذ في أقسامهم وأنتما تتحاوران ؟! ادخلوا فالوقت يمرّ ( يشير بسبابته ناحية باب الثانوية ) .
يدخل التلميذان الثانوية ، فيتقدم ( العلم ) ناحية ( الجهل ) فيومئه بالانقضاض عليه فيبدي ( الجهل ) خوفه متراجعاً إلى الخلف ، ثم ينصرف ( العلم ) ويدخل الثانوية .
يستعيد ( الجهل ) ثقته بنفسه فيتوسط خشبة المسرح ، ويظهر للحضور قوته وهو يصيح قائلا :
ـ تباً لك أيها العلم ! .. لماذا تفسد عليَّ خططي دائماً ؟ .. أخْ .. أخْ .. لن أتركك تنعم بنصرك عليَّ .
يلتفت ( الجهل ) يميناً وشمالاً ومن حوله ، ثم يقول :
ـ أين أنتما ؟ .. أين ذهبتما ؟ .. لن تهربوا مني .. سألحقكم إلى القسم .. هآ .. هآ .. هآ .. ( يدخل بدوره إلى الثانوية وهو يقهقه ) .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
ـ المشهد 2 :
يُرفع الستار فإذا تلاميذ جالسون في مقاعدهم أمام طاولاتهم ( 4 تلاميذ ) ويكتبون في دفاترهم ما كتبه الأستاذ ـ قبل جلوسه ـ على السبورة .
( السبورة مكتوب عليها تاريخ اليوم والنشاط والموضوع ووضعية للحل ............. ) .
( العلم ) في ركن من أركان القسم يهز برأسه في صمت وهو مسرور للجو الذي يسود القسم .
في هذه الأثناء يدخل عثمان وسمير متجهين نحو مقعديهما بعدما سلـَّما على من في القسم .
ـ السلام عليكم .. صباح الخير يا أستاذ .
يرفع الأستاذ رأسه وهو يرمقهما ببصره ؛ ثم يقول لهما :
ـ لمَ هذا التأخر .. أين كنتما ؟
ـ عثمان :
ـ عفواً يا أستاذ .. زميلنا كادت أن تدهسه سيارة فوقفنا إلى جانبه .. لذلك تأخرنا.
يهز الأستاذ رأسه متعجباً من كلامهما ، ويعود إلى كتابه ينظر فيه .
بعدما يجلس عمر وسمير يطل ( الجهل ) برأسه من باب القسم وهو يقول :
ـ أين أنتما أيها الشقيان ؟ .. آهْ .. ها قد لمحتكما ( يتجه صوب عثمان وسمير ويقف وراءهما ) .
أخرج سمير وعثمان دفتريهما ، ثم قال سمير لعثمان :
ـ اخرجْ الكتاب .
فقال عثمان :
ـ ليس دوري اليوم .. اليوم دورك أنت .
يضرب سمير على جبهته قائلا :
ـ لقد نسيته .
ـ عثمان : ماذا سنفعل الآن .
يضرب سمير بيده على كتف تلميذ قبله وهو يقول :
ـ أعرنا كتاباً من فضلك .
يلتفت التلميذ إليهما وهو يقول :
ـ كعادتكما دائماً .. لا تحضران أدواتكم .. لماذا تأتيان إلى المدرسة إذاً ؟!
فقال عثمان وهو يدفعه للأمام :
ـ وما شأنك أنت بدراستنا ؟ .. تـُوهِمنا بأنك مجتهد .. سُحقاً لك ولأمثالك !
يحس الأستاذ بضجتهم فيضرب مكتبه بالمسطرة وهو يقول :
ـ الهدوء من فضلكم !
يحيط ( الجهل ) بكلتا يديه على عثمان وسمير ويقترب منهما قائلا :
ـ لا عليكما يا تلميذيّ العزيزين .. أخرجا هاتفيكما وروِّحا عن نفسيكما بالموسيقى .. العلم لم يعد ينفع في هذا الزمان .
يمتثل عثمان وسمير لأمر ( الجهل ) ويُخرجان هاتفيهما ويضعان الكتمان في أذنيهما ؛ ويشرعان في الرقص على غفلة من الأستاذ .
يلتفت التلميذ الآخر إليهما قائلا :
ـ دعونا ندرس ولا تزعجوننا !
ـ بل استمرا .. هذه هي الحياة ( قال الجهل وهو يدعمهما بيديه ) .
ينهض ( العلم ) من مكانه ويتجه نحو ( الجهل ) فيدفعه وهو يقول :
ـ اخرج من هنا .. لا مكان لك بيننا .
ينسحب ( الجهل ) من مكانه وعيناه ترمي بالشرر ، ثم ما يفتأ أن يقول :
ـ أتريد أن تستحوذ على القسم لوحدك ؟! لن أخرج من هنا حتى أحقق ما أريد ، وأسوق خلفي أتباعاً جُدُد .
قال ( العلم ) وهو يصرخ في وجهه :
ـ لن يتبعك أحد أيها المضلل .. فلتبتعد من هنا .
يقهقه ( الجهل ) عالياً ويقول :
ـ أتظن نفسك أنك أكثر مني أتباعاً ؟ .. أنت تتوهم .. انظر حولك خارج هذا القسم .. كل الناس أصبحت تدين لي .. لم يعد يوجد من يؤمن بك .. الناس لا تؤمن إلا بالدينار ، ولا مكان لك أنت بينهم .. هآ .. هآ .. هآ ...
ـ من يصدِّق هذا الكلام فهو أحمق وغبيّ مثلك ! ( قال العلم وهو غير راض بما سمعه ) .
ـ إذاً .. دعنا نحتكم إلى شخص من هؤلاء الذين يجلسون في مقاعدهم ، ولنرى أينا أشدّ قوة وأبقى ( قال الجهل وهو معجب بنفسه ) .
فقال ( العلم ) :
ـ حكمت على نفسك أيها المعتوه بالخسران .. فليكن لك ذلك .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
ـ المشهد 3 :
يُرفع الستار فإذا ( الضمير القاضي ) جالس على مكتب القضاء وبيده مطرقة القضاء ، وعلى يمينه ( العلم ) وعلى يساره ( الجهل ) واقفين ، وكل منهما معتد بنفسه ، ويريد أن يُظهر قوته للآخر .
قال القاضي بعدما ضرب بالمطرقة على مكتبه :
ـ لماذا دخلتما إلى هذا المكان المقدّس ؟ ما وراءكما ؟
قال ( العلم ) :
ـ جئناك لتفصل بيننا فيما يدّعيه هذا الذي يقف هنا ( يشير بسبابته ناحية الجهل ) .
قال القاضي وهو ينظر لـ ( الجهل ) :
ـ ما الذي تدّعيه أيها ( الجهل ) ؟
قال ( الجهل ) في مكر وهو يمسح يديه بعضهما ببعض :
ـ مولاي .. ! إن هذا الذي يقف أمامك ( يشير بيده ناحية العلم ) لا يريد أن يعترف بأني أقوى سلطاناً منه في هذا الزمان .
يطرق ( الضمير ) رأسه قليلا ثم يرفعه قائلا :
ـ لكن .. لا بد أن أسمع لكليكما حتى أحكم بالحق ، فأنا الضمير الذي يسكن في هذه العقول كلها ( ويشير بيديه إلى الجمهور يميناً ويساراً ) .
ثم ما يفتأ أن يقول وهو يشير بيده اليمنى إلى ( العلم ) :
ـ تقدّم أيها العلم .. ماذا تقول في ما قاله غريمُك ؟
يتقدّم ( العلم ) بعدما انحنى قليلاً للقاضي احتراماً له ، فيتوسط خشبة المسرح وينظر للجمهور وهو يقول :
ـ أنا العلم الذي نوّر الله بفضله للبشرية طريقها ، وبيّن لها سبيل الرشاد ، لولاي ما نهضت أمة ولا ارتقى مجتمع .. أنا الذي عرف العالِم بي الله ، وأنا من كرّمه الله في القرآن ، ورفع الله بي أقواماً منذ الأزل البعيد .
يعود ( العلم ) إلى مكانه ؛ بينما ( الضمير ) يوجِّه سؤاله لـ ( الجهل ) مشيراً إليه بيده :
ـ وماذا تقول أنت ؟
ينظر ( الجهل ) عن يمينه وشماله في مكر ، ويمشي ببطء نحو وسط الخشبة ، ثم ما يفتأ أن يرفع صوته عالياً وهو يهز بيديه ناحية الجمهور :
ـ يكفيني شرفاً أنه لديّ أتباع كثيرون ليس لديك مثلهم ( ويشير ناحية العلم بسبابته ) .
قال ( الضمير ) وهو يزجره بعدما يضرب بالمطرقة على المكتب :
ـ كفى إهانة .. وقل ما عندك !
ينظر ( الجهل ) عن يمينه وشماله في مكر مرة أخرى ويعود إلى مكانه ؛ ويقول ( الضمير ) لـ ( العلم ) مشيراً إليه بيده :
ـ هل لديك ما تضيف أيها العلم ؟
ينحني ( العلم ) مرة أخرى احتراماً لـ ( الضمير ) فيتوسط الخشبة ويشرع يقول :
ـ أنا يا مولاي صفاتي للناس ظاهرة ، وفوائدي كثيرة لا تحصى ( ثم يلتفت ناحية الجمهور وهو يحوم بيده في وجوههم ) واسأل مَن شئت مِن هؤلاء يخبرك اليقين .
ينهض ( الضمير ) من مكانه وهو يشير بسبابته ناحية تلميذ بين الجمهور قائلا :
ـ تقدم أنت .. وأخبرنا فيما يقوله ( العلم ) !
يقوم التلميذ من بين الجمهور ، ويصعد إلى الخشبة ، وبعدما ينحني إجلالاً لـ ( العلم ) يقول مشيراً بيده لـ ( العلم ) :
ـ لولا الأنوار التي نقتبسها من هذا الينبوع الصافي ( مشيراً للعلم ) ما كنا لنجتمع اليوم في يومنا هذا .. يكفيه شرفاً يا مولاي أن اليوم هو يوم العلم !
وفي هذه الأثناء ينتفض ( الجهل ) من مكانه وهو يقول :
ـ لا تصدِّقه يا مولاي .. إنه يُظهر عكس ما يُبطن !
قال القاضي لـ ( الجهل ) وهو يزجره :
ـ وكيف عرفتَ أنه يُظهر عكس ما يُبطن ؟!
قال ( الجهل ) وهو يرتعد :
ـ لا أدري .. لكن .. ( ويشير بيده ناحية الجمهور ) .. اسأل تلميذاً آخر غيره .
قال ( الضمير ) :
ـ حسناً .. ( ويشير بسبابته مرة أخرى ناحية تلميذ آخر ) .. اقتربْ أنت .. وقل رأيك بصراحة فيما نحن فيه .
يصعد التلميذ من وسط الجمهور إلى الخشبة ، ويقترب من ( العلم ) فينحني له إجلالاً هو أيضاً ، ثم يلتفت ناحية ( الضمير ) وهو يقول :
ـ أيها الضمير المقدّس فينا .. يا من سكنت أدمغتنا .. أتسألنا عن أيهما أفضل ؟! ( يشير بيده ناحية العلم والجهل معاً ) .. فاسمع أيها الضمير فينا .. ولتسمعوا كلكم ( يشير بيديه ناحية الجمهور ) ويتوسط بين ( العلم ) و ( الجهل ) وهو يشير إليهما أولاً فثانياً :
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العزِّ والشرف
ثم ينظر بشزر اتجاه ( الجهل ) فيسرع نحوه وهو يدفعه بكلتا يديه خارج الخشبة قائلاً :
ـ اخرجْ من حياتنا إلى الأبد .. !
ينزل ( الضمير ) وينضم إليه التلميذان ، فينحنوا كلهم إجلالاً لـ ( العلم ) ومكرمةً.
يُرفع شعار مكتوب عليه ( العلم نور والجهل ظلام ) .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
يُرفع الستار فإذا تلميذان أمام باب الثانوية واقفان يتحاوران ؛ ومئزر أحدهما مزركش بعبارات ورموز لا يفقه حقيقتها ، يضعه فوق كتفه والآخر كذلك يحيط مئزره بخصره ، فقال أحدهما للآخر :
ـ إنها الثامنة يا عثمان .. ألا ندخل .
فقال عثمان له :
ـ وعلامَ العجلة يا سمير ؟ نضيف خمس دقائق وندخل .
سمير : كما تشاء .. نضيف عشر دقائق إن أردت .
وهما على هذه الحال يأتي تلميذ آخر مهرولاً يريد الدخول .. فقال له عثمان وهو يشير بيديه :
ـ على مهلك يا هذا .. المدرسة لن ترحل من مكانها !
نظر التلميذ إليه وهو يقول مشيراً بيده إلى ساعته :
ـ إنها الثامنة .. ما بكما ؟
فقال سمير :
ـ وأين المشكلة في ذلك ؟ الثامنة أم التاسعة .. الأمر سيان .
التلميذ : الأمر سيان لكما ؛ أما أنا فلا .
عثمان : لأنك أحمق .. اسمع يا هذا : في هذه الثانوية وغيرها الكل سواء .. كلنا سننتقل في آخر العام .
ـ ومن قال لكما بأن الجميع سينتقل .. ليس سواء عالم وجهول ؟! ( قال التلميذ وهو غير راض بما يسمعه ) .
يضحك عثمان وسمير ويشرعان في قهقهتهما ؛ ثم يقول عثمان :
ـ ما تقوله أكل الدهر عليه وشرب .. أما اليوم فالعالم والجاهل سواء .. اليوم يا مغفل الدينار هو الناطق الحقيقي في هذا البلد ( يشير بيده وهو يعبِّر له عن الدينار ) .
ثم يقول له سمير :
ـ ها أنذا أمامك .. استطعتُ الانتقال من سنة إلى أخرى بذكائي وحيلي .. ولم يستطع أحد أن يكشف حيلي يوم الفروض والامتحانات .. ولولا ذكائي الخارق ما وصلت اليوم إلى السنة النهائية .
فقال التلميذ :
ـ أتسمي هذا ذكاءً .. بل هو الغش بعينه ؟!
فقال عثمان :
ـ دعك منه .. فالحمقى والأغبياء لا يفرِّقون بين الغش والذكاء .
يدفع التلميذ باب الثانوية ويدخل ؛ بينما يبقى عثمان وسمير وهما يحاولان لبس مئزريهما .. فيفاجئهما ( الجهل ) وهو يرتدي لباساً أسوداً ، شكله مخيف ورائحته نتنة .. يطوف عليهما يميناً ويساراً ، من الأمام ومن الخلف ، فيقترب منهما وهو يدور حولهما ماسحاً بيديه في مكر وهو يقول :
ـ هكذا أريدكم أيها التلاميذ .. ابقوا في أماكنكم ( مشيراً بيديه إلى مكان تواجدهما ) .. لا زال الوقت لم يحن بعد ( مشيراً بيديه إلى ساعته ) .. كلكم ستنتقلون في آخر المطاف .. هآ .. هآ .. هآ ...
وفي لمح البصر يفاجئه ( العلم ) فيتراجع ( الجهل ) قليلاً للوراء وهو يمتعظ غيظاً وممسكاً بكلتا يديه لمقدمه .. وبعدما يطوف عليهما ( العلم ) يصيح قائلا :
ـ ماذا تفعلون ؟ .. التلاميذ في أقسامهم وأنتما تتحاوران ؟! ادخلوا فالوقت يمرّ ( يشير بسبابته ناحية باب الثانوية ) .
يدخل التلميذان الثانوية ، فيتقدم ( العلم ) ناحية ( الجهل ) فيومئه بالانقضاض عليه فيبدي ( الجهل ) خوفه متراجعاً إلى الخلف ، ثم ينصرف ( العلم ) ويدخل الثانوية .
يستعيد ( الجهل ) ثقته بنفسه فيتوسط خشبة المسرح ، ويظهر للحضور قوته وهو يصيح قائلا :
ـ تباً لك أيها العلم ! .. لماذا تفسد عليَّ خططي دائماً ؟ .. أخْ .. أخْ .. لن أتركك تنعم بنصرك عليَّ .
يلتفت ( الجهل ) يميناً وشمالاً ومن حوله ، ثم يقول :
ـ أين أنتما ؟ .. أين ذهبتما ؟ .. لن تهربوا مني .. سألحقكم إلى القسم .. هآ .. هآ .. هآ .. ( يدخل بدوره إلى الثانوية وهو يقهقه ) .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
ـ المشهد 2 :
يُرفع الستار فإذا تلاميذ جالسون في مقاعدهم أمام طاولاتهم ( 4 تلاميذ ) ويكتبون في دفاترهم ما كتبه الأستاذ ـ قبل جلوسه ـ على السبورة .
( السبورة مكتوب عليها تاريخ اليوم والنشاط والموضوع ووضعية للحل ............. ) .
( العلم ) في ركن من أركان القسم يهز برأسه في صمت وهو مسرور للجو الذي يسود القسم .
في هذه الأثناء يدخل عثمان وسمير متجهين نحو مقعديهما بعدما سلـَّما على من في القسم .
ـ السلام عليكم .. صباح الخير يا أستاذ .
يرفع الأستاذ رأسه وهو يرمقهما ببصره ؛ ثم يقول لهما :
ـ لمَ هذا التأخر .. أين كنتما ؟
ـ عثمان :
ـ عفواً يا أستاذ .. زميلنا كادت أن تدهسه سيارة فوقفنا إلى جانبه .. لذلك تأخرنا.
يهز الأستاذ رأسه متعجباً من كلامهما ، ويعود إلى كتابه ينظر فيه .
بعدما يجلس عمر وسمير يطل ( الجهل ) برأسه من باب القسم وهو يقول :
ـ أين أنتما أيها الشقيان ؟ .. آهْ .. ها قد لمحتكما ( يتجه صوب عثمان وسمير ويقف وراءهما ) .
أخرج سمير وعثمان دفتريهما ، ثم قال سمير لعثمان :
ـ اخرجْ الكتاب .
فقال عثمان :
ـ ليس دوري اليوم .. اليوم دورك أنت .
يضرب سمير على جبهته قائلا :
ـ لقد نسيته .
ـ عثمان : ماذا سنفعل الآن .
يضرب سمير بيده على كتف تلميذ قبله وهو يقول :
ـ أعرنا كتاباً من فضلك .
يلتفت التلميذ إليهما وهو يقول :
ـ كعادتكما دائماً .. لا تحضران أدواتكم .. لماذا تأتيان إلى المدرسة إذاً ؟!
فقال عثمان وهو يدفعه للأمام :
ـ وما شأنك أنت بدراستنا ؟ .. تـُوهِمنا بأنك مجتهد .. سُحقاً لك ولأمثالك !
يحس الأستاذ بضجتهم فيضرب مكتبه بالمسطرة وهو يقول :
ـ الهدوء من فضلكم !
يحيط ( الجهل ) بكلتا يديه على عثمان وسمير ويقترب منهما قائلا :
ـ لا عليكما يا تلميذيّ العزيزين .. أخرجا هاتفيكما وروِّحا عن نفسيكما بالموسيقى .. العلم لم يعد ينفع في هذا الزمان .
يمتثل عثمان وسمير لأمر ( الجهل ) ويُخرجان هاتفيهما ويضعان الكتمان في أذنيهما ؛ ويشرعان في الرقص على غفلة من الأستاذ .
يلتفت التلميذ الآخر إليهما قائلا :
ـ دعونا ندرس ولا تزعجوننا !
ـ بل استمرا .. هذه هي الحياة ( قال الجهل وهو يدعمهما بيديه ) .
ينهض ( العلم ) من مكانه ويتجه نحو ( الجهل ) فيدفعه وهو يقول :
ـ اخرج من هنا .. لا مكان لك بيننا .
ينسحب ( الجهل ) من مكانه وعيناه ترمي بالشرر ، ثم ما يفتأ أن يقول :
ـ أتريد أن تستحوذ على القسم لوحدك ؟! لن أخرج من هنا حتى أحقق ما أريد ، وأسوق خلفي أتباعاً جُدُد .
قال ( العلم ) وهو يصرخ في وجهه :
ـ لن يتبعك أحد أيها المضلل .. فلتبتعد من هنا .
يقهقه ( الجهل ) عالياً ويقول :
ـ أتظن نفسك أنك أكثر مني أتباعاً ؟ .. أنت تتوهم .. انظر حولك خارج هذا القسم .. كل الناس أصبحت تدين لي .. لم يعد يوجد من يؤمن بك .. الناس لا تؤمن إلا بالدينار ، ولا مكان لك أنت بينهم .. هآ .. هآ .. هآ ...
ـ من يصدِّق هذا الكلام فهو أحمق وغبيّ مثلك ! ( قال العلم وهو غير راض بما سمعه ) .
ـ إذاً .. دعنا نحتكم إلى شخص من هؤلاء الذين يجلسون في مقاعدهم ، ولنرى أينا أشدّ قوة وأبقى ( قال الجهل وهو معجب بنفسه ) .
فقال ( العلم ) :
ـ حكمت على نفسك أيها المعتوه بالخسران .. فليكن لك ذلك .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
ـ المشهد 3 :
يُرفع الستار فإذا ( الضمير القاضي ) جالس على مكتب القضاء وبيده مطرقة القضاء ، وعلى يمينه ( العلم ) وعلى يساره ( الجهل ) واقفين ، وكل منهما معتد بنفسه ، ويريد أن يُظهر قوته للآخر .
قال القاضي بعدما ضرب بالمطرقة على مكتبه :
ـ لماذا دخلتما إلى هذا المكان المقدّس ؟ ما وراءكما ؟
قال ( العلم ) :
ـ جئناك لتفصل بيننا فيما يدّعيه هذا الذي يقف هنا ( يشير بسبابته ناحية الجهل ) .
قال القاضي وهو ينظر لـ ( الجهل ) :
ـ ما الذي تدّعيه أيها ( الجهل ) ؟
قال ( الجهل ) في مكر وهو يمسح يديه بعضهما ببعض :
ـ مولاي .. ! إن هذا الذي يقف أمامك ( يشير بيده ناحية العلم ) لا يريد أن يعترف بأني أقوى سلطاناً منه في هذا الزمان .
يطرق ( الضمير ) رأسه قليلا ثم يرفعه قائلا :
ـ لكن .. لا بد أن أسمع لكليكما حتى أحكم بالحق ، فأنا الضمير الذي يسكن في هذه العقول كلها ( ويشير بيديه إلى الجمهور يميناً ويساراً ) .
ثم ما يفتأ أن يقول وهو يشير بيده اليمنى إلى ( العلم ) :
ـ تقدّم أيها العلم .. ماذا تقول في ما قاله غريمُك ؟
يتقدّم ( العلم ) بعدما انحنى قليلاً للقاضي احتراماً له ، فيتوسط خشبة المسرح وينظر للجمهور وهو يقول :
ـ أنا العلم الذي نوّر الله بفضله للبشرية طريقها ، وبيّن لها سبيل الرشاد ، لولاي ما نهضت أمة ولا ارتقى مجتمع .. أنا الذي عرف العالِم بي الله ، وأنا من كرّمه الله في القرآن ، ورفع الله بي أقواماً منذ الأزل البعيد .
يعود ( العلم ) إلى مكانه ؛ بينما ( الضمير ) يوجِّه سؤاله لـ ( الجهل ) مشيراً إليه بيده :
ـ وماذا تقول أنت ؟
ينظر ( الجهل ) عن يمينه وشماله في مكر ، ويمشي ببطء نحو وسط الخشبة ، ثم ما يفتأ أن يرفع صوته عالياً وهو يهز بيديه ناحية الجمهور :
ـ يكفيني شرفاً أنه لديّ أتباع كثيرون ليس لديك مثلهم ( ويشير ناحية العلم بسبابته ) .
قال ( الضمير ) وهو يزجره بعدما يضرب بالمطرقة على المكتب :
ـ كفى إهانة .. وقل ما عندك !
ينظر ( الجهل ) عن يمينه وشماله في مكر مرة أخرى ويعود إلى مكانه ؛ ويقول ( الضمير ) لـ ( العلم ) مشيراً إليه بيده :
ـ هل لديك ما تضيف أيها العلم ؟
ينحني ( العلم ) مرة أخرى احتراماً لـ ( الضمير ) فيتوسط الخشبة ويشرع يقول :
ـ أنا يا مولاي صفاتي للناس ظاهرة ، وفوائدي كثيرة لا تحصى ( ثم يلتفت ناحية الجمهور وهو يحوم بيده في وجوههم ) واسأل مَن شئت مِن هؤلاء يخبرك اليقين .
ينهض ( الضمير ) من مكانه وهو يشير بسبابته ناحية تلميذ بين الجمهور قائلا :
ـ تقدم أنت .. وأخبرنا فيما يقوله ( العلم ) !
يقوم التلميذ من بين الجمهور ، ويصعد إلى الخشبة ، وبعدما ينحني إجلالاً لـ ( العلم ) يقول مشيراً بيده لـ ( العلم ) :
ـ لولا الأنوار التي نقتبسها من هذا الينبوع الصافي ( مشيراً للعلم ) ما كنا لنجتمع اليوم في يومنا هذا .. يكفيه شرفاً يا مولاي أن اليوم هو يوم العلم !
وفي هذه الأثناء ينتفض ( الجهل ) من مكانه وهو يقول :
ـ لا تصدِّقه يا مولاي .. إنه يُظهر عكس ما يُبطن !
قال القاضي لـ ( الجهل ) وهو يزجره :
ـ وكيف عرفتَ أنه يُظهر عكس ما يُبطن ؟!
قال ( الجهل ) وهو يرتعد :
ـ لا أدري .. لكن .. ( ويشير بيده ناحية الجمهور ) .. اسأل تلميذاً آخر غيره .
قال ( الضمير ) :
ـ حسناً .. ( ويشير بسبابته مرة أخرى ناحية تلميذ آخر ) .. اقتربْ أنت .. وقل رأيك بصراحة فيما نحن فيه .
يصعد التلميذ من وسط الجمهور إلى الخشبة ، ويقترب من ( العلم ) فينحني له إجلالاً هو أيضاً ، ثم يلتفت ناحية ( الضمير ) وهو يقول :
ـ أيها الضمير المقدّس فينا .. يا من سكنت أدمغتنا .. أتسألنا عن أيهما أفضل ؟! ( يشير بيده ناحية العلم والجهل معاً ) .. فاسمع أيها الضمير فينا .. ولتسمعوا كلكم ( يشير بيديه ناحية الجمهور ) ويتوسط بين ( العلم ) و ( الجهل ) وهو يشير إليهما أولاً فثانياً :
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العزِّ والشرف
ثم ينظر بشزر اتجاه ( الجهل ) فيسرع نحوه وهو يدفعه بكلتا يديه خارج الخشبة قائلاً :
ـ اخرجْ من حياتنا إلى الأبد .. !
ينزل ( الضمير ) وينضم إليه التلميذان ، فينحنوا كلهم إجلالاً لـ ( العلم ) ومكرمةً.
يُرفع شعار مكتوب عليه ( العلم نور والجهل ظلام ) .
( يـــــــــنــــــــــــــــــــــزل الســـــــــــــــــــتـــــــــــــــــار )
أبو ريم البشاري- عضو جديد
- عدد المساهمات : 15
نقاط : 3802
تاريخ التسجيل : 04/08/2014
رد: مسرحية ( بين العلم والجهل )
روعة والله احتمال نمثلووها
عبد الكريم الضاحك- عضو جديد
- عدد المساهمات : 15
نقاط : 4050
تاريخ التسجيل : 21/11/2013
العمر : 37
الموقع : تمنراست
مواضيع مماثلة
» مسرحية زوبعة السراب
» مسرحية ..الصفر ماينقط شي
» قراءة في مسرحية الطرق يشتد على الباب
» يوم العلم في دقيقة
» يوم العلم بالمركز الجامعي بتمنراست
» مسرحية ..الصفر ماينقط شي
» قراءة في مسرحية الطرق يشتد على الباب
» يوم العلم في دقيقة
» يوم العلم بالمركز الجامعي بتمنراست
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء 20 ديسمبر 2023, 10:55 من طرف مدير المنتدى
» العدد الثالث من مجلة " آفاق علمية "
الأحد 01 أغسطس 2021, 10:21 من طرف Houcine22
» الشاعر منتميا وملتزما
الأحد 14 أكتوبر 2018, 20:12 من طرف مدير المنتدى
» العرب وكرة القدم
الإثنين 02 يوليو 2018, 20:10 من طرف مدير المنتدى
» الخامس من يوليو (جويلية) مجددا
الإثنين 02 يوليو 2018, 19:42 من طرف مدير المنتدى
» أهلا بشهر التوبة والغفران
الأربعاء 07 يونيو 2017, 11:21 من طرف أسير القافية
» لو عثرت بغلة في العراق ...
الجمعة 03 مارس 2017, 20:17 من طرف أسير القافية
» مسابقة الدخول إلى مدرسة الدكتوراه بتامنغست
الخميس 06 أكتوبر 2016, 16:21 من طرف أسير القافية
» وما بكم من نعمة فمن الله
الخميس 06 أكتوبر 2016, 15:58 من طرف أسير القافية